الوطن – حكيم زياش من أبرز لاعبي المنتخب المغربي. الذي تحول من مدمن مخدرات إلى لاعب يعتمد عليه المنتخب في الوصول إلى ابعد مرحلة ممكنة في بطولة كأس العالم في قطر. من هو؟ وما هو تاريخه؟
ولد حكيم زياش في 19 مارس/آذار 1993 في مدينة درونتن الهولندية. عاش طفولة صعبة مع أشقائه الـ8 بسبب وفاة والده بسبب مرض التصلب اللويحي وهو لا يزال في سن الرابعة. ليجد نفسه في فترة المراهقة مدمناً للمخدرات، وفقاً لما ذكره موقع “الجزيرة نت“.
وبدعم من والدته. بدأ زياش ممارسة كرة القدم في سن صغيرة في الشارع. ثم بدأ مسيرته الرياضية عام 2001 من خلال “نادي ريال درونتن” الهولندي. وتدرج في العديد من الفرق هناك، قبل أن يلتحق بالفريق الأول لـ”هيرنفين” عام 2012.
ورغم الصعوبات التي واجهها في مسيرته. فإنه واصل طريقته بدعم من والدته التي قدمت كل ما تستطيع من خلال إعالة الأسرة بالإعانات العائلية ومنحة البطالة.
فيديو مؤثر لأم جزائرية و ابنها الذي يعمل متطوعاً في كأس العالم
عام 2016 تلقى زياش أول عرض احترافي له من نادٍ كبير وكان ذلك من خلال أياكس أمستردام الذي أنفق 10 ملايين جنيه إسترليني للظفر بخدماته، وبالفعل لم يبخل زياش عليهم وسجل لهم 10 أهداف في موسمه الأول.
3 مواسم قضاها زياش رفقة أياكس سجل خلالها الكثير من الأهداف، لعل أبرزها الهدف الذي سجله ضد نادي تشيلسي الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي دفاع ملاك النادي الإنجليزي إلى شرائه في موسم 2020 مقابل 40 مليون يورو مقابل 5 سنوات.
وفي موسم 2021، توج زياش بكأس السوبر الأوروبية بعد تسجيله الهدف الوحيد للفريق ضد نادي فياريال، لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1 ويفوز تشيلسي باللقب بركلات الترجيح بعد غياب 23 عاماً عن المسابقة.
شارك زياش -البالغ من العمر 29 عاماً- مع “البلوز” في 83 مباراة، سجل خلالها 14 هدفاً وصنع 10، وكان قد عانى من قلة دقائق المشاركة في صفوفه، بقيادة مدربيه السابق الألماني “توماس توخيل” والحالي “غراهام بوتر”، إذ لم يخض سوى 5 مباريات بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، من بينها مباراة واحدة فقط لاعباً أساسياً.
حكيم زياش وعلاقته الخاصة بوالدته!
في العام 2018 توّج زياش بجائزة “الحذاء الذهبي” التي تمنحها جريدة “دي تليغراف” الهولندية لأفضل لاعب في الدوري الهولندي لكرة القدم.
وأثناء تسلمه للجائزة طلب زياش من والدته أن ترافقه إلى منصة التتويج، وقال أثناء تسلم الجائزة: “هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا، هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذاً حيوها أرجوكم، لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم”.
يحمل “زياش” الذي يتحدث اللغة العربية والفرنسية والهولندية والإنجليزية، الجنسيتين الهولندية والمغربية، كما لعب في صفوف منتخب هولندا تحت 19 سنة وتحت 20 سنة وتحت 21 سنة.
تم استدعاؤه لأول مرة للمنتخب للمشاركة مع المنتخب الهولندي الأول في مايو/أيار 2015، في مباريات ودية ضد الولايات المتحدة ولاتفيا.
تعرضه للعنصرية
في سبتمبر/أيلول 2015، أكد زياش اختياره لتمثيل المغرب دولياً قائلاً جملته الشهيرة: “دمي ليس برتقالياً كي ألعب لهولندا، دمي أحمر مثل علم المغرب”.
وتسبب له هذا الاختيار في استهدافه بعبارات عنصرية ورشقه في الملاعب. ووصف “ماركو فان باستن” مهاجم هولندا السابق اختياره بأنه “ساذج”، كما وصفه المدرب الهولندي حينها بـ”الغبي” لاختياره المغرب على حساب هولندا.
كما تعرض لضغوط كبيرة من قبل الصحافة والمسؤولين الهولنديين، لكنه أجابهم أن اختياره هذا جاء بسبب قلبه وليس تأخر استدعائه لمنتخب هولندا.
شارك زياش في أول مباراة له مع المنتخب المغربي في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2015 في المباراة التي عرفت هزيمة المنتخب المغربي 0–1 أمام منتخب ساحل العاج، في 27 مايو/أيار 2016، سجل أول هدفين له مع المغرب، في مباراة الفوز 2–0 على الكونغو.
اعتذر عن عدم اللعب مع المغرب قبل مونديال قطر!
