الدبور – هل ستقرر سلطنة عمان تحويل جزيرة مصيرة إلى منطقة حرة تماما؟ تفتح أبوابها للسياحة و الإستثمار لكل الجنسيات، ويسمح فيها ما لا بسمح في مناطق السلطنة الأخرى؟
هذا المقترح تم تقديمه في العام الماضي في نفس هذا الشهر من دكتور قانون عماني. عبر تغريدة وجهها لوزارة التراث و السياحة في سلطنة عمان. وأثار المقترح الكثير من التفاعل من قبل النشطاء بين معارض ومرحب للفكرة التي بالتأكيد ستقيد الإقتصاد في السلطنة. وستفتح مجالات بعيدا عن النفط.
خصوصا أن السلطنة بشكل عام لديها مناطق خلابة لم يخلق مثلها في العالم كله. و الكثير منها لا يستغل بالشكل المطلوب. نظرا لطبيعة المجتمع العماني المحافظ. الذي لا يريد أن يفتح بلاده للجميع خوفا من الإلتزام بامور لا تناسب دين وعادات المجتمع العماني.
الدكتور بالقانون و الناشط العماني خليفة الهنائي. أعاد نشر تغريدة كان قد نشرها العام الماضي في نفس التوقيت تقريبا. واقترح فيها تحويل جزيرة مصيرة بالكامل إلى منطقة حرة، تكون مفتوحة للإستثمار الخارجي و السياحة بكافة أنواعها بدون قيود.
إقرأ أيضا: حمالة الحطب ماريا معلوف بن زايد تتطاول على سلطنة عمان و النشطاء جعلوها مسخرة
وقال الناشط خليفة الهنائي بتغريدته التي لسعها الدبور. ما نصه: “1- إعلان جزيرة مصيرة منطقة حرة، ويُنشأ بها مطار دولي، وتُفتح للاستثمار السياحي. ويتاح دخولها لكل الجنسيات دون تأشيرة. 2- تتحول إلى أحد المصايف المهمة في السلطنة والخليج العربي. 3- تقام فيها فعاليات بحرية عالمية على مدار العام. 4- يتزامن ذلك مع إنشاء: #جسر_مصيرة_مطلب_انساني”
ولاقت التغريدة القديمة و الجديدة الكثير من الردود بين المؤيد و الرافض و المتحفظ و المتشجع للفكرة ويتمنى أن تصل لوزارة التراث و السياحة. وان يتم تنفيذها، ومنهم من تأمل مع التغيير الوزاري الجديد أن تطبق قريبا بشكل ما.
حيث قال ناشط ما نصه. “بعد التغيير الوزاري الأخير، نحن فعلا في حاجة ماسة للاستماع لخطط وزارة الراث والسياحة، وعلى رأسها معالي الوزير.”
وقال آخر ما نصه: “قصدك بالنسبة للاستثمار السياحي. جزيرة مصيرة اولا واخيرا هي ملك لاهلها القاطنين فيها فهناك اجيال اخرى.. بالنسبة للاستثمار السياحي الاقتراح بانشاء شركة سياحية مساهمة يشترك فيها المواطنين مع جهاز الاستثمار. فعائداتها تكون للمواطنين والميزانية العامة للدولة وتشغيل اكبر عدد من الشباب”
أهمية جزيرة مصيرة
و تعتبر جزيرة المصيرة إحدى أهم الجزر الموجودة في سلطنة عُمان. وتحديداً في الجزء الجنوبي الشرقي منها بالقرب من مدينة صور. بحيث تبعد عنها ما يقارب العشرة أميال. وتمتدّ أيضاً على طول 3165 كيلو متراً على الساحل العُماني.
وبشكل إداري فهي تتبع للمحافظة الجنوبية الشرقية من سلطنة عُمان. ويحيط بها مجموعة من الجزر الأخرى وأهمّها جزيرة مرصيص إضافةً إلى جزيرتي شعنزي وكلبان. وتضمّ المصيرة مجموعة من القرى والتي يصل عددها إلى اثنتي عشرة قرية.
إضافةً إلى مجموعة من الأماكن الأثرية التي أعطتها مكانة تاريخية عظيمة. عدا عن الحروب التاريخية التي شهدتها المنطقة وجعلت منها جسراً يصل بين الكثير من البلدان والمناطق التي تطلّ على كلٍ من بحر العرب إضافةً إلى المحيط الهندي.
أمّا بالنسبة لأهميتها فاخذتها بدايةً من موقعها الإستراتيجي. الذي جعل منها مركزاً تجارياً للكثير من البلدان الشرقية ودولة البرتغال.
إضافةً إلى ذلك، وجود عدد كبير من الأماكن فيها. وإحداها قبر لملك إغريقي يُدعى بأدفياس. إضافةً إلى وجود آثار لمباني مدمرة نتيجةً للريح والأعصاير التي دمّرت هذه المعالم وطمستها. وأهمها كان إعصار عام 1977م الذي قضى على كل شيء فيها.
حيث تعتبر هذه الجزيرة حالياً من أكثر الأماكن السياحية أهميةً في عُمان. نتيجةً لطقسها الرائع ومناظرها البيئية الطبيعية. ففيها عدد كبير من العيون المائية كالقطارة، ووادي البلاد. إضافةً إلى وجود آثار قديمة فيها كحصن المرصيص ودفيا وسلسلة جبلية كبيرة.
وفيها أيضاً العديد من الفنون التقليدية المميزة وخاصة تلك البحرية منها وفنون النساء بالأعراس والتي يطلق عليها اسم مغايص.