الدبور – إدارة بايدن وجهت رسالة للسعودية أن التلاعب بإستقرار الأردن هو خط أحمر خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. وجاء إتصال الرئيس الأمريكي بايدن بالعاهل الأردني بعد تسلمه البيت الأبيض حتى قبل إتصاله بنتنياهو والسعودية رسالة واضحة أن أمن الأردن خط أحمر.
وجاء في هذا السياق ما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في افتتاحية علقت فيها على أحداث الأردن الأخيرة. وقالت إن “التنافس بين الأشقاء لا ينذر بخير للأردن” وأن “التدخل في شؤون الأردن الداخلية هو خط أحمر”.
وقالت الصحيفة إن “انفجار مكائد القصر في الأردن الأسبوع الماضي. والذي وضع فيه الملك عبد الله، الأمير حمزة،أخاه غير الشقيق، رهن الإقامة الجبرية. أمر ينذر بالسوء وكذا التدخل في شؤون البلد بما في ذلك إشارات عن تدخل سعودي”.
وأشارت إلى أن ما تطلق عليه عمّان مؤامرة تهدد “أمن واستقرار” البلاد، وما سماه الملك بالفتنة، تم احتواؤه في الوقت الحالي. و”لو كان السعوديون متورطين بالفعل في هذه القضية -والحكومة الأردنية مقتنعة بذلك– فهناك تصميم على ما يبدو من الجانبين لحل المشكلة”. وأكدت الصحيفة في الوقت نفسه أن مستقبل الأردن، الحليف العربي الأقدم والأكثر ثباتا للغرب “في خطر”.
إقرأ أيضا: نيويورك تايمز: الأمير حمزة تعاون مع باسم عوض الله رجل السعودية لإثارة اضطرابات
وعلقت أن الأردن في الغالب ما يوصف كواحة للاستقرار في منطقة تعاني من اضطرابات مزمنة. فهو واقع بين المشرق والخليج، فإلى شماله سوريا، وجنوبه السعودية. وقريبا منه المناطق الفلسطينية وإسرائيل والعراق. و”كما أثبت الملك الراحل حسين. فحكام الأردن لا يحتاجون فقط إلى حسن الطالع والدهاء في الحكم، بل والتعامل مع الرياح الإقليمية التي تهب من فترة لأخرى على أراضيه”.
وأشارت الصحيفة إلى خلفية الصراع الحالي الحاصل حول الحكم قائلة: “كان الملك عبد الله اختيارا مفاجئا لخلافة الحسين في عام 1999. حيث تم اختياره أساسا لأنه كان قائد قوات النخبة الخاصة. وهي تمثل التقاطع بين الجيش وأجهزة المخابرات التي تدعم النظام الملكي الهاشمي. وسمى الملك حسين الأمير الشاب حمزة، الابن الأكبر من زوجته الرابعة الملكة نور، ولياً للعهد. لكنه أعفي من منصبه كولي العهد في عام 2004. وعيّن بدلا منه الأمير حسين الابن الأول لعبد الله. وهكذا بدأت قصة الطموح المحبط والتنافس بين الأشقاء”. ولكن التلاعب بإستقرار الأردن مرفوض دوليا.
وقالت “فايننشال تايمز” إن الأمير حمزة. الذي يبدو مثل والده وهو الحديث وارتداء الملابس، يحظى بشعبية. ورغم عدم تمتعه بسلطة سياسية. فقد أقام علاقات قوية مع القبائل الشرق أردنية التي تعتبر حجر الدعم للنظام وليس الأغلبية الفلسطينية. وفي العادة ما تنظم هذه القبائل انتفاضات وهبات مستمرة. وفي النهاية، فإن الجيش الذي يواجه ضغوطا مالية، ما هو إلا رجال قبائل بالزي العسكري.
وقالت إن الملك عبد الله “تعوزه الشعبوية الملكية أو السحر الأبوي كوالده”. والأهم من ذلك هو أن الأردن “لم يعد قادرا على تحمل العقد الاجتماعي والذي ضمن فيه الأردنيون من الضفة الشرقية وظائف حكومية في الجيش والخدمة المدنية. بينما أدار الفلسطينيون القطاع الخاص الضعيف”.
التلاعب بإستقرار الأردن
وفي الفيديو الأخير الذي نشر الأسبوع الماضي، انتقد الأمير حمزة “الفساد وعدم القدرة خلال السنوات الـ15 إلى 20 سنة الماضية” على الإصلاح. وتعلق الصحيفة أن “صدى هذه الاتهامات يتردد في الجنوب الموالي، تحديدا”.
وواجه الأردن ودوره المحوري في المنطقة تحديا أكبر بسبب الرئيس السابق دونالد ترامب وحليفيه المقربين: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت الصحيفة أن ما قدمه ترامب من “قائمة الأماني” لليمين الإسرائيلي بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. والموافقة على ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. أدى إلى زعزعة استقرار الأردن من خلال إثارة شبح موجة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين.
وقالت إنه ومع تقوية العلاقات الإسرائيلية مع الخليج. يشعر الأردنيون أن آل سعود يريدون تولي الوصاية على المواقع الإسلامية في القدس، كثمن للتطبيع مع إسرائيل.
وتذكر الصحيفة أن الملك عبد الله كان أول زعيم عربي اتصل به الرئيس الأمريكي جو بايدن. الذي أرجأ التحدث مع نتنياهو لفترة، ويرفض التعامل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
التلاعب بإستقرار الأردن
وتختم الصحيفة بالقول إن إدارة بايدن وحلفاءها مطالبون بالتأكيد على أن “ التلاعب بإستقرار الأردن هو خط أحمر”. ولكن الملك أمامه منبر للمظالم وضعه الأمير حمزة ويعكس شكاوى القبائل شرق أردنية، بل ومرض الأردن. وسيكون الملك حكيما لو تعامل معه.