الدبور – من هو الفلسطيني سرحان سرحان أقدم سجين في أمريكا على خلفية قتل زعيم سياسي أمريكي. سرحان سرحان فلسطيني الأصل الشاب المندفع المتحمس الثائر والمتهور أقدم على جريمة غيرت مجرى التاريخ في أمريكا عندما أقدم على إغتيال المرشح الأوفر حظا لرئاسة أمريكا في إنتخابات عام 1968 المرشح الرئاسي روبرت إف كينيدي. فقد صوتت لجنة لإطلاق السراح المشروط في ولاية كاليفورنيا الأمريكية لمصلحة إطلاق الفلسطيني سراح سرحان بشارة سرحان.
وقضى سرحان سرحان، 53 سنة في السجن بعد إطلاق النار على روبرت إف كينيدي، المرشح الأوفر حظا في الانتخابات عقب خطاب أدلى به أمام أحد الفنادق في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، وهو الحادث الذي يُقال إنه غير مجرى التاريخ.
ولا يعني التصويت، الذي خلص إلى أن سرحان لا يشكل تهديدا للأمن العام، بالضرورة أن يطلق سراحه بالفعل. ويبقى القرار عقب توصية لجنة إطلاق السراح المشروط في يد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسام فيما يتعلق بتنفيذ تلك التوصية. ويُرفع بعد ذلك قرار الإفراج عن سرحان سرحان (77 عاما) إلى الفريق القانوني للجنة الذي لديه 120 يوما للبت فيه. ويمنح القانون حاكم الولاية بعد ذلك 30 يوما للسماح بتنفيذه أو إلغاءه.
ويقضي سرحان سرحان الفلسطيني المولد عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل كنيدي (42 عاما) بالرصاص في فندق أمباسادور بمدينة لوس أنجليس يوم الخامس من يونيو/ حزيران عام 1968. وأصيب السناتور كنيدي، وهو وزير سابق للعدل، بالرصاص بعد دقائق من إلقائه خطاب النصر عقب فوزه بالانتخابات التمهيدية في الولاية وتوفي في اليوم التالي.
وقال سرحان سرحان لمفوضي لجنة إطلاق السراح المشروط: “الشاب المندفع الذي كان أنا في ذلك الوقت لم يعد له وجود الآن”. وتابع: “كان كينيدي أمل العالم وأنا أصبتهم وآذيتهم جميعا، ويؤلمني كثيرا أنني خضت تلك التجربة وأن أعرف كم هو عمل مروع”، وفقًا لسوشيتيد برس، وكالة الأنباء الوحيدة التي سُمح لها بحضور جلسة الإفراج المشروط. وقال مكتب المحامي العام المحلي في لوس أنغليس إنه لن يعارض قرار إطلاق السراح.
يُذكر أن هذه هي المرة السادسة عشرة التي يطلب فيها القاتل فلسطيني المولد البالغ من العمر الآن 77 عاما الإفراج المشروط عنه. ومنذ القبض عليه بعد ارتكاب الحادث، يردد القاتل أنه نفذ جريمته بسبب دعم عضو مجلس الشيوخ آنذاك روبرت إف كينيدي لمنح إسرائيل مساعدات أمريكية. وأكد أيضا أنه في الوقت الحالي لا يتذكر بوضوح تفاصيل الهجوم.
وجاء قرار لجنة إطلاق السراح المشروط بعد أن ناشد اثنان من أبناء كينيدي اللجنة للإفراج عن قاتل والدهم. وقال دوغلاس كينيدي: “أنا مقتنع تماما بأنه ينبغي أن يطلق سراح أي سجين لا يشكل خطرا على نفسه أو على العالم”.
من هو الفلسطيني سرحان سرحان؟
ولد سرحان بشارة سرحان لعائلة فلسطينية مسيحية في القدس عام 1944 وفي السنوات الأولى من عمره شهد أحداث حرب 1948 . وتقول والدته ماري إن نجلها شاهد رجلا يتحول إلى أشلاء جراء انفجار قنبلة خلال هجوم في حيهم في طفولته وظل هذا المشهد يطارده.
وعندما كان سرحان في الثانية عشر من عمره هاجر إلى الولايات المتحدة بتأشيرة خاصة كانت تمنح للاجئين الفلسطينيين فانتقلت عائلته إلى نيويورك حيث استقرت لفترة وجيزة، ثم توجهت إلى ولاية كاليفورنيا التي واصل فيها تعليمه.
