الدبور – الجالية المسلمة في أمريكا لديها هذا العام فرصة تاريخية للتأثير على نتائج الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. بالرغم من قلة أعدادها مقارنة بعدد السكان وعدد الناخبين في الولايات المتحدة.
ووفقا لاستطلاعات رأي ومحللي انتخابات، تمتلك الجالية المسلمة خلال الانتخابات الرئاسية الحالية، فرصة تاريخية للتأثير على نتائجها، لاسيما في ولايات ميشيغان وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا ونورث كارولينا، الولايات الحاسمة التي ستحدد مصير الانتخابات.
وحسب دراسة أجراها مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث، عام 2017، يوجد حوالي 3.45 ملايين مسلم في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 1.1 في المائة من السكان في البلاد. ووفقا للدراسة، من المتوقع بحلول عام 2040، أن يتجاوز عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة عدد السكان اليهود، ويصبحون ثاني أكبر مجموعة دينية في البلاد بعد المسيحيين.
وأشارت إلى أن نسبة السكان المسلمين في الولايات المتحدة ليست كبيرة بشكل عام في الوقت الحالي، لكن تركزهم في المدن الكبرى والولايات الحرجة يجعلهم أقلية يمكن أن تؤثر على نتيجة الانتخابات بشكل مباشر.
فعلى سبيل المثال، هناك ما يقرب من 270 ألف مسلم في ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة، رغم أن هذا العدد يمثل 2.75 في المئة من سكان الولاية، إلا أنه يمتلك القدرة على تغيير التوازنات في صندوق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية والعامة. وفي الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي لعام 2016، منحت أصوات المسلمين في ميشيغان الفوز للمرشح بيرني ساندرز، على منافسته هيلاري كلينتون.
وفي الانتخابات الرئاسية في العام نفسه، فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بولاية ميشيغان ضد منافسته كلينتون، بأكثر من 10 آلاف صوت بقليل، أي بهامش ضئيل نسبته 0.23 بالمئة.
وأصبح الناخبون المسلمون أكثر وعيا بالسياسات التي انتهجها ترامب ضدهم، خاصة بعد وصوله إلى البيت الأبيض، وأدركوا أنهم بوصفهم “أقلية”، يمتلكون القدرة على تغيير التوازنات من خلال صناديق الاقتراع.
وبدأ المسلمون، الذين طالما اعتقدوا أن أصواتهم الانتخابية لن تغير أي شيء بناء على نسبتهم الصغيرة في المجتمع، بالمشاركة أكثر في المجال السياسي من خلال المشاركة في عمليات التصويت والانتخابات العامة والمحلية.
وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001. أثر ربط المسلمين بـ”الإرهاب” والحروب ضد الدول ذات الغالبية المسلمة، وخاصة أفغانستان والعراق. على موقف المسلمين في الولايات المتحدة من الحياة السياسية والمشاركة في التصويت والانتخابات.
إقرأ أيضا: هل فعلا نجحت سلطنة عمان بإنهاء الأزمة بين حلف الشر و قطر؟ أم أضغاث أحلام؟
وقبل 11 سبتمبر/ أيلول. وقف 80 بالمئة من المسلمين على مقربة من الحزب الجمهوري لأسباب دينية وأخلاقية. وبعد 11 سبتمبر، تحولوا إلى الحزب الديمقراطي بعد تزايد نسبة العنصرية ومناهضة المسلمين في المجتمع الأمريكي.
وبينما صوت 70 بالمئة من المسلمين لصالح جورج دبليو بوش، الذي دخل الانتخابات الرئاسية عام 2000 ضد المرشح الديمقراطي آل غور، انخفضت نسبة الذين صوتوا لبوش في الانتخابات بعد 4 سنوات لأقل من 4 بالمئة من نسبة المسلمين.
وازداد توجه الناخبين المسلمين نحو الحزب الديمقراطي، مع باراك أوباما في انتخابات 2008، وقدم المسلمون تأييدا بنسبة 82 بالمئة لهيلاري كلينتون ضد ترامب في انتخابات 2016.
وفي انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 التي أجريت في عهد ترامب، ظل دعم المسلمين للحزب الجمهوري عند نسبة الـ 10 بالمئة.
ومنحت مشاركة امرأتين مسلمتين من ولاية مينيسوتا. وهما إلهان عمر من أصل صومالي ورشيدة طليب من أصل فلسطيني. من الحزب الديمقراطي لأول مرة في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، المسلمين الثقة بالنفس وأهمية المشاركة في العملية السياسية.
ومنذ ذلك التاريخ. بدأ سياسيون ومرشحون عن الحزب الديمقراطي بالظهور في أنشطة ومساجد الجالية المسلمة من أجل الوصول إلى هذه الكتلة من الناخبين الذين طالما تركوا على الهامش في المعادلة الانتخابية.
