الوطن – المياه مقابل الكهرباء صفقة بين دولة الإحتلال والأردن وبرعاية حاكم الإمارات بن زايد وبإشراف أمريكي. ولكن ما الذي ستحصل عليه الأردن من هذه الصفقة؟ ولماذا يضع شيطان العرب بن زايد كل ثقله في هذه الصفقة التي أثارت ضجة كبيرة وقت الإعلان عنها وتم تأجيلها بعض الوقت.
المياه مقابل الكهرباء
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وقعت إسرائيل والأردن والإمارات إضافة إلى الجانب الأمريكي، على “إعلان نوايا” نحو تنفيذ المبادرة، التي سيحصل الأردن بموجبها على ما يصل إلى 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، ما قوبل بغضب شعبي واسع في الأردن.
لأان هذه المياه بالأساس مسروقة من الأردن ومن فلسطين. وما سيحصل الأردن عليه فتات مقابل هذه الصفقة المستفيد منها دولة الإحتلال وبن زايد الذي سيجني الأموال من الطرفين.
حيث قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إن “الأردن، الذي يعاني من شح المياه ولديه ساحل قصير للغاية، سيحصل على حل لواحدة من أكثر مشاكله إلحاحاً؛ فيما إسرائيل، التي وضعت أهدافاً طموحة للانتقال إلى الطاقات المتجددة، وليست لديها مساحات مفتوحة كافية لإنشاء مزارع شمسية، ستستفيد في هذا السياق؛ بينما الإمارات، بصفتها المنفذ للمشروعين، ستكسب المال من الدولتين”.
وأمام تصاعد اليمين الإسرائيلي، يقول المحلل السياسي عريب الرنتاوي “لم نرَ مواقف رسمية ترقى لمواجهة تلك التحديات، وعلى العكس، رأينا سياسات واتفاقيات من شأنها تعميق الاعتمادية الأردنية على إسرائيل، في مجالات حيوية مهمة مثل الطاقة والمياه، وهذا أمر مقلق وخطير”.
إجتماع لتنفيذ صفقة المياه مقابل الكهرباء
فقد بحثت الإمارات وإسرائيل والأردن والولايات المتحدة، الإثنين 14 أغسطس/آب 2023. دفع مبادرة “الماء مقابل الكهرباء” الإقليمية وإنجاز بنودها. وذلك خلال اجتماع تم في أبوظبي حضره وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس ويوسي شيلي المدير العام لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك مسؤولون من الأردن وأمريكا والإمارات.
حيث التقى المسؤولان الإسرائيليان بوزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان أحمد الجابر. ومن الأردن وزراء الطاقة والثروة المعدنية صالح علي حامد الخرابشة. والمياه والري محمد جميل موسى النجار. وحماية البيئة معاوية الردايدة. إضافة إلى مدير وحدة الطاقة في البيت الأبيض والمستشار الأول للمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ، ديفيد ليفينغستون، وفق وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” وموقع “والا”.
ناقش الاجتماع دفع المبادرة الإقليمية لبيع إسرائيل مياه البحر المحلاة للأردن. وشراء الكهرباء الخضراء من مزرعة شمسية ستبنيها دولة الإمارات العربية المتحدة في الأردن، برعاية أمريكية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي: “زيارتي الحالية لأبوظبي هي شهادة على قوة دولة إسرائيل ومكانتها. هذه هي ثمار اتفاقات أبراهام التي قادها رئيس الوزراء نتنياهو والتي ستغير الشرق الأوسط. إسرائيل دولة ناجحة وقوية، يريد جيرانها علاقة معها”.
وأضاف كاتس: “أرى مستقبلاً حيث يصبح المشروع ليس فقط مبادرة إقليمية. بل بداية لمنتدى فريد للتعاون الرباعي بين إسرائيل والأردن والإمارات والولايات المتحدة، من أجل تعزيز مبادرات إضافية”.
وجرى بحث إمكانية التوقيع على اتفاقية بشأن المبادرة في مؤتمر المناخ الذي سيعقد بدبي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وفق موقع “والا”.
من جانبه قال مكتب نتنياهو في إفادة صحفية، إنه “تم وضع التفاصيل النهائية للمخطط العام. وفي نهايته ينتظر أن يتم توقيع الاتفاقية في دبي بين إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة”.