وتقول والدته ماري إن الدين كان مهما بالنسبة له لدرجة أنه شكا لها من أن الأطفال الآخرين في مثل عمره لا يأخذون الدين بجدية.
إقرأ أيضا: ركبة روبي التي هزت العرش الأردني وتضامن معها الأمير علي بن الحسين ولا عزاء للشعب (صور)
كان قد انضم للكنيسة المعمدانية، ولكن في عام 1966 أي قبل الحادث بعامين تحول إلى طائفة روحانية سرية ذات نزعة فلسفية هرمسية تدعى الصليب الزهري أو “روسيــكروسيانـيـسـم” نسبة لمؤسسها كريستيان روسينكريوز الذي توفى في 1484. وتدعو إلى التآخي بين النـاس، وترى أن الإنسان لدية طاقة أكبر ومن الممكن أن يستعملها ليصبح أفضل وأسعد. بحسب موقع صحيفة The Atlanta Journal-Constitution.
ولم يستقر سرحان سرحان في عمل واحد أبدا، بل مارس العديد من الأعمال البسيطة كالبيع في المتاجر الكبرى أو العمل بمضمار سباق حيث كان يتمنى أن يصبح فارسا وهو ما لم يتحقق أبدا.
وفي 5 يونيو/حزيران عام 1968 وبعد أن ألقى كينيدي خطاب فوزه في كاليفورنيا والذي تحدث فيه عن حربه ضد الفقر والجوع في أمريكا والسلام في فيتنام أطلق النار عليه في مطبخ الفندق الذي كان يقيم به وكان في الثانية والأربعين من عمره.
وكان بعض العاملين في الفندق قد شاهد سرحان سرحان، الذي كان في الرابعة والعشرين من عمره، قرب المصعد أمام المطبخ وهو المسار الذي كان سيسلكه كينيدي. كما شهد أحدهم أنه شاهده في الفندق قبل الحادث بيومين.
وبحسب شهادات وردت في المحاكمة فإنه في الثالث من يونيو/حزيران عام 1968 أيضا قام سرحان سرحان بشراء مسدس من أحد متاجر السلاح، كما شوهد وهو يتدرب على استخدامه في نادي سان غابراييل فالي للسلاح في نفس اليوم.
ووفقا للشهود فإن كينيدي كان يصافح العاملين في الفندق، عندما اقترب منه سرحان سرحان مبتسما ليصيح “كينيدي يا ابن الزانية” ويبدأ في إطلاق النار.
وأصيب كينيدي بثلاث رصاصات الأولى في إبطه، والثانية في ظهره، والثالثة في رأسه من الخلف وراء أذنه اليمنى فسقط على الأرض وهو ينزف. وصرخ سرحان: “دعوني أوضح، بوسعي التوضيح، لقد فعلت ذلك من أجل بلدي، فأنا أحب بلدي.” وقبل انتزاع المسدس من يده كان خمسة آخرون قد أصيبوا في الحادث.
بعد الحادث عثر المحققون على مذكرة بخط يد سرحان سرحان في شقته والتي كشفت عن تصاعد غضبه ضد من وصفهم بالصهاينة وقد ورد اسم كينيدي بينهم، بل وحدد الخامس من يونيو يوما لقتله، وهو اليوم الذي شهد قبل عام من الحادث بداية حرب عام 1967 بين إسرائيل من جانب ومصر وسوريا والأردن من جانب آخر.
كان سرحان سرحان غاضبا من تأييد كينيدي لبيع طائرات حربية لإسرائيل وقد اتخذ قراره بقتله بعد سماع خطاب له في ربيع عام 1968 يعلن فيه دعمه بيع الطائرات الحربية لإسرائيل وقد كتب في مذكرته حينئذ “كينيدي لابد وأن يموت قبل 5 يونيو.. مت.. مت.. مت”.
بعد الحادث عثر المحققون على مذكرة بخط يد سرحان سرحان في شقته والتي كشفت عن تصاعد غضبه ضد من وصفهم بالصهاينة وقد ورد اسم كينيدي بينهم، بل وحدد الخامس من يونيو يوما لقتله، وهو اليوم الذي شهد قبل عام من الحادث بداية حرب عام 1967 بين إسرائيل من جانب ومصر وسوريا والأردن من جانب آخر.
