الوطن – روسيا تشن حرب الجوع حول العالم. هذا ببساطة ما تسعى إليه روسيا بعد فشلها في إخضاع أوكرانيا التي تساندها عدة دول قوية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وحتى اليوم لم تخضع أوكرانيا للشروط الروسية لوقف الحرب والعودة عن ما تفكر به برعاية وتشجيع الرئيس الأمريكي بايدن الذي يسعى لإضعاف روسيا.
الحرب القادمة إذا هي حرب الجوع لعل العالم يتوقف عن دعم أوكرانيا حسب ما يريد بوتين. فقد علّقت موسكو مشاركتها في اتفاق الحبوب بين أوكرانيا وروسيا. الذي كان الهدف من وراءه، ضمان تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحرب.
وكانت روسيا قد وقّعت في يوليو / تموز من العام الماضي، مع أوكرانيا على اتفاقية الحبوب برعاية أممية ووساطة تركية. بهدف رئيسي هو ضمان شحن الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ عبر البحر الأسود بسبب الحرب. وعلى فترات متفاوتة، جرى تمديد الاتفاق الذي يُعرف رسميا باسم “مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب” عدة مرات.
روسيا تشن حرب الحوع بهذا الإعلان
أعلن الكرملين، اليوم الاثنين. أن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته رسمياً الساعة 21.00 بتوقيت غرينتش ليلاً “انتهى عملياً”، مشدداً على أن روسيا مستعدة للعودة إليه “فوراً” عندما تُلبّى شروطها. حسب مانقلت مجلة “بولوتيكو” الأمريكية عن وسائل إعلام روسية.
وطيلة عام كامل، ساهم الاتفاق في تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية بفتح باب التصدير بأمان أمام حبوب أوكرانيا. بينما كان الصراع الروسي الأوكراني يمنعها. واليوم، مع انتهاء فترة الاتفاق وخروج روسيا منه، يرى مراقبون أنه سيكون لذلك عواقب على أجزاء كبيرة من العالم.
يأتي ذلك خاصة بالنظر إلى أهمية طرفي الاتفاق في حدّ ذاتهم. حيث تعود أهمية الاتفاق إلى موقع أوكرانيا في سوق الحبوب العالمي. إذ تعد واحدة من أكبر موردي الحبوب. حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.
وشهدت أسعار المواد الغذائية قبل الحرب ضد أوكرانيا ارتفاعا جراء تداعيات جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد. بيد أن الغزو الروسي أدى إلى تفاقم الأزمة. خاصة وأن الحصار الروسي للمواني الأوكرانية المطلة على البحر الأسود أسفر عن تعرض ملايين الأطنان من الحبوب في الصوامع الأوكرانية لخطر التعفن.
الاتفاقية وحرب الجوع
تتيح الاتفاقية التصدير الآمن للحبوب من موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود. وهي أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. لكن يجب أن تمر سفن الشحن عبر ممر بحري إنساني متفق عليه صوب إسطنبول. حيث يتم فحص السفن في طريقها من وإلى الموانئ الأوكرانية في قاعدة تركية. من قبل فريق خاص من المفتشين يضم خبراء روس وأتراك وأوكرانيين ومن الأمم المتحدة.
ويعمل فريقان من فرق العمل التابعة للأمم المتحدة على ضمان شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لكنهما لا يعملان على تسهيل تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية.
أوضح الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن “اتفاق البحر الأسود انتهى عملياً اليوم” الاثنين، مضيفاً: “ما إن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود موسكو فوراً إلى الاتفاق حول الحبوب”.
ولفت إلى أن قرار عدم تجديد الاتفاق لا علاقة له بالهجوم الذي وقع خلال الليل على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، والذي وصفه بأنه “عمل إرهابي”، واتهم أوكرانيا بتنفيذه، مشدداً على أن “لا علاقة للأمرين ببعضهما على الإطلاق. حتى قبل الهجوم الإرهابي، أعلن الرئيس بوتين الموقف”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة رسمياً، بأنها تعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود، حسب وكالة الإعلام الروسية.
روسيا تنسحب بشكل رسمي
ولم توافق روسيا على تسجيل أي سفن جديدة منذ الشهر الماضي. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي أخبر رئيس جنوب أفريقيا أن الالتزامات بتذليل عقبات تواجه صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد. بينما قال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام ينتظر ردا من بوتين على مقترح لتمديد الاتفاق.
وبحسب أرقام أحصتها وكالة “الأناضول”، شُحن نحو 33 مليون طن من الحبوب بواسطة أكثر من ألف سفينة عبر ممر الحبوب، منذ تحرك أول سفينة في الأول من أغسطس/آب 2022 حتى اليوم الاثنين.
كما نقل 40% من الحبوب المشحونة عبر الممر إلى أوروبا، و30% نحو آسيا، و13% إلى تركيا، و12% إلى أفريقيا، و5% للشرق الأوسط.