الدبور – ركبة روبي هزت الأردن بين متعاطف مع ركبتها التي رفض التلفزيون الأردني إظهارها وأصرت هي على إظهارها وبين متضامن مع قرار التلفزيون الأردني بإحترام المشاهدين وعدم إظهار أي شخص بهذا الشكل في التلفزيون الرسمي للدولة. ولكن صدى حرمان الشعب الأردني من مشاهدة ركبة روبي وصل إلى العائلة الحاكمة في الأردن وتضامن الأمير علي بن الحسين مع ركبتها بإظهار ركبته هو للعامة.
طبعا لا الشارع الأردني ولا العائلة الحاكمة تهتز لأي حدث آخر يخص حاجة الشعب وحالة الفقر، فمثلا لم يهتز الشارع ولا القصر الحاكم لحرق مواطن أردني نفسه بعد مصادرة عربته التي يترزق منها من قبل البلدية، ولم تصدر لا الأوامر ولا رسالة تعاطف ربما تغيير بعض القوانين الظالمة بحق من لم يجد قوت يومه وأراد أن يعمل بإمكانياته المتواضعه وعدم مصادرة كل ثروته التي ربما حصل عليها عن طريق الدين.
الأرجح أن الأمير علي بن الحسين عندما قرر “الكشف عن ركبة رجله” عارية ببنطال جينز ممزق، تضامنا مع الفتاة الرياضية “روبي حبش” خطط جديا لمخاطبة إدارة مؤسسة التلفزيون في بلاده بمسألة تختص بالحريات الفردية. ومنها حرية إظهار ركبة روبي للعامة وعلى التلفزيون الرسمي.
طبعا أثارت رسالة الأمير هنا جدلا عاصفا في البلاد خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، واعتمدت بصورة خاصة على “تذكير الأمير” وغيره بضرورة التضامن أيضا مع صورة النسخة المحلية الطازجة من “بوعزيزي الأردني” حيث شاب أحرق نفسه والقى بجسده من أعلى جسر في العاصمة عمان، صادما الجميع؛ بسبب قرار سلطات البلدية إزالة “بسطة صغيرة” يترزق منها.
أو ربما ركبة روبي هي الأهم هنا. حيث نشرت تغريدة على حسابها كما لسع الدبور، ونشرت صورة ركبتها بالجينز الممزق كي لا تحرم الشعب الأردني من التمتع بمشاهدة ركبتها التي حرم التلفزيون الأردني الشعب من هذه المتعة. وكتبت إننا في عام ٢٠٢١ ونحن للوراء. التقدم بالنسبة لركبة روبي هو ان تظهر في كل مكان بإعتبارها حرية شخصية حتى في التلفزيون الرسمي والأماكن العامة والخاصة، فكيف لأي شخص أن يحرم الشعب الأردني من ركبة روبي؟
ركبة روبي وتضامن الأمير وضجة الشارع
إقرأ أيضا: شاهد بالفيديو حال وزير القذارة حمد المزروعي بعد زيارة طحنون الإمارات لـ قطر
بدأت القصة عندما استُدعيت لاعبة كرة السلة لمقر التلفزيون الحكومي، فلم يسمح لها بالدخول؛ لأنها ترتدي بنطال جينز ممزقا عند الركبة.
لاحقا أشعلت الفتاة نقاشا عاصفا عندما نشرت صورة لركبتها العارية مع السروال، وأبلغت الرأي العام بما حصل معها، مشيرة إلى أن أحدهم دخل أمامها وهو يرتدي سروالا قصيرا.
الأكيد أن روبي لم تتوقع “مداخلة أميرية”. فالأمير علي التقط المسألة وقرر التضامن ونشر صورة لركبته العارية بسروال ممزق أيضا مع عبارة “معك يا روبي”.
لاحقا لصورة بنطال جينز الأمير، التهبت مناخات منصات التواصل ولم يصدر أي تعليق رسمي لا من مكتب الأمير ولا من إدارة مؤسسة التلفزيون.
لكن حجم المعارضة على مواقع التواصل لخطوة الأمير كان ظاهرا لجميع الأطراف، والنقطة المركزية في التباين كانت تذكير الأمير بحادثة طازجة للتو، قوامها انتحار أربعيني أردني أمام الكاميرات بعد أن أحرق نفسه، وسقط متوفيا من أعلى جسر في عمان الشرقية.
تبين لاحقا أن المنتحر أقدم على فعلته لأن أمانة العاصمة صادرت بسطته عشية موسم المدارس، حيث يطالبه أطفاله بحقائب ومصروف للمدرسة حسب شقيق له، وسرعان ما أطلق المتواصلون على الرجل لقب “البوعزيزي” الأردني، حيث أعلنت اليرلمانية والإعلامية رولا الحروب أن مشهد الشاب وهو ينتحر “صدم” الأردنيين جميعا.