الدبور – العلاقات بين الإمارات وسلطنة عمان علاقات شائكة ومعقدة ولا يمكن وصفها بصورة ولا زيارة ولا تصريح هنا وهناك، وبالطبع لا يمكن أن تكون وسائل التواصل تعبر بشكل ما عن تلك العلاقة وطبيعتها.
فقد إحتفلت وسائل التواصل الإجتماعي وانتشرت صورة للسلطان هيثم بن طارق مع حاكم الإمارات محمد بن زايد في زيارة السلطان للإمارات للتعزية بوفاة الشيخ خليفة بن زايد وايضا تهنئة محمد بن زايد بمنصبه القديم الجديد. حيث بن زايد يحكم الإمارات فعليا منذ تنحيته أخيه عن الحكم منذ سنوات طويلة.
الصورة التي إنتشرت وحفل بها الإعلام الإماراتي أكثر من العماني وذلك لعدة أسباب، وأهمها فتور العلاقة في السنوات الأخيرة وكمبة التدخل الكبيرة التي قام بها بن زايد في الشؤون الداخلية للسلطنة.
ولعل قصة خلية الجواسيس أهم تلك العقد التي جعلت من بن زايد عدوا بشكل ما للسلطنة.
هل الصورة تعني أن الإمارات وسلطنة عمان في شهر عسل؟
الزيارة التي قام بها السلطان هيثم بن طارق هي زيارة رسمية لبلد شقيق، فمهما حدث الإمارات دولة جارة وإن كانت شقية وتعشق المؤامرات، فلا يمكن تجاهلها ولا محاربتها بشكل علني، وهذا أيضا لا يريده بن زايد نفسه.
لذلك أحتفل الإعلام الإماراتي بهذه الصورة وهذه الزيارة بشكل مكثف، فهو كالمتهم الذي يحاول مرارا وتكرارا نفي التهمة عنه، أو كما تقول في السوق يا سارق فينظر السارق من بين كل الناس ويحاول الدفاع عن نفسه.
وعلى سبيل المثال الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار رئيس الإمارات والرجل المقرب منه قبل أن يصبح ابن زايد رئيسا فعليا للدولة نشر هو الآخر الصورة على حسابه الرسمي بتويتر.
وعلق عليها بحسب ما لسع الدبور بقوله: “الإمارات وعمان معا وسويا لا يفرقنا احد.” وكأن هناك من إتهم دولته بالتفريق أو تحدث عن أي خلاف علني.
إقرأ أيضا: فيديو نادر للسلطان هيثم بن طارق وقت القبض على خلية التجسس الإماراتية في عُمان
في سلطنة عمان البعض رأى أن الصورة واللقاء بشرى لعلاقات جديدة قوية بين البلدين بعد فترة سنوات عجاف من التوترات سببها التدخل المستمر من قبل بن زايد وأدواته، منها بشكل علني كخلية التجسس ومنها ما قام به في الخفاء في سنوات السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله.
وجاءت ردود العمانيين على تغريدة مستشار ابن زايد متباينة، فمنهم من أكد عمق العلاقات بين الإمارات والسلطنة. وآخرون اعتبروا أن إعطاء الأمان بشكل كامل للدولة الجارة أمر خطأ مستشهدين بعدة أحداث سابقة كانت سببا في توتر العلاقات بين الإمارات وسلطنة عمان.
ولم تكن حملات التجسس ونشر الفوضى في سلطنة عمان ومحاولات التخلص من السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله هو الأمر الوحيد الذي أشرف عليه بن زايد، بل أن الحملات الإعلامية وتشويه السمعة وشيطنة السلطنة لم تتوقف، سواء من أسماء معروفة أو من قبل الذباب الإماراتي الذي إنتشر بشكل مخيف بداية من تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وليس بوقت بعيد عن علاقة الإمارات وسلطنة عمان، كشف الكاتب الصحفي اليمني ورئيس تحرير موقع “هنا عدن”، أنيس منصور. قبل أشهر عن صدور توجيهات استخباراتية إماراتية لحسابات أمنية إماراتية وشخصيات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي لمهاجمة سلطنة عمان.
وقال “منصور” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”: “توجيهات استخباراتية من مكتب بن زايد للاعلام الامني السيبراني بمهاجمة سلطنة عمان، دشنتها حسابات امنية امارتية ومرتزقتهم من الانتقالي الامارات”.
بينما أوضح ان هذه الحسابات “لم تترك دولة جارة ولا صديقه الا وطعنتها بخيانة وتجسس ومؤامرة. ناهيك عن استئجار سفهاء وسقط المتاع”، مؤكدا على أن “الامارات دويلة تستعدي كل الشعوب والدول”.
إقرأ أيضا: صحيفة تكشف: دحلان بن زايد هو العقل المدبر لخلية التجسس الإماراتية بتركيا
من جانبه، نشر الحساب الأمني المعروف “القطارة” صورا لسلاطين عمان الراحلين والمفتي العام للسلطنة. مشبها إياهم بزعبم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
ويشار إلى أنه في شهر مارس من العام 2019 ألمح وزير خارجية عمان السابق يوسف بن علوي، إلى أن بلاده ضبطت خلية تجسس. تابعة “لدولة مجاورة” لم يسمها فيما قال مراقبون إن الخلية إماراتية.
ورداً على تعقيب مديرة جلسة حوار في “النادي الثقافي العماني” حينها بشأن عدم رد الوزير على سؤال من أحد الحاضرين حول ضبط. خلية تجسس في البلاد قال بن علوي “هذه أمور تحصل بين الجيران. نحن نتعامل مع كل جيراننا بشيء من اللطف”.
التعليق وإن لم يقدم ردا واضحا بشأن تأكيد التجسس ومن قام به إلا أنه جعل الحضور ينفجر بالضحك.
معالي #يوسف_بن_علوي خلال محاضرته حول العلاقات الخارجية #للسلطنة يجيب على احد الحضور حول استفسار عن خلية التجسس على #السلطنة قائلاً "هذه تحصل بين الجيران" مثيرًا ضحك الجمهور ثم يضيف معاليه "نحن نتعامل مع جيراننا باللطف" pic.twitter.com/r2r9EuTYA1
— رصد (@Rassd_Oman) March 17, 2019
ومن يعلم تاريخ سلطنة عمان منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم والسياسة التي رسمها لسنوات طويلة والتي نجحت في الحفاظ على السم السلطنة عاليا ومحترما ومقدرا بين ججميع دول العالم. وهي سياسة الحياد وعدم إختلاق المشاكل وبل حل المشطلة إن وجدت وإن كانت خلية تجسس أو محاولة إنقلاب، حيث يتم معالجتها بالقانون وبالمحادثات بين الدول.
بالتالي زيارة السلطان هيثم بن طارق لم تكن إلا مجرد زيارة رسمية لدولة جارة لا يكن لها هو ولا دولته العداء بل بسعى لبناء علاقات جيدة وقوية معها ولكن بحذر. وما فعلته السلطن لسنوات مع محاولات بن زايد قدم له درسا أن السلطنة لن تكون لقمة سهله له.
فمن يحتفي بصورة طبيعية بشكل مبالغ فيه هو المتهم ليبعد التهمة عنه، وهو المعتدي والظالم ليكفر عن ما قام به، لذلك الإعلام الإمارات نشر الصورة بشكل كبير وكما علق عبد الخالق عبد الله المتقلب بتغريداته ان العلاقات قوية.