الدبور – ما حقيقة توقيت جنازة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؟ وما تاريخ ووقت الجنازة؟ وهل الصور التي تم نشرها رسميا هي جنازة الشيخ خليفة بن زايد اليوم كما أعلن أم انها من قبل فترة واليوم جاء وقت الإعلان عنها.
من المعروف ان الشيخ خليفة بن زايد غايب عن المشهد منذ سنوات، ولم يحكم الإمارات إلا لفترة قصيرة جدا، وبعدها إختفى تماما عن الظهور أو المشاركة في الحكم أو إتخاذ أي قرار سيادي يخص الإمارات.
بل أن الحاكم الفعلي للإمارات منذ سنوات هو محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، ولم يظهر الشيخ خليفة بن زايد إلا مرات محدودة طوال السنوات الماضية وبدون صوت وكان يظهر كالرجل المحنط.
وانتشرت الكثير من التقارير أن ولي عهد أبو ظبي بن زايد، هو من أزاح خليفة عن الحكم بإنقلاب أبيض، وجعله كالمحنط لسنوات طويلة حتى ثبت حكمه في الإمارات وأقام علاقات خارجية لدعم وصوله للحكم بدون أي مشاكل.
وما حملة الاعتقالات الكبيرة التي قام بها بعد إنقلابه على الشيخ خليفة بعد أن أن أصابه بحقنة شلت حركته تماما، إلا دلاليلا واضحا على تفرده بالحكم وخوفه من أبناء شعبه ومحبي الشيخ خليفة الذي أعتبره الشعب الإماراتي الصورة الأخيرة للشيخ زايد الذي أجمع عليه الشعب الإماراتي باعتباره المؤسس والموحد للإمارات المتنازعة عبر التاريخ.
حقيقة جنازة خليفة بن زايد
المعارض الإماراتي عبد الله الطويل تسائل بتغريدة لسعها الدبور عن حقيقة توقيت جنازة خالشيخ خليفة؟ وقال بتغريدته ما نصه: “الصلاة بعد المغرب والدفن بعد المغرب والصور نهارية! – هل هي تقنية جديدة لتحويل الليل لنهار؟ وختم تغريدته بقوله: رحم الله والدنا الشيخ #خليفة_بن_زايد”
ووافقه الرأي، المعارض الآخر حمد الشامسي، حيث قال : “بعد ساعات من دفن والدنا الشيخ خليفة بن زايد، يقوم هذا الحساب (مصدر) التابع لجهاز الامن بنشر أول صور يقول انها من الصلاة الدفن عليه (نشرها قبل وكالة انباء الامارات)”.
وتابع: “الملاحظة ان الصور في النهار مع أن الدفن كان ليلاً”.
وقال أيضا المغرد الشهير “بوغانم” والذي كان أوّل من نشر قبل أيام خبر وفاة الشيخ خليفة، مؤكداً تكتّم السلطات على الأمر لترتيبٍ معيّن لديها بشأن الحكم، إنّ معلومه غريبه تفيد بإن الصلاة على جثمان الشيخ خليفه بن زايد كانت من عدة ايام وليس اليوم؛ وهذا سبب عدم حضور حكام الامارات للصلاة عليه.
وقال إنّ الصور التي تم نشرها تم تصويرها اثناء دفنه ويوم الجمعة تم اعلان خبر وفاته.
ولفت “بوغانم” في تغريدةٍ أخرى إلى انّ “الشيخ سلطان بن خليفه ومحمد بن خليفه ابناء الراحل خليفة غير متواجدين في الامارات حاليا، وإنما في جمهورية التشيك.
كما اضاف المصدر الذي نقل عنه “بوغانم” أنهم -أي أبناء الراحل”- قد يكونوا غير راضين او تم نفيهم مؤقتا.
أيام الصراع على الحكم في الإمارات
و فتحت وفاة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أو الإعلان الرسمي عن وفاته الجمعة، تساؤلات عن خليفته في حكم البلاد، وخليفة أخيه محمد بن زايد في ولاية عهد أبو ظبي.
وبوفاة خليفة بن زايد انتقل منصب حاكم أبو ظبي تلقائيا إلى محمد بن زايد الذي شغل منصب ولي العهد منذ العام 2004.
ولا ينص دستور الإمارات على آلية معينة لاختيار ولي عهد أبو ظبي، وهو ما فتح باب التكهنات حول عدة أسماء مرشحة لهذا المنصب.
وما كان تأخير الإعلان الرسمي لوفاة الشيخ خليفة بن زايد إلا لحسم الصراع الداخلي على الحكم، ومن بينها تولي بن زايد حكم الإمارات، الأمر الذي عمل عليه لسنوات طوبلة وحصل عليه بعد دعم حاكم دبي له، مع أنه حسب الدستور الإمارات يجب أن ينتقل الحكم إلى دبي بعد وفاة الشيخ زايد، ولكن تم التنازل عن الأمر للشيخ خليفة، وهذه المرة الثانية التي تتنازل دبي عن حقها.
