الدبور – تتسارع الأحداث في الفترة الأخيرة في الأردن الجديد كما أطلق الملك عبد الله الثاني عليه في خطابه الأخير، فبعد حجز الأمير حمزة بن الحسين في منزله تحت إقامة جبرية وعزله عن العالم الخارجي تماما الأسبوع الماضي. قامت قوات الأمن بحملة إعتقالات واسعة في الشمال
حيث استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي، أكبر أحزاب المعارضة الأردنية، العودة لظاهرة الاعتقالات التعسفية خصوصا لقيادات ونشطاء في الحراك وفي نقابة المعلمين التي تم إغلاقها قبل ساعات من احتفالات المملكة بعيد الاستقلال.
ويبدو أن الحزب يعترض على اعتقالات حصلت في مدينة إربد شمالي المملكة، باعتبارها خطوة إضافية في مجال التعسف والاعتقالات خارج النظام القانوني.
وذكر الحزب في بيان له، أسماء 11 ناشطا حراكيا ونقابيا من المعلمين كانوا بصدد المشاركة في احتفالات عيد الاستقلال في ملعب كرة القدم الرئيسي في مدينة إربد، وخططوا لحمل بعض الأقلام للتمايز عن بقية المحتفلين. ولم يعلن حراك المعلمين ولا الحراك الشعبي في وقت سابق عن نشاط أو فعالية من أي نوع بخصوص عيد الاستقلال.
إقرأ أيضا: أنا أردني حر، ابن أبي شعار محبي الأمير حمزة بن الحسين الذي زادت شعبيته
لكن عودة هذه الاعتقالات تعيد إلى الساحة الكثير من الجدل حول ظاهرة الاعتقالات نفسها عشية ذكرى يوم الاستقلال وحول عودة ظاهرة الاعتقالات التي انتقدت على نحو واسع خارج وداخل الأردن الجديد، ودفعت باتجاه صدور تقارير متعددة تتحدث عن الأجواء في الأردن الجديد باعتبارها سالبة للحريات.
ولم تعلق السلطات على مضمون ما ذكره بيان حزب جبهة العمل الإسلامي.
الأردن الجديد وعيد الاستقلال
لكن على جبهة يوم الاستقلال الأردني، وجّه الملك عبدالله الثاني خطابا لتهنئة الشعب تضمن استعمال عبارة “الأردن الجديد” لأول مرة في خطاب ملكي، معلنا بأن المملكة الجديدة ستكون لـ”الأجيال الشابة”.
ولم يتطرق الخطاب الملكي لتفاصيل في هذا السياق.
لكن الملك أعلن أيضا نية الحكومة قريبا رفع أوامر الدفاع بعد فرضها بسبب فيروس كورونا، وتحدث عن إطلاق رؤية اقتصادية شاملة قريبا، داعيا الأردنيين إلى “تجاوز مخاوف الماضي” فيما أعلن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلغاء كل أنماط استعمال الكمامة في كل المناطق المفتوحة والمغلقة.
ونشر مكتب عمّة الملك الأردني بمناسبة الاستقلال، صورة جديدة تجمع الأميرة بسمة بنت طلال بالملك، وفيها عناق وتهنئة وإعلان ولاء من قبل الأميرة، الأمر الذي يشير إلى تسوية ما بخصوص زوج الأميرة المقيم في الخارج والمطلوب للسجن والغرامات المالية في عمّان.
وتم الإعلان في نفس الوقت عن خطوة ملكية بمنح الأميرة بسمة بنت طلال وساما ملكيا رفيعا بمناسبة الاستقلال، فيما يفترض أن يستقبل الملك وفي فعالية الاستقلال عائلة الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة مع منح الشهيدة أحد أرفع الأوسمة الملكية الأردنية.
ومن جهة أخرى إنتشر على وسائل التواصل الإجتماعي مقطع فيديو لمسجد بدل أن يرفع الأذان بث أغاني عبر مكبرات الصوت، وعلق مصور المقطع ان هذه هي العلمانية الجديدة في الأردن الجديد، خصوصا بعد منع بث صوت الصلاة والخطبة في المكبرات الخارجية وتوحيد الآذان منذ سنوات في جميع مساجد الاردن.
جدل واسع في الأردن عقب بث أغاني عبر مئذنة مسجد في #يوم_الاستقلال. pic.twitter.com/8NlBxdEudW
— الخليج الجديد – ميديا (@NewKhalij) May 25, 2022
الملكة نور والأردن الجديد
وفي رد جديد لها على القرار الذي أصدره عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ضد أخيه غير الشقيق الأمير حمزة، الخميس، أكدت الملكة نور أرملة العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال، أن هذا القرار المتخذ ضد نجلها “غير دستوري”.
وكان ملك الأردن أصدر قراره بتقييد حركة واتصالات الأمير حمزة، بناء على توصية المجلس المشكل بموجب قانون الأسرة المالكة، كما ذكر في خطابه وأرجع ذلك إلى أن حمزة استنفد كل الفرص التي أعطاها له مؤخرا للعودة إلى رشده، حسب وصفه.
ودعت الملكة نور كذلك في تغريدات لها عبر حسابها الرسمي بتويتر، لاحترام سيادة الملك لما فيه من مصلحة للشعب، حسب وصفها.
وقالت :”يجب علينا جميعًا التزام الهدوء واحترام سيادة جلالة الملك لما فيه خير الشعب الأردني واستقراره.”
لكنها ذكرت في الوقت ذاته أن القرار بحق نجلها حمزة غير دستوري وقالت إنه “وفقًا للخبراء القانونيين، فإن المجلس الذي تم تشكيله وفقًا لقانون الأسرة المالكة عام 1937يعد انتهاكًا لدستور الأردن لعام 1952. والحق في التمثيل هو المفتاح.”
وفي تغريدة أخرى لها أكدت الملكة نور الحسين، أنه لم يتم إرسال أي مرافعات أو إجراءات أو مداولات قانونية إدارية إلى المستشار الهاشمي بعد تكليف الحسن.