الدبور – ستموتون جميعا العبارة الأكثر رعبا من القتل نفسه التي كانت آخر كلمات سمعها الأطفال قبل بداية مجزرة تكساس التي راح ضحيتها ١٩ طفلا في مدرسة إبتدائية الأسبوع الماضي في حادثة هزت المجتمع الامريكي.
حيث نشرت وسائل إعلام أمريكية، السبت 28 مايو/أيار 2022، شهادات لأطفال نجوا من مجزرة مدرسة يوفالدي في ولاية تكساس بأمريكا، وصفوا فيها الرعب الذي عاشوه في مدرستهم، بعدما اقتحمها مسلح وقتل 19 طفلاً ومعلمتين.
فاقمت هذه الشهادات الجدل حول طريقة تعامل الشرطة مع الهجوم، إذ كانت سلطات ولاية تكساس قد أقرت الجمعة، 27 مايو/أيار 2022، بأن الشرطة اتخذت “قراراً خاطئاً” بعدم دخول المبنى بسرعة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
استغرقت الشرطة نحو ساعة قبل التدخل لوقف المجزرة التي وقعت يوم الثلاثاء الفائت، رغم تلقيها اتصالات عدة من تلاميذ دعوها للتدخل، وكان هناك 19 عنصر أمن خارج المدرسة، لكنهم انتظروا وصول وحدة متخصصة من شرطة الحدود. في هذه الأثناء ظلّ أطفال حبيسي صفهم مع مطلق النار، سلفادور راموس، البالغ من العمر 18 عاماً.
إقرأ أيضا: الشيخة سلاف فواخرجي: رأيت كل الأنبياء في المنام ولا يوجد نار في الآخرة!
تُشير شهادات الأطفال إلى أن المهاجم دخل الصف وأوصد بابه وقال للأطفال: “ستموتون جميعاً”، قبل أن يباشر إطلاق النار عليهم في مجزرة تكساس، وفق ما صرّح به الطفل الناجي صامويل ساليناس (10 أعوام) لقناة “أيه بي سي”.
أضاف الطفل “أعتقد أنه صوّب نحوي”، لكن كرسياً بينه وبين مطلق النار أنقذه من الرصاصة، وعلى إثر ذلك حاول ساليناس “التظاهر بالموت” في الغرفة المخضّبة بالدماء حتى لا تستهدفه الأعيرة النارية.
ستموتون جميعا آخر جملة في مجزرة تكساس
كذلك انتهجت ميا سيريلو (11 عاماً) الطريقة نفسها حتى لا تجذب انتباه راموس، فلطخت نفسها بدم زميل لها كانت جثته بجانبها، كما أوضحت لشبكة “سي إن إن” في شهادة لم تُصوّر.
أما الطفل دانيال فقال لصحيفة “واشنطن بوست” إن الضحايا لم يصرخوا أثناء انتظارهم وصول الشرطة لإنقاذهم، وأضاف: “كنت خائفاً ومجهداً لأن الرصاص كاد يصيبني”، موضحاً أن معلمته التي أصيبت في الهجوم، لكنها نجت، طلبت من التلاميذ “التزام الهدوء” و”عدم التحرك”.
أشار دانيال أيضاً إلى أن طفلة أصيبت برصاصة أيضاً، وطلبت من معلمتها الاتصال بالشرطة قائلة إنها “تنزف كثيراً”.
لم يعد دانيال بإمكانه النوم بمفرده، وتنتابه الكوابيس جراء ما عايشه في المدرسة، وقالت والدته بريانا رويز، إن الأطفال الذين نجوا مجزرة تكساس “يعانون صدمة، وسيتعين عليهم التعايش معها طوال حياتهم”.
إضافة إلى دانيال، قال صامويل ساليناس أيضاً إن كوابيس تراوده يرى فيها مطلق النار، وأوضح أن فكرة العودة إلى المدرسة أو حتى رؤية زملائه في الصف لا تزال تخيفه.
كان مدير إدارة السلامة العامة بولاية تكساس، ستيفن مكراو، قد قال في مؤتمر صحفي، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن عناصر الشرطة لم يتدخلوا بسرعة لأنهم اعتقدوا أنه “قد لا يكون هناك ناجون”.
تُعد واقعة إطلاق النار في مجزرة تكساس أدمى حادث يقع في مدرسة أمريكية، منذ أن قتل مسلح 26 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً، في مدرسة ساندي هوك الابتدائية، في ولاية كونيتيكت، في ديسمبر/كانون الأول 2012.