الوطن – محمد بن زايد حاكم الإمارات يرتجف خوفا بعد وقوعه ما بين التطبيع الذي برره إنه لمصلحة فلسطين وبين التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية وايضا مع جارته إيران التي يرتعب خوفا من أن تدك صواريخها مبانيه العالية التي يتفاخر بها.
فقد سلط الصحفي والمحلل السياسي الهندي “بوبي غوش” الضوء على تأثير التصعيد الأمني والعسكري بين إسرائيل من جانب وإيران والمقاومة الفلسطينية من جانب آخر على التطبيع العميق بين أبوظبي وتل أبيب. مشيرا إلى “مقاربة” حذرة يقوم بها رئيس دولة الإمارات “محمد بن زايد” في هذا الصدد.
وذكر “غوش”، في مقال نشرته وكالة بلومبرج. أن “بن زايد” يتوقع اضطرابات في العلاقة مع إسرائيل بالنظر إلى تاريخ رئيس وزراء الدولة العبرية الجديد “بنيامين نتنياهو”، الحافل بالتصعيد تجاه إيران. والعداء الذي لا هوادة فيه تجاه الفلسطينيين.
فالإمارات تدرك جيداً أن مدنها المتلألئة ومنشآتها النفطية تقع في مرمى صواريخ إيران. وبالتالي فهي عرضة لخطر التعرض لهجمات انتقامية حال استمر التصعيد الإسرائيلي ضد إيران.
محمد بن زايد يرتجف خوفا ما بين التطبيع وبين صواريخ إيران
ويمثل التصعيد الإجرامي ضد الفلسطينيين. سواء ارتكب من قبل قوات الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين اليهود. نوعًا مختلفًا من المشاكل لـ “بن زايد”. يتمثل في فقدان مصداقيته في العالم العربي. إذ برر الإماراتيون التطبيع مع إسرائيل بأن توقيع اتفاقيات إبراهيم ساعطيهم المزيد من النفوذ “لحماية المصالح الفلسطينية”. واستشهدوا بتخلي “نتنياهو” عن خطة لضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة.
لكن القدرة الإماراتية على كبح جماح الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين كانت دائمًا موضع تحدي من قبل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم برئاسة “نتنياهو”. والذي يدين بالفضل لأحزاب اليمين المتطرف، التي تدعو إلى ضم الأراضي المحتلة والمزيد من العنف ضد الفلسطينيين.
ويواجه “بن زايد” حاليا عاصفة كاملة من العنف المتزايد ضد الفلسطينيين. إضافة إلى غضب النظام الإيراني؛ بسبب غارة إسرائيلية على مجمع عسكري في أصفهان.
ويرى “غوش” أن الإمارات استجابت لهذا التطور بحذر مميز. إذ شجبت السلوك الاستفزازي لحلفاء “نتنياهو”. ودعت إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي. بعد أن اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” المسجد الأقصى في أوائل يناير/كانون الثاني. وأدانت غارة الجيش الإسرائيلي على مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنين وكذلك الهجوم على كنيس بالقرب من القدس.
وعلى المنوال ذاته. عبر “أنور قرقاش”، المستشار الدبلوماسي لـ “بن زايد”، في تغريدة على تويتر، عن استياء الإمارات من هجوم أصفهان. واصفا إياه بأنه “ليس في مصلحة المنطقة أو مستقبلها”. ومع ذلك كان حريصًا على عدم إلقاء اللوم المباشر على إسرائيل.
التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة في أكثر من موقع ومنها التفجير الذي استهدف أصفهان ليس من مصلحة المنطقة ومستقبلها، وبالرغم من أن مشاكل المنطقة معقدة ومركبة إلا أنه لا بديل عن الحوار والحلول السياسية لتجنب التصعيد والوصول إلى حلول تسهم في تخفيف التوترات وتحفظ استقرار وأمن الإقليم
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) January 29, 2023
لكن من المؤكد أن حدود هذه المقاربة الحذرة ستكون محل اختبار بينما تستقر حكومة “نتنياهو” في السلطة. إذ يمكن لـ “بن زايد” أن يتوقع المزيد من تطرف “بن غفير” وشخصيات يمينية متشددة أخرى، فضلاً عن المزيد من العداء من المستوطنين اليهود تجاه الفلسطينيين.
ومع تأثيره الضئيل على الجماعات الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، يمكن لـ “بن زايد” أن يتوقع المزيد من العنف الذي يستهدف الإسرائيليين أيضا.
كما يدرك “بن زايد” أن إسرائيل ستبذل المزيد من المحاولات لضرب أهداف عسكرية إيرانية. خاصة أن النظام في طهران يسابق الزمن نحو وضع “العتبة النووية”.
يخلص “غوش” إلى أن وجود قدر كبير من “الانزعاج” في انتظار الحاكم الإماراتي، ولذا فإن مقاربته الحذرة في استمرار التطبيع العميق مع إسرائيل ستكون محل اختبار جدي.