الوطن – المراكز الإسلامية في أمريكا لم تسلم من التهديدات التي تصلها تباعا بسبب دعم تلك المراكز لوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة. والحملات المنظمة من قبل جمعيات يهودية وإسرائيلية لشيطنة تلك المراكز واتهامها بأنها تابعة لحركة حماس مستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وقد تقدم أكثر من مركز إسلامي مسجد وجمعيات مختلة ببلاغات للجهات الأمنية عن وصول تهديدات لهم من مصادر مختلفة. بالإضافة الى المضايقات على المساجد والمصلين عند خروجهم من الصلاة.
و قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، بدوره. إنه ألغى مأدبته السنوية في أرلينغتون بولاية فيرجينيا يوم السبت، 21 أكتوبر/تشرين الأول. وذلك بعد تلقيه تهديدات بوجود قنبلة.
وقالت مؤسسة “كير”، وهي أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في أمريكا، إنها ألغت الحدث بعد محادثات مع فندق ماريوت الذي استضاف حفل العشاء لأكثر من عقد من الزمان.
وأوضحت مؤسسة “كير”: “في الأيام الأخيرة، وفقاً لما ذكره فندق ماريوت. هدد متصلون مجهولون بزرع قنابل في مرآب السيارات بالفندق، وقتل موظفين محددين بالفندق في منازلهم. واقتحام الفندق في تكرار لهجوم 6 يناير/كانون الثاني على مبنى الكابيتول الأمريكي إذا أقيم الحدث”.
وتابع بيان كير: “لن نسمح لتهديدات العنصريين المناهضين للفلسطينيين والمتعصبين المناهضين للمسلمين الذين يسعون إلى تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته وإسكات المسلمين الأمريكيين أن تمنعنا من السعي لتحقيق العدالة للجميع”.
حملة ممنهجة لم تسلم منها المراكز الإسلامية في أمريكا
ويقول الناشطون الفلسطينيون الأمريكيون إنَّ إلغاء المؤتمرات هو جزء من حملة أوسع يشنها مؤيدو إسرائيل المتشددون. مستغلين في بعض الأحيان الخطاب المتطرف لبعض الطلاب والجماعات اليسارية التي تشيد بعمليات القتل التي نفذتها حماس أو تبررها لإسكات وجهات النظر المنتقدة لإسرائيل والدور الذي تسهم به سياساتها في إدامة الصراع.
وظهرت نورا عريقات، محامية حقوق الإنسان الفلسطينية الأمريكية، على الهواء مباشرة على قناتي CBS وABC. لكن تسجيل المقاطع حُذِف من العرض على الإنترنت. وقالت إنها تحدت الروايات المؤيدة لإسرائيل التي دفعها المذيعون وسعت إلى تفسير هجوم حماس في السياق الأوسع للاحتلال والقمع.
وأوضحت عريقات: “اعتقدتُ أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يوجد خيار عسكري لهزيمة حماس. لأنَّ حماس لا تتألف من أيديولوجيين، بل في المقام الأول من الشباب الذين نشأوا معظم حياتهم تحت الحصار والحرب المنهجية. الذين لم يُمنحوا ذرة أمل”.
وأضافت: “لقد تلقيت تعليقاً مفاده أنه بعد العرض، عاد المدير التنفيذي إلى الشركة المنتجة المسؤولة عن حجز الضيوف. وقال إنَّ قائمة الخبراء التي تشمل اسمي ستخضع الآن للفحص بسبب خطأ دعوتي للحديث على الهواء”.
تضييق في الإعلام الأمريكي على الأصوات الفلسطينية
في المقابل عندما ظهر رئيس رابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات على قناة MSNBC، سُمِح له بإلقاء خطاب طويل دون اعتراض، الذي قارن خلاله مناقشة الأسباب الأوسع للصراع والسياسات الإسرائيلية بدعم الإرهاب، وانتقد الشبكة لعرضها “الأنقاض في غزة”. وتساءل غرينبلات: “من يكتب نص البرنامج؟ حماس؟”.
وتحدث محللون أمريكيون فلسطينيون آخرون عن معاملة مماثلة من شبكات التلفزيون، بما في ذلك شبكة CNN. ويقول البعض إنَّ العروض المُجدوَّلة قد أُلغِيَت بعدما اتصل المنتجون قبل العرض ليسألوا عمَّا سيقوله الضيف ولم يعجبهم ما سمعوه.
كما استهدفت المنظمات المؤيدة لإسرائيل الصحفيين الأمريكيين الفلسطينيين.
إذ اتهمت مجموعة ضغط يمينية تمويلها سري، وهي لجنة Committee for Accuracy in Middle East Reporting and Analysis، التي تسعى للتأثير على التغطية الإعلامية، مديرة تحرير صحيفة Los Angeles Times، سارة ياسين، وهي أمريكية من أصل فلسطيني بالتعاطف مع حماس وانتهاك المعايير المهنية بعدما أعادت نشر مقال على منصة X كتبه إسرائيلي في مجلة يهودية أمريكية ينتقد الهجوم على غزة، وكذلك بسبب تغريدات سابقة لها.
ودافعت صحيفة Los Angeles Times بقوة عن سارة ياسين. وقالت الصحيفة في بيان إنَّ “أية إشارة إلى أنَّ سارة ياسين تتعاطف مع حماس متهورة وغير دقيقة ولا مسؤولة”.
وقال صحفي أمريكي عربي، طلب عدم ذكر اسمه، إنَّ هناك حملة مُنسَقة لتشويه سمعة المراسلين الذين يحملون أسماءً عربية باعتبارهم متحيزين. وأضاف: “يتعلق هذا بإسكات الأصوات الفلسطينية والمؤيدة للفلسطينيين، وبالقول إنه لا توجد سوى طريقة مشروعة واحدة للنظر إلى ما حدث ولا يجب مناقشة أي شيء آخر”.