الدبور – كورونا لبنان وصل إلى مرحلة ينافس فيها كورونا إيطاليا من ناحية عدد الإصابات والوفيات التي يشهدها لبنان البلد الصغير بالمساحة وتعداد السكان. ولكن نسبة الإصابات بإرتفاع مخيف حيث لم يعد هناك أي سرير فارغ في جميع مستشفيات لبنان.
حيث يسجّل لبنان مؤخّراً، وخصوصاً بعد ليلة رأس السنة، أعداداّ قياسية لمصابي «كورونا». حيث تعدّت عتبة 5000 مصاب يومياً. فيما تم تسجيل 6154 اصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة إضافة الى 44 حالة وفاة. في مشهد أقرب إلى النموذج الإيطالي.
زيادة الأعداد بهذا الشكل الملحوظ أدّت إلى انهيار القطاع الطبّي الذي لطالما حذّر من تداعيات عدم الإغلاق التام فترة الأعياد. أي الفترة الممتدّة من آخر ديسمبر ولغاية الأول من يناير.
كورونا لبنان: لا أسرّة في المستشفيات
وبحسب تقارير خرجت من لبنان، فقد بلغت المستشفيات سعتها القصوى. وبالأخص المستشفيات الحكومية التي كانت أساساً تعاني من مشاكل عديدة قبل جائحة كورونا. فلا أسرّة شاغرة في العناية الفائقة، ما أدّى إلى امتلاء أقسام الطوارئ حتى أصبح الوضع لا يحتمل استقبال مرضى غير الكورونا. أي أولئك الذين قد يتعرّضون إلى أزمة قلبية أو حادث سير أو أي شيء طارئ.
إقرأ أيضا: أول ضربة أمريكية تتلقاها السعودية بوصول عدوها الأبدي لهذا المنصب!
وأشار المدير الطبّي في المركز الطبّي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق، الدكتور جورج غانم إلى أن الوضع ليس فقط في مستشفى رزق بل معظم المستشفيات، كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
وأوضح غانم أن المرضى يتلقّون العلاج على باب المستشفى إلى حين إيجاد سرير فارغ. ولأن الصليب الأحمر يبذل جهداً أيضاً لإيجاد مستشفى يستقبل المرضى، أصبحوا يضعون المريض على الأرصفة وعلى باب المستشفى كي لا يموت معهم في السيارة. لأن إمكانات سيارة الإسعاف محدودة مقارنة بحالة المريض.
وأضاف الدكتور: «ما زال لدينا لائحة انتظار فوق 40 شخصاً. وعندما نجد سريراً نتّصل مع المريض الأصغر لا الأكبر، نعم وصلنا إلى هذا الحدّ».
وأكّد أنه في الأيّام المقبلة سيضعون خياماً خارج المستشفى وسيحاولون إيصال الأوكسجين بجدران المستشفى كي يتمكّنوا من إيصال الأوكسجين للمرضى. مشيراً إلى أن معظم المرضى الماكثين في الطوارئ تتراوح أعمارهم بين الأربعين والتسعين سنة.
الحال لا يختلف في مستشفى رفيق الحريري الحكومي وما يعرف أيضاً بمستشفى بيروت الحكومي. هناك حيث الناس تنتظر بالطوابير كي تخضع لفحص الـ”pcr”. أمّا قسم الطوارئ فقد بلغ حدّه الأقصى، حيث قالت الممرّضة في قسم الطوارئ تيريز غبار، إنّ المريض الذي يصل إلى الطوارئ ولدية نقص حاد في الأوكسجين إمّا يرسلونه إلى مستشفيات أخرى أو يضعونه على لائحة الانتظار إلى حين تأمين سرير.
وأضافت «تحويل المستشفيات الحكومية إلى مستشفيات كورونا فقط سيف ذو حدّين، لأنّ هناك مرضى سرطان ومرضى غسيل كُلى على سبيل المثال وهذه مستشفيات الفقير، فأين يذهبون؟».
وقد أصيب وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن ونجله بفيروس كورونا. وسرعان ما انتقل إلى مستشفى السان جورج الخاصّ.
كورونا لبنان مَن يلام.. الشعب أم الدولة؟
بعد ارتفاع الأعداد بشكل كارثي بعد رأس السنة حيث بقيت المطاعم والفنادق وأماكن السهر مفتوحة ومتاحة للجميع. ظهر جدلاً حول إذا ما كانت الدولة السبب الأساسي بهذه الكارثة أم الشعب.
يعتقد الدكتور جورج غانم أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة والمسؤولين ولا سيّما الوزارة التي تلاشت عن مسؤولياتها في الفترة الأخيرة. حيث أشار إلى أن الوزير كما اللّجان كانوا يعطون الشعب «أملاً بلا ثقة» لأنّه لم يكن هناك وجود لأي خطّة فعّالة وناجحة.
وتابع المدير الطبّي في مستشفى رزق أنّ هذ الكارثة تحتاج إلى لجان مصغّرة تستطيع إدارة الأزمة بحرفية. أمّا في لبنان فتوجد العديد من اللّجان غير المتناسقة وغير المتجاذبة وذلك لأسباب سياسية.
لذا، الخطط كانت دائماً غير فعّالة وغير مجدية ولم تحضّر لما بعد الإقفال بالشكل المناسب. وأكّد أن هذا الإقفال التام يجب أن يمتدّ لثلاثة أسابيع وليس لعشرة أيام فقط.
كما أنه قال إن الشعب لا يلام، «فهذا شعب يائس لا يهمّه أي شيء مع العلم أن ذلك لا يبرّر نهائياً سهرات رأس السنة التي كانت مكتظّة بشكل غير مقبول».
وباتت إيطاليا وما حدث فيها ربيع العام الماضي، حين شهدت مناطق عديدة ارتفاعا غير مسبوق في الإصابات والوفيات بكورونا، نموذج مرعب في القارة العجوز والعالم.
ويبدو أن لبنان ستكون هي النموذج بعد إيطاليا مع تزايد عدد الإصابات والوفيات بشكل أكبر من إيطاليا إذا قارنا عدد السكان.