الوطن – أفرجت المحكمة الفيدرالية الأمريكية عن رجل الأعمال المصري وائل حنا المتهم برشوة سيناتور أمريكي وذلك بعد دفع كفالة مالية قدرها ٥ ملايين دولار أمريكي ومنعه من السفر.
حيث دفع رجل الأعمال وائل حنا المتهم في قضية السيناتور روبرت مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن بأنه غير مذنب. وأطلقت المحكمة سراحه بكفالة بقيمة 5 ملايين دولار وسلم وثائق سفره.
كانت السلطات الأمريكية قد ألقت القبض على رجل الأعمال المصري وائل حنا. المتهم في قضية السيناتور الأمريكي بوب مينينديز، صباح الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول 2023، في مطار جون كينيدي بولاية نيويورك الأمريكية، في حين دفع حنا ببراءته في تهم رشوة السيناتور الأمريكي.
السيناتور مينينديز ورجل الأعمال المصري وائل حنا
كانت لائحة الاتهام الموجهة إلى مينينديز وزوجته، نادين أرسلانيان مينينديز، ذكرت أنهما قبلا مئات الآلاف من الدولارات مقابل استغلال منصب السيناتور لصالح السلطات المصرية.
وألقي القبض على وائل حنا، صباح الثلاثاء، في مطار جون إف كينيدي لدى عودته من مصر. حسبما صرح محاميه لاري لوستبرغ للصحفيين بعد جلسة المحكمة. وأضاف لوستبرغ أن حنا عاد إلى الولايات المتحدة لمواجهة الاتهامات فيما بقيت زوجته وأولاده في مصر؛ حيث يعيشون جميعاً معظم أيام السنة.
ووفقاً للائحة الاتهام التي وجهت إلى وائل حنا مع مينينديز وآخرين، الأسبوع الماضي. فإنه يواجه تهمة التآمر لارتكاب الرشوة، وكذلك التآمر لارتكاب عمليات احتيال عبر الإنترنت.
ويخضع حنا لمراقبة وحظر التجوال الذي يتطلب منه التواجد في منزله في نيوجيرسي من الساعة 8 مساء حتى الساعة 8 صباحاً. كما يُمنع من الاتصال بالمتهمين الآخرين وشهود القضية دون حضور المحامين. وسيتم أيضاً الاحتفاظ بجميع الأسهم في شركته Capital Management EG كضمان لإطلاق سراحه.
وقال محاميه إنه سيحاول إدارة أعماله، لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الأعمال ستستمر أم لا.
ويزعم ممثلو الادعاء أن السيناتور مينينديز وافق وسعى للضغط على مسؤول كبير في وزارة الزراعة الأمريكية، في محاولة لحماية احتكار الأعمال الممنوحة لحنا من قبل مصر.
ووفقاً للائحة الاتهام، قامت نادين، زوجة السيناتور، بتسهيل الاجتماعات مع حنا ومسؤولين مصريين آخرين. وكان مينينديز يتمتع بنفوذ كبير في ذلك الوقت كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
محامي رجل الأعمال المصري وائل حنا يفنِّد الاتهامات
قال محامي وائل حنا إن رجل الأعمال المصري كان صديقاً لنادين لسنوات عديدة قبل أن تبدأ في مواعدة السيناتور في عام 2018. وأضاف أيضاً أنه لن يعتبر مينينديز صديقاً لحنا. وقال إنه لا يعلم ما إذا كان وائل حنا قد فعل ذلك أم لا، أي إجراء اتصالات مع الاستخبارات المصرية.
وقال لوستبرغ للصحفيين بعد توجيه الاتهام إليه إن حنا دفع ببراءته “لأنه غير مذنب”. ويُزعم أن حنا سهّل التوصل إلى اتفاق لتقديم رشاوى للسيناتور وزوجته نادين مقابل نفوذ السيناتور في الأمور التي تعود بالنفع عليه وعلى الحكومة المصرية وآخرين.
وكانت وزارة الزراعة الأمريكية تواصلت مع مصر في عام 2019 للاعتراض على منح حنا حقوق الاحتكار المتعلقة بتوريد اللحوم الحلال إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يعود حنا إلى محكمة مانهاتن في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
تورط سيناتور أمريكي في قضية رشى مع مصر
يشار إلى أن مينينديز سيناتور ديمقراطي ومتورط مع زوجته نادين مينينديز بتهم جنائية لكل منهما. تشمل التآمر لارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال والابتزاز، وشملت الاتهامات ثلاثة من رجال الأعمال، هم وائل حنا وخوسيه أوريبي وفريد ديبس.
وقال ممثلو الادعاء إن حنا، وهو مصري الأصل، رتب لتنظيم حفلات عشاء واجتماعات بين مينينديز ومسؤولين مصريين في عام 2018. ضغط خلالها المسؤولون على السيناتور الأمريكي بشأن وضع المساعدات العسكرية الأمريكية. وقال ممثلو الادعاء إن حنا أدرج نادين مينينديز في المقابل على جدول رواتب شركته.
وكانت مصر في ذلك الوقت واحدة من أكبر الدول المستفيدة من المساعدات العسكرية الأمريكية. لكن وزارة الخارجية حجبت 195 مليون دولار في عام 2017، وألغت مساعدات إضافيةً قدرها 65.7 مليون دولار حتى يطرأ تحسن في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر.
وقال ممثلو الادعاء إن مينينديز أخبر حنا في اجتماع عام 2018 بمعلومات سرية حول وضع المساعدات. وذكرت لائحة الاتهام المنشورة أن حنا أرسل رسالة نصية إلى مسؤول مصري، مفادها أنه “رُفع الحظر على الأسلحة الصغيرة والذخائر إلى مصر”.
إحتكار اللحوم الحلال بدون خبرة ولا معلومات
وأضاف ممثلو الادعاء أن الحكومة المصرية منحت في عام 2019، إحدى شركات حنا ترخيصاً حصرياً لتصدير الأغذية الحلال من الولايات المتحدة إلى مصر. على الرغم من افتقارها إلى الخبرة في شهادات الأغذية الحلال. واستخدم حنا عوائد تلك الصادرات لدفع الرشى، بحسب لائحة الاتهام.
وأوضح ممثلو الادعاء أنه بعدما أثارت وزارة الزراعة الأمريكية مخاوف مع المسؤولين المصريين بشأن احتكار شركة حنا للنشاط. انطلاقاً من شعور بالخوف من ارتفاع التكاليف على منتجي اللحوم الأمريكيين. طلب مينينديز من مسؤول بوزارة الزراعة الأمريكية السماح للشركة بالاحتفاظ بوضعها. ولم يمتثل المسؤول لمطالب مينينديز، لكن لائحة الاتهام تشير إلى استمرار احتكار الشركة.
وبحسب لائحة الاتهام. فإن مينينديز وزوجته نادين مينينديز قبلا رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات من مديرين تنفيذيين في نيوجيرسي مقابل استخدام سلطة السيناتور ونفوذه لمساعدتهما.
وتقول لائحة الاتهام: “تشمل تلك الرشاوى نقوداً، وذهباً، ومدفوعات رهن عقاري. وتعويضاً عن وظيفة منخفضة أو منعدمة، وسيارة فاخرة، علاوة على أغراض أخرى قيِّمة”. وقال مسؤولون إنه من المقرر أن يمثُل السيناتور لأول مرة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية الأربعاء.