الدبور – ولي عهد أبوظبي قدم الإمارات لدولة الإحتلال على طبق من ذهب. فقد أصبح الشغل الشاغل ل بن زايد وجميع أجهزة دولته هو تحسين صورة الإحتلال بعد عدوانها الأخير على القدس وغزة الذي أسفر عنه العديد من الشهداء والمعتقلين وسرقة الأرض وتهجير أهلها.
و بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير على الأراضي الفلسطينية وعمليات القتل والتدمير في غزة. أمر ولي عهد أبوظبي بزيادة وتيرة التطبيع أكثر وأكثر وتقديم الإمارات وما تملكه لدولة الإحتلال، والمساهمة في تحسين صورة دولة الإحتلال خاصة في الدول العربية.
وتنوعت أنشطة التطبيع بين اجتماعات سياسية وأخرى اقتصادية وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتبادل طلابي في الفترة بين 13 أبريل/ نيسان الماضي والأول من يونيو/ حزيران الجاري.
وفي 13 أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين؛ جراء اعتداءات “وحشية” إسرائيلية في القدس، وامتد التصعيد في مايو/ أيار إلى الضفة الغربية والمدن العربية داخل إسرائيل، وتحول إلى عدوان على غزة انتهى بوقف لإطلاق النار، برعاية مصرية، فجر 21 من الشهر ذاته.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية إجمالا عن 290 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات، خلال رد الفصائل في غزة بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
تسارع التطبيع بين الإمارات وإسرائيل منذ 13 أبريل:
في 16 أبريل، شهدت قبرص الرومية لقاءً رباعيا ضم وزير خارجيتها نيكوس خريستوذوليديس، ونظيريه اليوناني نيكوس ديندياس، والإسرائيلي غابي أشكنازي، بحضور المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، بحسب بيان الخارجية الإسرائيلية.
وآنذاك، قال أشكنازي إن “تل أبيب تعمل مع حلفائها من أجل التنفيذ السريع لاتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)”.
في 19 أبريل، أعلنت شركة “مجموعة 42” الإماراتية، وشركة “رفائيل” للصناعات الدفاعية الإسرائيلية (حكومية) إبرام اتفاق، لإقامة مشروع مشترك، لتسويق “تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلول البيانات الضخمة”، لقطاعات متعددة.
وقالت “مجموعة 42” التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها، في بيان، إن المشروع سيحمل اسم “بريسايت”، وقد وقّع الاتفاق في مدينة هرتسليا وسط إسرائيل بحضور سفير الإمارات في إسرائيل محمد آل خاجة ومسؤولين كبار من الشركتين.
في 21 أبريل، استقبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، مبعوث وزير خارجية إسرائيل الخاص لدول الخليج زفي حيفتس، وبحثا “سبل تعزيز التعاون المشترك”، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
في 26 أبريل، وقّعت شركة “ديليك كيدوحيم” صاحبة الامتياز في حقل تمار البحري الإسرائيلي للغاز الطبيعي، مذكرة تفاهم مع شركة “مبادلة” للبترول الدولية، التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها.
في الثاني من مايو الماضي، أعلنت مجموعة بورصة دبي للذهب والسلع، حصولها على موافقة من سلطة الأوراق المالية في إسرائيل (حكومية)، تتيح لشركات الأخيرة المؤهلة، التداول على منصة “دبي للسلع”.
وقالت المجموعة في بيان، إن الموافقة تسمح بانضمام الشركات الإسرائيلية المؤهلة إلى قاعدة أعضاء البورصة، وتمكنها من الاستفادة من خدمات ومنصات التداول التي توفرها.
وتتيح هذه الخطوة لبورصة دبي فرصة تقديم خدماتها والتي تشمل العقود الآجلة وعقود الخيارات، وعقود المعادن الثمينة، والطاقة، وقطاعات العملات والأسهم، في إسرائيل.
و6 مايو، كشف الصحافي الإماراتي محمود العوضي، عن إطلاق منصة إعلامية عربية – عبرية داخل إسرائيل، يقوم هو برئاسة تحريرها كأول خليجي يرأس وسيلة إعلام إسرائيلية، ويقوم بتمويلها رجال أعمال إسرائيليين.
30 مايو، قال وزير المالية الإسرائيلي إسرائيل كاتز، إن بلاده والإمارات وقّعتا اتفاقية ضريبية مشتركة، ضمن جهود البلدين لتعزيز العلاقات التجارية المشتركة.
وكتب “كاتز” تغريدة عبر حسابه على تويتر: “لقد وقعت اتفاقية ضريبية مع عبيد حميد الطيار، وزير المالية الإماراتي.. هذه اتفاقية تاريخية ستحفز تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
وذكر أن الاتفاقية ستوفر “اليقين والظروف المواتية لنشاط تجاري واسع النطاق.. ستسهم في استمرار الازدهار الاقتصادي لدولة إسرائيل والإمارات والمنطقة بأسرها”.
31 مايو، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن سفينة شحن إماراتية ضخمة وصلت إلى ميناء إيلات جنوبي إسرائيل. وأوضحت الصحيفة، أن السفينة هي الأولى التي تصل الميناء من الخليج العربي منذ أكثر من 15 عاما، وتحمل نحو 4 آلاف طن من الحديد.
31 مايو، زار السفير الإماراتي لدى إسرائيل “آل خاجة”، الزعيم الروحي لحركة “شاس” الدينية، الحاخام شلومو كوهين، في مدينة القدس المحتلة، ونقلت قناة “كان” الإسرائيلية أن الأخير قدم للسفير هدية و”حياه بمباركة الكهنة”.
31 مايو، اتفقت إسرائيل والإمارات على إطلاق برامج لتبادل البعثات الطلابية في مجال التعليم، وذكر حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن ذلك جاء في أول اجتماع بين وزير التعليم الإسرائيلي يؤاف غالانت، بسفير الإمارات.
وفي الأول من يونيو الجاري، أعلنت إدارة التجارة الخارجية التابعة لوزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية، أنها ستفتتح خلال صيف العام الجاري مكتبا اقتصاديا جديدا في أبو ظبي.
وقالت الوزارة في بيان إن “المكتب الذي سيفتتح هذا الصيف، سيكون مسؤولاً عن العلاقات بين إسرائيل والإمارات”.
وكانت الإمارات وقّعت اتفاق التطبيع مع إسرائيل في العاصمة الأمريكية واشنطن، في 15 سبتمبر/ أيلول 2020، ومنذ ذلك الحين، تم توقيع عشرات الاتفاقيات بين شركات ومؤسسات حكومية وخاصة إسرائيلية وإماراتية.
وأثار التطبيع الإماراتي الإسرائيلي غضبا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة، فضلا عن اعتداءاتها المتواصلة على الشعب الفلسطيني.