وأظهر استطلاع أجراه هذا الصيف. مركز “سياسة الهجرة الأمريكية” في جامعة كاليفورنيا. القوة التي تمتلكها الأصوات الانتخابية للجالية المسلمة في ولايتي أريزونا وجورجيا. وهما ولايتان حاسمتان في الانتخابات الرئاسية.
ولفت الاستطلاع إلى أن “أهمية الناخبين المسلمين بدأت بالتزايد بالنسبة لنتائج الانتخابات الرئاسية والسياسة الأمريكية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020”.
وحسب نتائج الاستطلاع. يعيش ما يقرب من 60 ألف مسلم في كل من ولايتي أريزونا وجورجيا. وهذه النسبة لها قوة يمكنها بسهولة تغيير التوازنات في الانتخابات. خاصة بين الرئيس الجمهوري ترامب وخصمه الديمقراطي جو بايدن.
وأشار إلى أن فلوريدا، التي تعتبر من الولايات المتأرجحة. يسكنها نحو 150 ألف ناخب مسلم. وقال: بالنظر إلى أن فارق الأصوات بين المرشح الديمقراطي آل غور، والمرشح الجمهوري جورج بوش كان 537 فقط في الانتخابات الرئاسية عام 2000. فإن أهمية الناخب المسلم في تغيير توازنات الانتخابات الرئاسية باتت واضحة تماما.
قوة الجالية المسلمة في أمريكا
ويعيش حوالي 128 ألف ناخب مسلم مسجل في ولاية بنسلفانيا، وهي واحدة من أكثر الولايات أهمية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي انتخابات 2016. فاز ترامب بـ44 ألف صوت انتخابي فقط في هذه الولاية ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وفاز بجميع المندوبين العشرين في الولاية. وحسب مصادر محلية، هناك ما يقرب من 30 ألف ناخب مسلم في ولاية كارولينا الشمالية مع 15 مندوبا.
وترغب الجالية المسلمة في أمريكا في رؤية رئيس في البيت الأبيض، يعترف بالحقوق الإنسانية والمدنية للمسلمين في قضايا مثل العنصرية والتمييز والهجرة والحرية الدينية.
الناخبون المسلمون، الذين يرون أنفسهم أقلية مستهدفة، من العنصرية إلى جرائم الكراهية. يتدافعون إلى صناديق الاقتراع لإظهار أنهم جزء من المجتمع الأمريكي من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
ووفقا لبحث أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم الأمريكي (ISPU). خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية هذا الصيف، تم تسجيل مشاركة 78 بالمئة من الناخبين المسلمين في عملية التصويت. بعد أن كان 60 بالمئة فقط في انتخابات عام 2016.
إقرأ أيضا: صحفي حاول مهاجمة الإعلامية علا الفارس فتلقى صفعة الفوارس أفقدته الذاكرة!
من ناحية أخرى، تحاول الجالية المسلمة في الولايات المتحدة في الواقع، تحديد هويتها واتجاهها ضمن المنظومة السياسية للحزبين الرئيسيين في البلاد.
وبينما شعر المسلمون ولسنوات عديدة. أنهم أقرب للحزب الجمهوري من حيث القيم الدينية والعائلية والثقافية في قضايا مثل الإجهاض والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية. يتبنون آراء الحزب الديمقراطي في قضايا اجتماعية مثل العنصرية والهجرة والتسليح.
ويعتقد المسلمون أن نهج الجمهوريين في المجال الاقتصادي. وترامب على وجه الخصوص، سيكون أفضل. لكنهم في الوقت ذاته يشعرون بأنهم مستبعدين من قبل الجمهوريين في المجال الاجتماعي.
ووفقا للاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR). وهو أحد أكبر المنظمات غير الحكومية الإسلامية في الولايات المتحدة. تعتزم 71 بالمئة من الجالية المسلمة التصويت لمرشح الرئاسة الديمقراطي بايدن.
وأضاف الاستطلاع، أن حوالي 18 بالمئة فقط من الجالية المسلمة في أمريكا. أعربوا عن رغبتهم في التصويت لترامب في استطلاع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.
وأجري الاستطلاع على الناخبين المسلمين، بعد المناظرة الانتخابية الأولى بين ترامب ومنافسه بايدن، في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأشار إلى أن 89 بالمئة من الناخبين المسلمين المسجلين، يعتزمون المشاركة في عملية التصويت، بينما ما يزال 11 بالمئة مترددين بشأن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
ولفت الاستطلاع إلى أن الناخبين من الجالية المسلمة في أمريكا ورغم تأييدهم لبايدن. إلا أنهم أعربوا عن قلقهم بشأن النهج الذي سيتبعه بايدن في الشرق الأوسط إذا تولى رئاسة الولايات المتحدة.
تعليق واحد
لا فرق بينهم اذا اردنا ان نتكلم بمصالح العرب و المسلمين
كلاهما مع اسرائيل و الصهيونية العالمية