الوطن – مأساة عائلة فلسطينية هجرت من وطنها بعد حرب عام 1967 الى المنفى كملايين العائلات الفلسطينية واستقر الوضع بها في ليبيا. ليواجهوا نكبة جديدة وهي الغرق.
فقد جلبت السيول المدمرة في ليبيا مأساة جديدة لعائلة فلسطينية استقر بها المقام هناك بعد فرارها من قطاع غزة خلال حرب عام 1967 مع إسرائيل. حيث توفي اثنان من أفراد عائلة أبو عمرة، أب وابن. وما زال 12 آخرون في عداد المفقودين بعد أن دمر إعصار “دانيال” سدَّين وجرف مباني، ودمر ما يصل إلى رُبع مدينة درنة شرقي ليبيا.
وقال فايز أبو عمرة (54 عاماً)، في خيمة نصبها لتلقي العزاء في دير البلح بجنوب قطاع غزة: “كان يومين وإحنا في قلق حتى وصلنا يقين إن هناك متوفين وهناك ناجين. ولكن المصيبة اللي حصلت بشعب كامل خففت عنا الألم شوية، ولكن مع ذلك كان بالنسبة إلنا صدمة كبيرة جداً”.
وتوافد الجيران والأصدقاء، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول، على الخيمة لتقديم واجب العزاء للعائلة. في حين تتفاقم المأساة بسبب صعوبة إعادة الجثث إلى القطاع الفلسطيني لدفنها بشكل لائق.
مأساة عائلة فلسطينية بين نكبة هجرة ونكبة غرق
وفايز أبو عمرة، محاضر في مادة الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى في غزة. من بين أفراد الأسرة الذين نجوا من أربع حروب مع إسرائيل غير أن بعض أولئك الذين انتقلوا إلى ليبيا بحثاً عن حياة أفضل، لقوا حتفهم في كارثة طبيعية.
وقال لـ”رويترز”: “إنها صدمة كبيرة لنا، من عائلة أبو عمرة فيه 12 شخصاً مفقودين. وإحنا بنطالب المسؤولين إنه يطمنونا عليهم سواء وفيات أم أحياء”.
أضاف فايز أبو عمرة: “الآن هي كارثة ومصيبة حصلت على الشعب الليبي. وإحنا كفلسطينيين تأثرنا بنار الغربة والهجرة وكذلك بنار الكارثة اللي حصلت ومات فيها الآلاف. وإحنا كفلسطينيين موجودين كذلك في هاي النكبة وماتوا منها، وبالتالي حصلت نكبتين. نكبة هجرة ونكبة غرق بسبب الإعصار اللي حصل في ليبيا”.
وتنحدر عائلة أبو عمرة من الفلسطينيين الذين فروا أو أُجبروا على الفرار من منازلهم في حرب عام 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل وانتهى بهم الأمر كلاجئين في غزة. فيما غادر بعض الأقارب الأكبر سناً غزة خلال حرب عام 1967 وأصبحوا لاجئين للمرة الثانية في ليبيا.
23 فلسطينياً لقوا حتفهم بسيول ليبيا
ودُمرت درنة عندما أسقطت السيول الناجمة عن العاصفة سدين. مما أدى إلى تدفق المياه عبر وسط المدينة في وقت مبكرٍ يوم الإثنين 11 سبتمبر/أيلول، لتجرف مناطق كاملة إلى البحر.
وتباينت أعداد القتلى التي أعلنها مسؤولون ليبيون وإن كانت كلها بالآلاف، فيما يقدر عدد المفقودين بنحو عشرة آلاف.
من جانبه، قال أحمد الديك المسؤول بوزارة الخارجية الفلسطينية، إن نحو 50 ألف فلسطيني يعيشون في ليبيا. ثُلثُهم على الأقل في المناطق الشرقية الأكثر دماراً.
وذكر أن 23 فلسطينياً لقوا حتفهم في ليبيا منذ السيول. ولا تزال الجهود جارية لتحديد مكان عشرات آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.