في الـ9 من فبراير/شباط 2022، أي بعد انتهاء بطولة الأمم الإفريقية بأيام قليلة، فاجأ النجم المغربي حكيم زياش، جمهور بلاده بإعلانه اعتزال اللعب دولياً بشكل نهائي، من خلال تصريح أدلى به لقناة أبوظبي الرياضية، عندما كان موجوداً في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، للمشاركة مع فريقه تشيلسي في بطولة كأس العالم للأندية.
قال زياش في تصريحاته: “لن ألعب للمنتخب الوطني، وهذا القرار نهائي. تركيزي منصب حول مشواري مع تشيلسي، وأريد أن أحقق مع البلوز أفضل النتائج ونحصد البطولات”.
كما أوضح زياش صاحب الـ28 عاماً أنّ قراره كان صعباً عليه، وطلب من الجمهور المغربي التماس العذر له.
أما سبب الاعتزال فكان مدرب المنتخب البوسني وحيد خليلوزيتش. الذي تجاهل استدعاء زياش إلى قائمة المنتخب المغربي المشارِكة في نهائيات كأس إفريقيا، التي استضافتها الكاميرون، والتي خرج منها أسود أطلس من دور الـ8.
تبعها خليلوزيتش بمهاجمة زياش واتهمه بعدم الانضباط وإهماله ارتداء قميص منتخب بلاده، وذلك في رده على مطالب الرأي العام والإعلام المحلي بإعادة التفكير في الاستفادة من موهبة حكيم.
وقال المدرب البوسني: “حكيم ضمن 3 لاعبين غير منضبطين لا يريدون إجراء الإحماء أو التدريب. لن أختار لاعباً يتسبب في فقدان التوازن لدى المجموعة حتى وإن كان ميسي. سلوك زياش لا يناسب المنتخب، لا يأخذ الأمور على محمل الجد، ولن أتوسل إليه ليعود”.
من جانبها، قالت صحيفة “ad” الهولندية، في تقرير بعنوان “زياش سئم من أكاذيب خليلوزيتش”. إنه قرر غلق أبواب المنتخب للأبد، بسبب خلافاته مع المدرب البوسني. وعدم ثقة اللاعب في المدرب، لتعمد الأخير سرد تفاصيل طبيعة العلاقة بينهما. وكل ما يدور وراء الكواليس، وبطريقة غير حقيقية. الأمر الذي دفع نجم البلوز لاتخاذ قرار الاعتزال الدولي، بصرف النظر عن بقاء المدرب الحالي من عدمه.
معارك مع مدرب منتخب المغرب
رغم ذلك فقد روجت بعض التقارير، في الآونة الأخيرة، إلى أن زياش قد يعود إلى المنتخب المغربي لتدعيم صفوفه في نهائيات مونديال قطر، بعد أن أبدى خليلوزيتش مرونة غير متوقعة في مصالحة نجم تشيلسي وإعادته للمنتخب.
وحرص الاتحاد المغربي على التكتم على تفاصيل الاجتماع، الذي عبَّر فيه خليلوزيتش عن رغبته في قيادة المنتخب بالمونديال. الذي قد يكون آخر مونديال يصل إليه، بسبب سنه التي وصلت إلى 72 عاماً.
وكشفت المصادر ذاتها أن خليلوزيتش فاجأ فوزي لقجع، بتليين مواقفه، بخصوص اللاعبين المبعَدين عن صفوف المنتخب الوطني. باستثناء حكيم زياش، الذي تحفَّظ المدرب على عودته. عكس باقي اللاعبين الـ4، وهم نصير مزراوي مدافع أياكس أمستردام الهولندي، وأمين حاريث لاعب مارسيليا الفرنسي. وعبد الرزاق حمد الله هداف الاتحاد السعودي.
لكنّ رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع، رفض استثناء زياش من “الصلح”. ومنح المدرب مهلة أخرى للتفكير؛ وهو الأمر الذي رضخ له خليلوزيتش في نهاية الأمر.
المصدر ذاته أكد أن الاتحاد المغربي لم يستسلم لرغبة زياش. ولجأ إلى أفراد أسرته وأصدقائه، خاصةً والدته؛ لمحاولة إثنائه عن قراره؛ لأن المنتخب المغربي في حاجة إليه، وهو في حاجة للمنتخب.
ولكن مساعي الاتحاد المغربي في الصلح بين زياش وخليلوزيتش يبدو أنها باءت بالفشل. فبحسب مصدر مقرب من زياش. فإن الأخير متشبث بقرار “اعتزاله الدولي”. واعتذر للاتحاد المغربي وأخبرهم باستحالة العمل مع المدرب الحالي؛ لأنه مسّه في كبريائه، وشكك في وطنيته وولائه لبلده.
ولكن في سبتمبر/أيلول. أي قبل انطلاقة مونديال قطر بأشهر قليلة. أقيل المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش. وتولى منصبه المغربي وليد الركراكي، فكان زياش على رأس قائمته الأولى للمنتخب. وبالفعل عاد زياش إلى منتخب المغرب بعد أن أعلن في السابق اعتزاله اللعب الدولي.