كشف استطلاع رأي أجراه معهد Washington Institute الدولي، أن غالبية الإماراتيين يعارضون السياسات الإقليمية لنظامهم الحاكم وعلى رأس ذلك التطبيع وإقامة علاقات علنية مع إسرائيل. وأظهرت نتائح الاستطلاع أن 75% من الإماراتيين لا ينظرون بإيجابية إلى التطبيع مع إسرائيل ويعارضون كافة أشكاله.
وبحسب الاستطلاع فإنه عند سؤال الإماراتيين عما إذا كان “يجب السماح للأشخاص الذين يرغبون في إقامة اتصالات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين بالقيام بذلك”، يوافق 42 في المئة منهم فقط على ذلك.
ومع ذلك، ترى نسبة أقل (26 في المئة) تأثيرات إقليمية إيجابية ناتجة عن “اتفاقيات إبراهيم” مع إسرائيل، التي تصدّرتها الإمارات قبل عامين. وظلّت هذه الأرقام هي نفسها تقريبًا على مرّ العام الماضي.
وفي ما يخص بعض القضايا الإقليمية الأخرى، يعبّر المواطنون الإماراتيون إلى حدٍ كبيرٍ عن وجهات نظر تتعارض مع الخطوات الأخيرة التي قامت بها حكومتهم.
فيقول 25 في المئة فحسب منهم إنه من المهم إلى حدٍ ما حتى أن يتمتع بلدهم بعلاقات جيدة سواء مع تركيا أو مع سوريا.
وعلى سبيل المقارنة، تُولي نسبة أكبر بشكل غير متوقع (41 في المئة) بعض الأهمية للعلاقات الجيدة مع العراق.
غالبية الإماراتيين يعارضون السياسات الإقليمية لنظامهم الحاكم
في تناقُض حاد مع هذا التقييم الفاتر، يحظى وقف إطلاق النار في اليمن، الذي أصبح ساريًا في خلال الأشهر القليلة الماضية، بتأييد شعبي قوي. فيتوقع أكثر من ثلثَي الإماراتيين (69 في المئة) أن يُحدث هذا التطور الجديد تأثيرات إيجابية في المنطقة.
ويصنف الإماراتيون حاليًا كلًا من الصين وروسيا في مرتبة متقدمة على الولايات المتحدة من حيث الأهمية التي يرونها بالنسبة إلى بلدهم.
إقرأ أيضا: باحثة سعودية تهاجم وزير القذارة الإماراتي حمد المزروعي بعد وصول قذارته للسعودية
وأُجري الاستطلاع مباشرةً بعد حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن قمة الخليج العربي في جدة في المملكة العربية السعودية. ويتوقع 28 في المئة فحسب من الإماراتيين أن تُحدث زيارته أي آثار إيجابية في المنطقة.
صيغ السؤال الأساسي على النحو الآتي: “بالنسبة إلى مختلف البلدان الواقعة خارج منطقتنا، وبغض الطرف عن نظرتك لسياساتها، ما مدى أهمية أن يتمتع بلدنا بعلاقات جيدة مع كل بلد منها في رأيك؟”.
وكادت روسيا (55 في المئة) والصين (52 في المئة) تتعادلان في المرتبة الأولى، إذ اعتُبرت علاقاتهما سواء مهمة جدًا أو مهمة إلى حدٍ ما.
وتلاهما “الاتحاد الأوروبي” بنسبة 48 في المئة. وجاءت بعده الولايات المتحدة (44 في المئة)، ثم الهند (42 في المئة)، التي يتوافد منها ملايين العمال إلى الإمارات.
الجدير بالذكر هو وجود هذه النظرة الإيجابية نسبيًا بشأن أهمية روسيا على الرغم من رفض غزوها لأوكرانيا على نطاق واسع.
فيعرب ثلاثة أرباع الإماراتيين عن رأي سلبي في هذا الشأن. وعلاوةً على ذلك، يوافق ما يقارب الثلثين (63 في المئة) على أن “العمل العسكري الروسي في أوكرانيا هو المسؤول عن الارتفاع الأخير في أسعار المواد الغذائية هنا”.
في ما يتعلق بالقوى الإقليمية المختلفة، تبرز إيران على أنها البلد الذي يحظى بالنظرة الأقل إيجابية. فبالكاد 13 في المئة فحسب من الإماراتيين يعتقد بأنه من “المهم إلى حدٍ ما” حتى التمتع بعلاقات جيدة مع طهران.
كما تنظر أغلبية ضئيلة (58 في المئة) بشكل عام إلى “تجديد الاتفاق النووي مع إيران” بشكل سلبي. ومع ذلك، تقول أقلية كبيرة (35 في المئة) بشكل مفاجئ إن الاتفاق سيكون له تأثير إيجابي في المنطقة.
في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي في البلد، يبدو الإماراتيون اليوم منقسمين بالتساوي تقريبًا بين التقييمات الإيجابية والسلبية: فيعتبر 47 في المئة أنه “سيئ بشكل عام”؛ بينما لا يوافق 49 في المئة على ذلك.
وفي ما يخص إحدى القضايا الداخلية المهمة الأخرى، سأل الاستطلاع إذا ما كان “علينا الاستماع إلى أولئك الذين يحاولون بيننا تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالًا وتسامحًا وحداثة”.
وارتفعت نسبة الموافقة شيئًا فشيئًا في السنوات الماضية، وهي تبقى ثابتة حاليًا عند 39 في المئة. لكن ما زال 59 في المئة لا يوافقون على هذا الرأي، مع أن 23 في المئة فحسب يشعرون أنهم يعارضونه بشدة حسب قولهم.