كان سرحان غاضبا من تأييد كينيدي لبيع طائرات حربية لإسرائيل وقد اتخذ قراره بقتله بعد سماع خطاب له في ربيع عام 1968 يعلن فيه دعمه بيع الطائرات الحربية لإسرائيل وقد كتب في مذكرته حينئذ “كينيدي لابد وأن يموت قبل 5 يونيو.. مت.. مت.. مت”.
وخلال المحاكمة دفع محاموه بأنه مختل عقليا، وزعم سرحان سرحان خلال المحاكمة أنه لا يذكر أي شيء عن إطلاق النار على كينيدي، مشيرا إلى أنه كان مخمورا في الليلة السابقة للحادث.
وقد حُكم على سرحان بالإعدام بالغاز عام 1969، إلا أن الحكم خفف بعد ثلاث سنوات إلى السجن مدى الحياة عندما ألغت كاليفورنيا عقوبة الإعدام. وفي لقاء تليفزيوني، قال سرحان إنه شعر بالخيانة عندما دعم كينيدي إسرائيل خلال حرب يونيو/ حزيران 1967 .
ويرى مؤيدو نظرية المؤامرة أن سرحان مثل لي هارفي أوزوالد المتهم بقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي مجرد غطاء لقوى أخرى استخدمته لقتل المرشح الرئاسي.
وفي عام 2011 رفض طلب سرحان بالعفو، وكان محاموه قد زعموا في وثائق هذا الطلب أنهم تمكنوا من جعله يتذكر ما حدث من خلال قيام طبيب نفسي بتنويمه مغناطيسيا، مشيرين إلىأنه لم يقتل كينيدي وإنما شاهد من أطلق الرصاص على المرشح الرئاسي من الخلف، وأن فتاة أغوته للذهاب إلى موقع الحادث.
وكان فريق الدفاع قد قال عام 1969 إنه من المستحيل أن يقتله لأن الرصاصة القاتلة جاءت من الخلف وهو كان يقف أمام كينيدي.
وفي جلسة طلب عفو عام 2016 قال بول شريد، أحد الشهود الذين أدانوا سرحان عام 1969: “إنه يعتذر لسرحان لأنه لم يحاول مساعدته من قبل، فهناك ما يشير إلى وجود مسلح آخر في مطبخ الفندق في ذلك اليوم.”
سرحان سرحان يغير مجرى التاريخ
ومن بين نظريات المؤامرة تلك التي تتحدث عن تصفية الاستخبارات الأمريكية للشقيقين كينيدي. كما تحدث تقرير إذاعي عن إطلاق 13 طلقة في الحادث في حين أن سعة مسدس سرحان 8 طلقات فحسب.
وكان روبرت كينيدي الابن نجل المرشح الرئاسي قد التقى سرحان في سجنه، وقد تحدث لصحيفة واشنطن بوست عن وجود مسلحين في مطبخ الفندق في تلك الليلة، مشيرا إلى أنه “ليس بوسعك إطلاق 13 رصاصة من مسدس سعته 8 رصاصات”.
يقول أستاذ التاريخ جيرمي سوري إن خسارة أصوات داعمة للسياسات الليبرالية التقليدية جعلت الساحة تخلو أمام ناقدين لها مثل ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان.
وأضاف قائلا إن أمريكا كانت ستختلف بالتأكيد اليوم لو عاش كينيدي ولم تكن ستأخذ هذا التحول القوي نحو اليمين.
ومن جانبه يقول بن رايت، من مركز دولف بريسكو لدراسة التاريخ الأمريكي:” إن حادثة مثل اغتيال السيناتور كينيدي تكتسب أهميتها من حيث طرحها للعديد من الاحتمالات بشأن تأثيرها على تاريخ الولايات المتحدة.”
ويقول جوليس ويتكوفر، وهو صحفي كان معنيا بتغطية حملة كينيدي:”كان المرشح الأوفر حظا ولو فاز كان سيعمل جاهدا على إعادة القيم الأمريكية التي سلبت باغتيال شقيقه وحرب فيتنام.”
كما يقول البروفيسور بيتر إلدمان من جامعة جورج تاون: ” باغتيال روبرت كينيدي خسرنا رئيسا كان سينهي حرب فيتنام بسرعة، ويعمل بقوة لتحقيق العدالة في ما يتعلق بقضايا الفقر والتفرقة العنصرية.”