الوطن – تسعى مقاطعة سان برناردينو أكبر مقاطعة في ولاية كاليفورنيا للإنفصال عن الولاية لتستقل كولاية جديدة في الولايات المتحدة الامريكية.
فقد كشفت صحيفة The Daily Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن سكان سان برناردينو، أكبر مقاطعة في الولايات المتحدة، أيّدوا التحركات للانفصال عن كاليفورنيا والتحول إلى ولاية منفصلة. وقد وجّه الناخبون في المقاطعة، التي تضم 2.2 مليون نسمة، المسؤولين بدراسة إمكانية الانفصال.
حيث يُنظَر إلى الانفصال على أنه الخطوة النهائية إذا رفضت كاليفورنيا تخصيص “نصيب سان برناردينو العادل من موارد الولاية والموارد الفيدرالية”.
في حين فازت هذه المقترحات، التي يمكن أن تمهد الطريق لأول ولاية جديدة بالولايات المتحدة منذ هاواي في عام 1959، بأغلبية ضئيلة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بنسبة دعم لهذه الخطوة من 50.6% من الناخبين.
هل ستحصل مقاطعة سان برناردينو على الاستقلال؟
لكن الاستقلال مستبعد، وتهديدات الانفصال ليست جديدة في كاليفورنيا. فقد كانت هناك 220 محاولة فاشلة للانفصال في تاريخ الولاية البالغ 172 عاماً.
فيما تعكس الدعوة إلى الانفصال خيبة أمل متزايدة من أداء غافين نيوسوم. الحاكم الديمقراطي للولاية، الذي يُرجَّح أنه مرشح رئاسي لعام 2024 إذا قرر جو بايدن عدم الترشح.
في سياق متصل فإن هناك سخطاً بين السكان من ارتفاع معدل الجريمة في الولاية. والضرائب المرتفعة وأزمة التشرد المتزايدة. وفقاً لأحدث الأرقام، فإنَّ تكاليف المعيشة في كاليفورنيا ثالث أعلى تكلفة بالولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك، ضريبة المبيعات في كاليفورنيا- البالغة 7.25%- هي الأعلى في الولايات المتحدة، ويدفع السكان ضريبة دخل وضريبة على الوقود، مما يجعل قيادة المركبات أغلى بكثير مما هي عليه في أجزاء أخرى من البلاد.
نزوح جماعي من ولاية كاليفورنيا
حيث أدت الأسعار والضرائب المرتفعة إلى نزوح جماعي من الولاية؛ إذ غادر 352 ألف شخص كاليفورنيا بين أبريل/نيسان 2020 ويناير/كانون الثاني 2022، وفقاً لإدارة المالية في كاليفورنيا.
من جهة أخرى انتقل سكان كاليفورنيا إلى ولايات مثل أيداهو، حيث تكلفة المعيشة أقل، حتى إنّ بعض الموظفين عن بُعد انتقلوا إلى المكسيك.
من بين المغادرين البارزين “تسلا”، فقد نقل إيلون ماسك مقر الشركة إلى المكسيك. وكذلك السير نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء السابق، الذي عاد إلى لندن من وادي السيليكون.
من جانبها، رفضت كريستين واشنطن، رئيسة حزب الديمقراطيين في سان برناردينو، هذا الإجراء.
أبيض متطرف يعترف باستهداف العرب في الولايات المتحدة
حيث صرحت لشبكة CBS News الأمريكية: “كان وضع هذه الخطوة على بطاقة اقتراع مضيعة للوقت بالنسبة للناخبين”. وأكدت: “خيار الانفصال الفعلي لمقاطعة سانبرناردينو عن الولاية ليس حتى أمراً واقعياً. بسبب كل الخطوات التي يتطلّبها تحقيق هذا”.
من جهة أخرى قال جاك بيتني، أستاذ العلوم السياسية في كلية كليرمونت ماكينا، لصحيفة Los Angeles Times: “كثير من سكان كاليفورنيا غير سعداء من نواحٍ عديدة”.
أضاف: “كان التصويت على الانفصال مثل تحطيم الأطباق. إنها طريقة لجذب الانتباه لكنها في النهاية لا تحقق الكثير”.