الوطن – تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في إفتتاحيتها كيف إستهزأ بن سلمان بالعدالة. متحدثة عن مرور خمس سنوات على إغتيال خاشقجي. الصحفي الذي كان يكتب بالصحيفة وهو مواطن سعودي طالب ببعض الإصلاحات والديمقراطية في السعودية.
و قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها الخميس. إنه بعد مرور خمس سنوات على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد فرقة اغتيال أرسلت من الرياض. لم يكن هناك أي إغلاق – لا بالنسبة لنا، ولا لعائلته وأصدقائه، ولا لجميع أولئك في العالم العربي الذين قد يستفيدون من رؤية خاشقجي لمزيد من الانفتاح والديمقراطية في الحكم.
وقالت الصحيفة إن المحاكمات السعودية بعد جريمة القتل كانت بمثابة “استهزاء” بالعدالة، على حد تعبير خطيبته السابقة خديجة جنكيز.
إقرأ أيضا: CNN تكشف عن تسجيل صوتي جديد لعملية إغتيال وتقطيع جمال خاشقجي .. فيديو
وقد شكل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان فرقة إغتيال خاصة قامت بتنفيذ المهمة بطريقة متوحشة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل من قبل. حتى عصابات المافيا لا تقوم بمثل تلك العملية التي شهدها العالم كله وكأنها تبث على الهواء.
حيث قام باستدراج جمال خاشقجي الى مقر قنصلية بلاده ومن ثم تم خنقه بواسطة كيس على رأسه. وبعدها أشرف فريق طبي قادم من المشرحة في السعودية على تقطيعه ومن ثم حرقه في فرن خاص في منزل القنصل السعودي الذي إختفى تماما بعد الحادثة.
هكذا استهزأ بن سلمان بالعدالة
و في كانون الأول/ ديسمبر 2019، حكمت المحكمة الجزائية بالرياض على خمسة أشخاص بالإعدام بتهمة القتل. وتلقى ثلاثة آخرون أحكاما بالسجن يصل مجموعها إلى 24 عاما. وتمت تبرئة ثلاثة أشخاص، من بينهم نائب رئيس المخابرات السعودية السابق أحمد عسيري الذي حددته المخابرات الأمريكية على أنه أحد المتورطين. تم التحقيق مع المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من قبل النيابة العامة السعودية ولكن لم توجه إليه أي تهمة.
إقرأ أيضا: أردوغان يصف “أبو منشار” بن سلمان بالكاذب، هو من قتل الصحافي جمال خاشقجي
في أيلول/ سبتمبر 2020، تم تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق الخمسة إلى السجن 20 عاما. وقالت السلطات السعودية إن القضية أُغلقت.
ويشير ولي العهد الآن إلى الجريمة كما لو كان هناك طرف ثالث بعيد هو المسؤول عنها. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز أذيعت في 20 أيلول/ سبتمبر، وصف جريمة القتل بأنها “خطأ”.
وأضاف: “نحاول أيضا إجراء إصلاحات للنظام الأمني للتأكد من عدم تكرار هذا النوع من الأخطاء، ويمكننا أن نرى في السنوات الخمس الماضية لم يحدث شيء من هذه الأشياء. إنه ليس جزءا مما تفعله السعودية”.
إصلاحات بن سلمان الوهمية
وتساءلت الصحيفة”إصلاحات؟ أي إصلاحات؟، ففي آب/ أغسطس الماضي، حكمت السعودية على سلمى الشهاب، وهي أم لطفلين، بالسجن لمدة 34 عاما، تم تعديلها فيما بعد إلى 27 عاما، بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقد اتُهمت بـ “دعم أولئك الذين يسعون إلى الإخلال بالنظام العام” لتحدثها لصالح الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول وغيرها من سجناء الرأي.
وفي إحدى القضايا في تموز/ يوليو، حُكم على محمد الغامدي، وهو مدرس متقاعد، بالإعدام لنشر انتقادات للعائلة المالكة السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد اتُهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب بـ “وصف الملك أو ولي العهد بطريقة تسيء إلى الدين أو العدالة” ودعم “أيديولوجية إرهابية”.
وعندما سُئل على قناة فوكس نيوز عن حكم الإعدام، أجاب محمد بن سلمان: “لسنا سعداء بذلك. ونحن نخجل من ذلك. لكن في ظل نظام هيئة المحلفين، عليك أن تتبع القوانين. ولا أستطيع أن أقول للقاضي: “افعل ذلك وتجاهل القانون”، لأن … هذا مخالف لسيادة القانون. لكن هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم. هل نقوم بتغيير ذلك؟ نعم”. ولكن في الواقع، حُكم على الغامدي بالإعدام بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2017 الذي وضعه ولي العهد.. هذه هي دكتاتوريته.
ووصف فريد هيات، محرر الصفحة الافتتاحية لصحيفة واشنطن بوست في ذلك الوقت، ما حدث بأنه “عمل وحشي لا يمكن فهمه”. وكتب عمودا بعنوان “لماذا أحضر منشار العظام إلى عملية الاختطاف يا صاحب السمو؟”
ووصفت أعمدة خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست ظروف السعودية تحت حكم محمد بن سلمان، ووصفتها بأنها “لا تطاق” وقارنته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلصت الصحيفة إلى أنه لا ينبغي لأحد أن يقبل التبرئة السعودية، مضيفة “لقد سرق محمد بن سلمان جمال خاشقجي من عائلته وأصدقائه وزملائه، ونجا من المساءلة عن مقتله، ويستمر في تعذيب السعوديين المعارضين”.