الوطن – أغنية كويتية جديدة ترافق أهالي غزة في شهر رمضان مع كل هذا الألم والمعاناة التي لا تنتهي من قتل وتشريد وتجويع ودمار في كل مكان.
ويبدو أن أغنية “المرافعة” الكويتية الجديدة، التي تحكي عن أطفال غزة. قد اخترقت الحصار والدمار المستمر في القطاع الفلسطيني، وترافق الكثير منهم. ما إن تتوفر أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة، ماء وزعتر واتصال مؤقت وضعيف بشبكة الإنترنت.
ويتواجد كثير من أهالي قطاع غزة بين المتفاعلين مع إعلان شركة “زين” للاتصالات لرمضان الحالي 2024، حيث خصصت الشركة الكويتية هذا العام أغنيتها لأطفال غزة وفلسطين بشكل عام.
ومن بين ملايين المشاهدين والمستمعين للأغنية التي تحمل اسم “مرافعة”، تبرز تعليقات الغزيين من كل مكان، والفلسطينيين عموماً، بمن في ذلك سكان منازل لا تزال قائمة في شمال قطاع غزة، الذي شهد ولا يزال دماراً هائلاً جراء قصف الجيش الإسرائيلي.
وتركت هديل بشير تعليقها على الأغنية التي نشرتها “زين” في “يوتيوب”. لتبقى شاهدة على مكانة الأغنية عن الغزيين الذين لا يمكن ضمان بقاء أي منهم على قيد الحياة. مع مقتل المئات يومياً في حصيلة تجاوزت حتى الآن 30 ألف قتيل في غضون خمسة أشهر.
وقالت هديل في تعليقها: “من شمال غزة نحدثكم. والله لا نملك إلا زيت الزيتون والزعتر والماء (غير النظيف). هذا سحورنا وفطورنا إلى أن يبدل الله الحال، ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله.. شكرًا للكويت ما خيبتوا أملنا ولا مرة.. دعواتكم”.
أغنية كويتية جديدة ترافق أهالي غزة في رمضان
ومن غزة أيضاً، أبدت إيناس يوسف إعجابها بمبادرة زين، وقالت: “من قلب غزة، من تحت القذائف المترامية، شكراً لكم”.
ومن قطاع غزة أيضاً، كتبت إيمان ماجد: “من المدينة المحاصرة خانيونس التي هي تحت القصف والدمار والحصار.. شكراً زين شكرا يا كويت”.
وكان أبو عمر أحد أهالي غزة الكثر الذين ترافقهم الأغنية في ظروف كارثية. وكتب معبّراً عن الحال: “من غزة، ما زلنا أحياء، شكرا للكويت الشقيق، شكرا زين”.
ومرت أربعة أيام على إطلاق الأغنية، وهو تقليد سنوي إلى حد كبير لدى شركات الاتصالات في المنطقة؛ بهدف الترويج. لكنه يأخذ طابعاً إنسانياً أو اجتماعياً أو سياسياً في بعض السنوات عند شركة “زين”، ما يجعل الكثيرين يترقبون إعلانها.
ونشرت “زين” إعلانها على منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقاً بتعريف قالت فيه “مرافعة زين لـ #رمضان 2024… سنعود، هذه السنة مرافعة.. ليست أغنية.. لن نترك صوتا واحدا خارج نطاق التغطية..”.
وفي الأغنية يتقدم كارتون يمثل “حنظلة”. شخصية الرسام الكاريكاتوري الشهير ناجي العلي، أطفالاً أمام اجتماع مشابه لمجلس الأمن الدولي، لانتقادهم ولومهم على ترك إسرائيل تقتل المدنيين، بينما جاء في نص المرافعة: “لأن الكبار سكتوا سيترافع الأطفال، وستنصفنا الشعوب إذا ميزان الساسة مال”.
وبينما تحضر في الأغنية عبارات وأسماء ستظل شاهدة على الحرب الإسرائيلية على غزة. مثل ريم “روح الروح”، ويوسف صاحب الشعر الـ “كيرلي وأبيضاني وحلو”, وأيضا هند وغيرهم من الأطفال الذين قُتلوا وبقيت تلك العبارات تتردد لتذكر بهم، وقد أصبحوا أيقونات لضحايا غزة من الأطفال.