الدبور – سفاح الزرقاء وجريمة الزرقاء مازالت حديث الشارع الأردني الذي أصيب بالصدمة لهول وطبيعة الجريمة التي وقعت منذ أيام، بحق طفل مراهق لم يتجاوز ال ١٧ عاما من عمره، لذي تم الإنتقام منه بطريقة أشبه ما تكون في أفلام الرعب، وحشية ولا إنسانية ولا ضمير ولا دين.
فما قصة سفاح الزرقاء، ولماذا يلقب بلقب الزنخ في الأردن، ولماذا تم الإفراج عنه رغم كل شيئ؟ وبالرغم من طلب عائلته سجنه إتقاء شره الذي لا ينتهي؟
المجرم كنيته التي يعرف بها وسط الأسواق في أحياء الزرقاء الشعبية وفي مجتمع البلطجية وأصحاب السوابق هي ” الزنخ ” . وتردد هذا الاسم على شكل عاصفة بين الأردنيين طوال الأيام الأربعة الماضية .
والزنخ هو المجرم المشرف الذي يشتهر بهذا اللقب على ما تم الاتفاق على تسميته في الاردن بـ“أم الجرائم” حيث قام باختطاف طفل في الـ 16 من عمره ثم قطع يديه وفقء عينيه وألقى به على الطريق العام ردا على جريمة مفترضة ارتكبت قبل شهرين ومن باب الثأر والانتقام . و تفاصيل ما حصل في جريمة الزرقاء التي تحولت إلى خبر عالمي تنتمي إلى ما لا يمكن تخيله إلا في أفلام السينما .
الطفل الضحية من رواد المساجد وحافظ للقران الكريم وفي أول حديث صوتي له من داخل المستشفى الذي يعالج فيه بدت جرعة التدين على خطابه وكلماته .
ووالد الطفل هو “إمام مسجد ” يتولى بنفس الوقت في الجوار حراسة سلسلة من البسطات التجارية بجانب المسجد الذي يشرف عليه . تلك مهنة معروفة في عالم تجارة الرصيف وسط الأحياء الشعبية الأردنية. حيث تترك البضائع في الشارع بلا أبواب ولا أقفال ويرتزق من يحرسها قليل من المال من أصحابها .
والد الطفل وحسب رواية عائلة الضحية وهو الآن في السجن أصلا. وقبل شهرين أنهى صلاة الفجر وخرج من المسجد فشاهد أحد البلطجية يحطم البضائع والبسطات .
اشتبك الإمام الحارس مع الشخص الذي يقوم بالتحطيم. فأشهر الثاني مسدسا واضطر والد الطفل الضحية الاشتباك معه دفاعا عن نفسه واستخدم سكينا. وخلال الاشتباك طعن الإمام وطعن الطرف الآخر أيضا وأصيب في شريان الفخذ فمات .. تلك قصة تحصل يوميا في الأردن حيث مشاجرة يعالجها القانون والمجتمع بدون نية جرمية مسبقة وتنتهي بموت أحد ما أحيانا.
إقرأ أيضا: علا الفارس تعلق على الجريمة البشعة التي هزت الأردن.. جريمة الزرقاء
طبعا سجن الإمام وهو والد الطفل الذي قطعت يديه. وبدأت الترتيبات الاجتماعية والعشائرية والقانونية والقضائية على أساس مشاجرة وليس جريمة قتل وتدخل وسطاء المجتمع كما يحصل في العادة .
حصل ذلك منذ شهرين والقتيل في المشاجرة الأولى كان شقيق والدة المجرم الرئيسي الملقب بالزنخ .
طلب أقارب الزنخ من الحاكم الإداري وبعد موت ابنهم محطم البسطات إيقاف ابن شقيقتهم الزنخ احترازيا. تجنبا لحصول ثأر قبل شهرين أو مشكلات وبحكم سجل الزنخ الجنائي في المنطقة .
حصل التوقيف قبل أن يقرر أحد أخوال الزنخ تكفيل ابن شقيقته عند الحاكم الإداري وليس أحد أعضاء البرلمان السابقين كما قالت التسريبات والإشاعات، فالنائب المقصود لا علاقة له من قريب او بعيد بكل القضية ورفض من البداية التدخل فيها .
حصلت أحداث البسطة تلك قبل شهرين . وفجأة قرر سفاح الزرقاء “الزنخ” الثأر لمقتل “خاله” بينما كان الإمام الذي تسبب بالقتل في السجن أصلا .
جمع الزنخ عصابة صغيرة من أرباب السوابق ويبدو أن الجميع تعاطى نوعا ما من المخدرات وتوجه نحو حي الهاشمية في الزرقاء بحثا عن شقيق الإمام السجين ولم يجده، فقرر بما أنه حضر للموقع اختطاف الفتى الصغير إبن الإمام السجين ثم قطع يديه وفقأ عينيه .
ولاحقا للاستعراض بالجريمة بعد تصويرها بالفيديو وإرسال اليدين المقطوعتين إلى والدة الطفل المكلومة قبل أن يضج الجميع بالجريمة البشعة .
مباشرة بعد ارتكاب الجريمة قرر السفاح الأردني المدعو الزنخ البقاء في المنزل الذي ارتكب فيه الجريمة ثم أشعل الأرجيلة والتقط له صورة على “فيسبوك” قادت الأجهزة الأمنية لاحقا لمهاجمة وكره .