وهناك صراع ثاني لإعادة توزيع المناصب في الإمارات وخاصة منصب ولي عهد أبو ظبي، فيخشى بن زايد أن يعيد صاحب هذا المنصب ما فعله هو من قبل. وينتقل الحكم لولي عهد أبو ظبي الجديد؟
إقرأ أيضا: المرحوم الشيخ خليفة بن زايد يفرج عن المجرمين بمناسبة رمضان ويعذب أحرار الإمارات في المعتقلات!
و تنصيب ولي عهد لأبو ظبي تدخل فيه حسابات تتعلق بالصراع على القوة والنفوذ داخل الأسرة الحاكمة. و منصب ولي عهد أبو ظبي ينحسر بين أربعة مرشحين، هم خالد نجل محمد بن زايد، والذي يشغل منصب نائب مستشار الأمن الوطني، ورئيس جهاز أمن الدولة.
بالإضافة إلى ثلاثة من أشقاء محمد بن زايد، هم طحنون (مستشار الأمن الوطني)، وهزّاع (نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي)، بالإضافة إلى منصور (نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة).
وعن احتمالية ترشيح وزير الداخلية سيف بن زايد إلى منصب ولي عهد أبو ظبي، هناك تمهيدا سابقا لاستبعاد سيف من المشهد، و سيف ليس أخا شقيقا لمحمد بن زايد الذي يتحكم في مفاصل الدولة منذ سنوات لذلك إحتمالية توليه المنصب شبه مستحيلة.
ولا يوجد نص قانوني في الدستور الإماراتي يشير إلى أن منصب رئيس الدولة يقتصر على أسرة آل نهيان التي تحكم أبو ظبي، بيد أن كافة الترجيحات تشير إلى أن حكام الإمارات الست الأخرى متفقون منذ عقود على أن منصب رئيس الدولة سيتوارثه آل نهيان، امتثالا للحديث التاريخي لحاكم دبي الأسبق سعيد بن مكتوم والشيخ زايد عند تأسيس الدولة في 1971.
وحينها قال سعيد بن مكتوم للشيخ زايد: “على بركة الله؛ وأنت الرئيس”، ليرد الأخير: “على بركة الله؛ وضعنا حجر الأساس ونبني الجدار إن شاء الله”، وذلك بحسب ما ذكر حاكم دبي الحالي محمد بن راشد في تصريحات سابقة (هنا).
وتنص المادة 53 من دستور الدولة، على أنه عند خلو منصب الرئيس، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر للاجتماع، لانتخاب خلف له.
فيما تنص المادة 51 على أن نائب رئيس الدولة وهو محمد بن راشد آل مكتوم، سيتولى مهام الرئيس مؤقتا إلى حين انعقاد المجلس الأعلى للاتحاد لانتخاب رئيس جديد. (الدستور الإماراتي).
وبالتالي فإن المرشح الأول لمنصب رئيس الدولة سيكون محمد بن زايد، على أن يبقى محمد بن راشد آل مكتوم حاكما لدبي، ونائبا لرئيس الدولة.
وجدير بالذكر أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، صار هو حاكم الإمارات الفعلي، بعد تنحية أخاه الرئيس الشيخ خليفة جانباً؛ بسبب مزاعم وضعه الصحي.
وسبق أن أشارت عدة تقارير إلى وقوف محمد بن زايد، وراء حالة الشيخ خليفة الصحية المتدهورة. حيث تم التلاعب بدوائه ومسألة علاجه تحت إشرافه شخصياً.
وبات الشيخ خليفة، رئيس الإمارات، لا يظهر للعلن منذ سنوات إلا نادراً وفي مناسبات عامة فقط.
وكان لافتا عدم ظهور رئيس الإمارات خليفة بن زايد، نهائيا في الاحتفالات الرسمية التي جرت في ديسمبر، بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد (دولة الإمارات العربية المتحدة).
وأثار ذلك آنذاك شكوكا بين النشطاء بشأن وضعه الصحي. حيث أن ظهوره في الأساس منذ سنوات أصبح أمرا نادرا جدا.
ويوصف حاكم الإمارات الشيخ خليفة بأنه الرئيس “الحاضر الغائب”، حيث تعرض لجلطة منذ 2014.
ومنذ ذلك التوقيت ابتعد عن المشهد السياسي لصالح محمد بن زايد الذي بات الحاكم الحقيقي للإمارات.
وفي نوفمبر من العام 2019، وبينما الشيخ خليفة بن زايد لا يدري شيئا عما يحدث في البلاد ويظهر في المناسبات فقط من حين لآخر اجتمع المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات لتجديد الثقة فيه، رئيسا للمجلس لولاية رابعة مدتها خمس سنوات وفقا لأحكام دستور الدولة.