الوطن – غالبًا ما يخفي الأطفال المشكلات المزعجة عن آبائهم؛ بسبب الخوف من العواقب، وضغط الأقران، والرغبة في الاستقلال. فالتغيرات السلوكية، والتدهور الأكاديمي. والتفاعلات الاجتماعية المتغيرة لدى الأبناء يمكن أن تشير إلى مشكلات مخفية. لذا يوصي الخبراء بتعزيز التواصل المفتوح، ومراقبة الحياة الاجتماعية والأنشطة عبر الإنترنت. وطلب المساعدة المهنية في حالة استمرار السلوكيات المثيرة للقلق.
ووفق صحيفة “تايمز أوف إنديا”، هناك العديد من الأسباب تجعل الأطفال يختارون إخفاء مشكلاتهم. أبرزها شعورهم بالقلق من العواقب الوخيمة للاعتراف بالخطأ، أو تجنبًا لشعور الخيبة من قبل آبائهم.
ومن المهم كثيرًا خلق بيئة آمنة وداعمة لأطفالنا، لتعزيز مشاركتهم في طرح أفكارهم. كما أنه من المهم التأكيد دائمًا عليهم أن الأخطاء جزء من التعلم والنمو. كذلك، يلعب ضغط الأقران والتأثيرات الاجتماعية دورًا مهمًا. قد يخفي الأطفال المشكلات، لأنهم يخشون الحكم أو السخرية من أقرانهم إذا أصبحت معلومات معينة معروفة.
وقد يشعرون بالقلق بشأن فقدان الأصدقاء أو أن ينظر إليهم بشكل مختلف من قبل دائرتهم الاجتماعية. في هذه المواقف، فإن خلق بيئة منفتحة و”بعيدة عن الحكم” في المنزل يمكن أن يشجع الأطفال على الثقة بآبائهم دون خوف من العواقب السلبية.
ويمكن لعوامل النمو مثل الاستقلال المتزايد والرغبة في التحرر أن تقود الأطفال إلى اختبار الحدود وتأكيد فرديتهم. كما يمكن أن تساهم حواجز التواصل أيضًا في إخفاء الأطفال لقضايا مثيرة للقلق. قد يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، أو قد لا يعرفون كيفية التعامل مع المواضيع الحساسة.
ومن الضروري أن يبدأ الآباء محادثات مفتوحة وصادقة بانتظام، وأن يستمعوا بفعالية إلى اهتمامات أطفالهم، وأن يخلقوا لهم الفرص للتعبير عن أنفسهم بشكل مريح.
لكن، كيف تعرف إذا كان طفلك يخفي شيئًا عنك؟
إذا كنت تشك في أن طفلك يخفي شيئًا مثيرًا للقلق، فابحث عن التغييرات السلوكية مثل “الانسحاب أو السرية أو الغضب/الحزن غير المعتاد”، كما تقول روتيكا خاندول، عالمة نفسية ومشاركة في التوعية، في دلهي.
على سبيل المثال، إذا أصبح طفلك المنفتح عادة منعزلًا، فاقضيا وقتًا ممتعًا معًا وعبرا عن قلقكما بلطف. كما تضيف “خاندول” أن التراجع الأكاديمي بالنسبة للطفل المتفوق بالفشل وترك الأنشطة، علامة أخرى على أن الطفل يخفي أمورًا.
وتضيف أن على الآباء كذلك مراقبة التغير في السلوكيات الجسدية مثل تغيرات في النوم أو الشهية أو الإصابات غير المبررة. إذا كان طفلك يعاني صعوبة في النوم، أو يفوّت وجبات الطعام، أو تظهر عليه كدمات، فلا بد لنا أن نهتم ونسأل عن صحته، ونشجع العادات الصحية، واستشارة أخصائي الرعاية الصحية إذا لزم الأمر.
كما تنصح الخبيرة النفسية، بضرورة دراية الآباء بنشاط الأبناء على الإنترنت، والتغيرات في سلوكه، مثل إغلاق نوافذ التصفح بسرعة عند قدومك، أو ظهور الانزعاج عليه بعد استخدام هاتفه، لذا هنا يجب أن تُقَدَّم إرشادات واضحة لاستخدام الإنترنت، ومناقشة مخاطره مع الطفل، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية.
وتشدد “خاندول” في النهاية على أن “التدخل المبكر دائمًا هو المفتاح لمعالجة القضايا الأساسية وضمان رفاهية طفلك”.