الدبور – الرئيس الأمريكي سيوجه ضربة قاصمة على رأس بن سلمان ولي عهد السعودية الأسبوع المقبل. الذي يتجاهله بايدن تماما في كل تعاملاته مع السعودية. كما اعلن البيت الأبيض قبل أيام أن الرئيس الأمريكي لن يتعامل مع ولي عهد السعودية أبدا. وسيكون التعامل والتواصل مع الملك سلمان مباشرة.
ولعل بن سلمان يعض يديه ندما على تأخره بالوصول إلى سدة الحكم في السعودية والإطاحة بوالده بأي طريقة كانت قبل وصول بايدن للبيت الأبيض. كما كان مخططا أو على الأقل كما خرجت الكثير من التقارير الغربية التي أفادت أن بن سلمان يفكر كيف يصل للحكم قبل وفاة والده الملك سلمان. وهو الأمر الذي لم يحدث بتاريخ آل سعود منذ سيطرتهم على الجزيرة العربية.
فقد نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلتها في واشنطن ستيفاني كيرتشغاسر. قالت فيه إن إدارة الرئيس بايدن ترغب بتهميش ولي العهد السعودي بن سلمان. مشيرة لتوقعات الإدارة الحالية من المملكة العربية السعودية “تغيير نهجها” في تحول عن سياسة دونالد ترامب.
وقالت إنها ستحجم من التواصل مع محمد بن سلمان في تغير عن إدارة ترامب التي منحت ولي العهد الشاب الإهتمام وكالت له المدائح.
إقرأ أيضا: ولي عهد أبوظبي يستجدي نتنياهو أن يسمح لوفد إسرائيلي المشاركة في معرض أمني في دبي
ويأتي الموقف الأمريكي في وقت يحضر فيه المسؤولون الأمنيون للإفراج عن تقييم وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه) حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018. ودور ولي العهد السعودي. وهي الضربة التي بلا شك ستكون قاصمة على رأس بن سلمان الذي يتطلع لتسلم الحكم. ويتوقع نشر التقييم الذي يكشف عن دور بن سلمان في جريمة مقتل صحافي “واشنطن بوست” بداية الأسبوع المقبل.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي هذا الأسبوع. إن بايدن سيحدد الإتصالات مع الملك سلمان لا ولي العهد وذلك في إطار إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. ومع أن توصيف الإدارة يبدو من الناحية الفنية صحيحا إلا أن ولي العهد البالغ من العمر 35 عاما يتولى مسؤولية إدارة البلاد. ويقيم علاقات مباشرة مع قادة الدول الأجنبية.
والسؤال في واشنطن إن كانت التعليقات الأخيرة تعتبر مجرد توبيخ رمزي أو أنها تعبر عن تطور أكثر أهمية. وتقترح أن الولايات المتحدة تحاول الضغط على الملك سلمان لتغيير ولي عهده واستبداله بآخر؟
وفي رد على سؤال حول محاولة إدارة بايدن تغيير خط الخلافة. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن السعودية هي شريك مهم في “عدد من الأولويات” ويجب أن تعكس تلك الشراكة “احتراما للقيم والمصالح التي تجلبها الولايات المتحدة لتلك الشراكة”.
وأضاف “يتوقع الشعب الأمريكي أن تعطي السياسة الأمريكية تجاه شراكتها الإستراتيجية مع السعودية أولوية لحكم القانون واحترام حقوق الإنسان. وبناء عليه فستتعاون الولايات المتحدة مع السعودية في المجالات التي تتلاقى فيها أولوياتنا ولن تتردد بالدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية في أي وقت”.
وتابع المتحدث “قال الرئيس بايدن أيضا إنه يريد الإستماع أولا حول كيفية تغيير السعودية نهجها للتعامل مع الإدارة الجديدة. ونتطلع لتلك النقاشات كي تشكل علاقاتنا في المستقبل”.
رسالة أم ضربة على رأس بن سلمان؟
وفي تعليق على التصريحات الواردة من البيت الأبيض قال المحلل السابق في المخابرات الأمريكية والزميل في معهد بروكينغز بروس ريدل إن بايدن يرسل رسالة واضحة إلى العائلة السعودية الحاكمة أنه طالما بقي محمد بن سلمان، وليا للعهد فستتم معاملة السعودية كدولة “منبوذة”.
وقال “لا أعرف ما تفكر به الإدارة ولكن النتيجة الأفضل (للسعودية) هي إزاحته ويمكن التقاعد في قصره بباريس”.
ويرى محللون آخرون أن الإدارة كانت تحاول تخفيض أو تخفيف علاقاتها مع السعودية. وبدا هذا واضحا من أول خطاب للرئيس بايدن عن السياسة الخارجية عندما أعلن عن وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب في اليمن. وعلق بيع الأسلحة الهجومية التي تستخدم في النزاع.
وفي نفس الوقت قال انتوني بلينكن إن الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة بتقوية دفاعات السعودية”. وقالت ميشيل دان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي إن إدارة بايدن تحاول إرسال عدة رسائل وفي وقت واحد: أنها تريد تواطؤ الولايات المتحدة في اليمن وتريد البحث عن اتفاق مع إيران وتعتقد أن هناك حاجة مشروعة للسعودية كي تدافع عن حدودها. و”هناك إشارة جديدة الآن وهي الإدارة لم تعد داعمة ل بن سلمان.
وأضافت أن مظاهر قلق إدارة بايدن ذهبت أبعد من مما ورد في تقييم المخابرات الأمريكية. وهو أن بن سلمان متورط شخصيا في مقتل خاشقجي. وتابعت “كل العالم سيواجه مشكلة لو تولى بن سلمان العرش لأننا شاهدنا تهوره وقسوته”.
ويبدو أن مدخل إدارة بايدن للسعودية أثار قلقا لدى الدائرة المقربة من ولي العهد. ففي تعليق كتبه علي الشهابي في مجلة “بوليتكو” قال فيه إن الملك سلمان لا يزال يعمل ولكنه عجوز. وهو “بمثابة رئيس مجلس إدارة ولا علاقة له بالعمل اليومي. وفي النهاية يحتاجون للحديث مباشرة مع محمد بن سلمان”.
وقال سيث بندر. الذي يعمل في برنامج الديمقراطية للشرق الأوسط إنه لا يعتقد أن إدارة بايدن لم تستهدف بن سلمان بعينه. فلم يتحدث الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا يوم الأربعاء.