الدبور – ضغوط سعودية إماراتية مصرية أردنية، لتعطيل مصالحة فتح وحماس. و التفاهمات التي جرى الإتفاق عليها في تركيا وقطر، وتعطيل إجراء إنتخابات فلسطينية، حيث إجتمع حلف الشر الرباعي لمنع حدوث أي مصالحة، لان هذا الامر يغضب الإحتلال الإسرائيلي.
ومن ناحية ثانية تخشى الإمارات من أن الإستعجال في إجراء الإنتخبات والمصالحة قد يؤثر بشكل مباشر على خططها لتسليم قيادة السلطة إلى صبيها دحلان. وهو الامر الذي يريده الإحتلال بشكل كبير ويسعى له بكل الطرق.
و كشفت مصادر مطلعة. الإثنين، أن 4 دول عربية ترفض المضي قدما في تنفيذ التفاهمات التي توافقت عليها حركتا “فتح” و”حماس” في مدينة إسطنبول التركية بهدف تحقيق المصالحة الفلسطينية بعد 14 عاما من الانقسام.
وأوضحت المصادر أن كلا من السعودية والإمارات تدعم ضغطا تمارسه مصر والأردن. باتجاه إفشال مخرجات تفاهمات إسطنبول. وهو ما نتج عنه، ابتداءً، تلكّؤ السلطة الفلسطينية في تنفيذ المطلوب منها وفق هذه التفاهمات. بما في ذلك إصدار مرسوم رئاسي بإجراء الانتخابات، وفقا لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.
وكان من المفترض أن يصدر الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” هكذا مرسوم لتحديد موعد الانتخابات الفلسطينية العامّة وفق جدول زمني لا يتجاوز 6 أشهر. غير أن ضغوط الدول العربية الأربعة، إضافة إلى ضغوط ميدانية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. ساهمت في عرقلة المسار، بحسب المصادر.
وأضافت أن وفدا من حركة فتح زار القاهرة الأسبوع الماضي (بعد تفاهمات إسطنبول). وتلقى رسالة مفادها أن “المصريين غير راضين عن طريقة إعلان الاتفاق في تركيا”. وهو ما ردت عليه الحركة بأن “الاتفاق جرى في القنصلية الفلسطينية في إسطنبول من دون رعاية أو وساطة تركية”. وأن “الفلسطينيين تفاهموا عبر اللقاءات الثنائية وحقّقوا اختراقاً كبيراً في ملفّ المصالحة. فضلاً عن أن الاستراتيجية الفلسطينية الحالية تقوم على سياسة اللقاءات الثنائية”.
لكن هذا التبرير لم يرُق المصريين، الذين يعارضون تنفيذ الاتفاق وحتى الانتخابات، بدعوى أن أن المصالحة الفلسطينية بهذه الطريقة، بعيداً من رعاية القاهرة. تمثّل انتقاصاً من جهد الأخيرة بعد محاولات كثيرة للمصالحة بين “فتح” و”حماس” طوال 14 عاماً. فضلاً عن أن الوقت الحالي غير مناسب للانتخابات، خاصة مع غياب دعم دولي وأمريكي لإجرائها. ما يجعلها “قفزة غير محسوبة من عباس”.
إقرأ أيضا: تركيا تصفع ولي عهد السعودية وتنشر أدلة جديدة وصور حصرية لإغتيال خاشقجي
وفي الاتجاه ذاته. أفادت مصادر بحركة “فتح” أن الأردن أبدى، عبر قنوات اتصال مع “عباس”، انزعاجه من تفاهمات إسطنبول. مؤكداً أنه لا يدعم إجراء الانتخابات الفلسطينية تخوّفاً من حصول “حماس” على نصيب كبير في مناصب السلطة الفلسطينية.
فيما أفادت مصادر بحركة “حماس” بأن رسالة أردنية غير مباشرة وصلت الحركة. برفض اتفاق المصالحة، عبر الضغط على الأسيرة المحرّرة، المنتمية إلى الحركة، والمطلوبة للولايات المتحدة “أحلام التميمي” لمغادرة المملكة. عبر ترحيل زوجها الأسير المحرّر “نزار التميمي”، وإبلاغه بضرورة المغادرة خلال أيام، تمهيداً لترحيلها وتسليمها للإدارة الأمريكية.
وفي فلك الموقف ذاته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية “أحمد أبو الغيط” عن “الاستياء” من اجتماع تركيا؛ لأن “بعض الأطراف رأت فيه رسالة إلى أطراف عربية معينة” على حد تعبيره، وهو ما رد عليه أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “صائب عريقات” بمطالبة “أبو الغيط” بالاستقالة من منصبه على خلفية تأييده اتفاقات التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل وترويجه لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والتي تشرعن ضم دولة الاحتلال لمزيد من الأراضي بالضفة الغربية.
وإزاء تزامن ذلك مع تأخر “عباس” في تنفيذ تفاهمات إسطنبول، أبلغت “حماس” رئيس السلطة الفلسطينية بأنها تنظر بريبة إلى تأخره في تنفيذ التوافقات، بما فيها السماح بالمقاومة الشعبية في الضفة ووقف ملاحقة عناصر الحركة، وأيضاً تأخّره في رفع العقوبات عن قطاع غزة، ووقف التمييز بين الضفة والقطاع، والسماح بتجديد جوازات السفر لآلاف الممنوعين من ذلك.