الوطن – رجل سلطنة عمان الذي لا يستغني عنه السلطان هيثم بن طارق. واستمر في عمله بالرغم إنه كان يعمل أيام السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله. وبالرغم من التعديل الوزاري الذي قام به السلطان هيثم. وهو الذي يدير ملفات الوساطة التي تقوم بها السلطنة.
هو سلطان بن محمد بن ختروش النعماني. وهو وزير السلطنة في سلطنة عُمان. ورئيس مكتب القائد الأعلى منذ عام 2011. وهو ضابط برتبة فريق أول في الجيش السلطاني العُماني. وشغل منصب أمين عام شؤون البلاط السلطاني بين 2001 و2011. وهو المدير الفعلي لخدمات الأمن والاستخبارات في البلاد،
في 5 مارس/آذار 2011 تم تعيينه وزيراً للمكتب السلطاني في عهد “قابوس بن سعيد” سلطان عُمان الراحل، إبان احتجاجات شعبية خلفاً للوزير السابق الفريق أول “علي بن ماجد المعمري”. وفي 15 مارس/آذار 2001 تم ترقيته إلى رتبة فريق أول.
وفي يناير/كنون الثاني 2020، عقب وفاة “قابوس”، ترأس “سلطان النعماني” مجلس الدفاع العماني لاختيار من يتولى للحكم بدعوة مجلس العائلة المالكة إلى الانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم، والتي أسفرت عن اختيار “هيثم بن طارق” ليكون السلطان الجديد.
رجل سلطنة عمان الذي لا يستغني عنه السلطان هيثم بن طارق
وكانت النشرة الفرنسية “إنتليجنس أونلاين”، زعمت منتصف 2020، أن رئيس جهاز الأمن الداخلي “سعيد بن علي بن زاهر الهلالي” والمفتش العام للشرطة والجمارك “حسن بن محسن الشريقي”. الذي يشرف على أنشطته ديوان السلطان، كانا يغذيان شائعات بأن “النعماني” في الطريق للإطاحة به. حيث اعتقد البعض أنه لن يصمد أمام التغيير الوزاري الذي أجراه السلطان “هيثم”، بعد ذلك بشهور، إذ عزل السلطان عدد من الوزراء الرئيسيين.
إلا أنه في أغسطس/آب من ذات العام، صدر مرسوم من السلطان “هيثم” بتغيير وزاري موسع، بينما استمر “النعماني” في منصبه كوزير المكتب السلطاني.
وحسب الموقع، فإنه على عكس ما كان متوقعاً، لم يحتفظ “النعماني” بالمنصب الذي شغله منذ عام 2011 فحسب، بل تم تكليفه بمسؤوليات جديدة من قبل السلطان.
وحسب الموقع الاستخباراتي الفرنسي ، فإن بقاء “النعماني”، في منصبه رغم قربه من السلطان الراحل “قابوس”، يثبت أنه يلعب دورا مركزيا في النظام الجديد في السلطنة.
وأوضح أنه كان مقربا من الاخ غير الشقيق للسلطان الراحل “أسعد بن طارق” قبل التعهد بالولاء لـ”هيثم”، وسيواصل العمل كجسر بين الأخوين، مع وعود “هيثم” له بالإبقاء على نفس الامتيازات التي تمتع بها.
وأمام ذلك كان لـ”النعماني” مهمة كبيرة في حفظ “الأمن الداخلي”. وحماية الدولة، وضمان استقرارها ووحدتها، وكفالة الأمن والطمأنينة للمواطن والمقيم. إلى جانب توفير المعلومة الاستخبارية الدقيقة. وتقديمها لمتخذ القرار في الوقت المناسب. ويؤكد الموقع أنه بمرور الوقت، يكتسب الرجل نفوذا متزايدا داخل الجهاز الأمني في السلطنة.
رجل سلطنة عمان وتحسين العلاقات مع الجيران
أما في إطار التعاون الخارجي، كان لـ”النعماني” دور هام في تحسين العلاقات مع السعودية. كما كان له الدور الأبرز في وضع خطط التعاون الأمني والاستخباراتي مع الإمارات. رغم حالة عدم الثقة التي كانت تنتاب البلدين خلال الفترة الماضية.
وتعود جذور هذا الخلاف بين الدولتين الجارتين، إلى عهد السلطان “قابوس”. حيث يُزعم أن جواسيس الإمارات، تمكّنوا من التسلل إلى أعلى الرتب في الإدارة العمانية قبل أن يتم الكشف عنهم، في عام 2019. من قبل أجهزة مكافحة التجسس بالسلطنة التي يترأسها “النعماني”.
فضيحة إماراتية: الإمارات وكر التجسس بتحقيق استقصائي خاص لرويترز
لم يقتصر الأمر على التنسيق الداخلي فحسب. بل بات “النعماني” بحكم مسؤولياته الجديدة، حلقة الوصل بين إيران والولايات المتحدة، وهو الدور الذي كثيرا ما أشاد به الطرفان.
كما أنه له دور في الوساطة بين الحوثيين في اليمن والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، حيث يضع “النعماني”، وفق “إنتيليجنس أونلاين”، خططا لإدارة المفاوضات الصعبة.
وقاد “النعماني” مفاوضات سرية بين السعودية و الحوثيين في اليمن، لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أبريل/نيسان الماضي، وانتهي بعد عدة أشهر، وسعى لتمديد الاتفاق إلا أنه لم ينجح في ذلك.
دور السعودية والنعماني
ورغم قيادته للوساطة، إلا أن السعودية وفق موقع “وطن” المختص بالشؤون الخليجية. تبدي تململا من “النعماني” وصعوده القوي داخل السلطنة. حيث سبق أن عدت الرياض اختيار “النعماني” لرئاسة الاستخبارات استفزازا لها بسبب تطورات الأوضاع في محافظة المهرة. والدور القوي الذي يلعبه الجهاز الأمني العماني، والمضاد لمصالح السعودية والإمارات.
وحسب الموقع ذاته، تعد الرياض المسؤول العماني، مقربا للغاية من طهران، وهو الذي يدعم تحركات القبائل المهرية ضد الوجود السعودي الإماراتي في المحافظة الحدودية.
سلطنة عمان توجه ضربة جديدة إلى الإمارات: إسقاط شبكة تجسس إماراتية جديدة
وأنه عندما قاتلت قوات التحالف بقيادة السعودية في فبراير/ شباط 2020 داخل محافظة المهرة اليمنية، بالقرب من محافظة ظفار العمانية. ضد مقاتلي القبائل الذين يسيطرون على معبر “شحن” الحدودي بين عمان واليمن، تلقت دعما مخابراتيا عمانيا.
وبعيدا عن دوره في اليمن. فـ”النعماني” أيضا مسؤول عن التفاوض بشأن القضايا الأمنية مع شركاء عُمان الأجانب، مثل وزير الدفاع الصيني “وي فنجي”، الذي كانت آخر زياراته للسلطنة في أبريل/نيسان 2022.