الدبور – الأردن يتجه نحو كارثة محققة بسبب فيروس كورونا، وسط صمت مريب من قبل الحكومة الأردنية. و يسأل الجميع على منصات وسائل التواصل الإجتماعي، وفي الشارع: أين خلايا الأزمة؟ أين استراتيجية الاشتباك؟ والأهم: لماذا تبتلع السلطات لسانها؟..
“قبور خاصة لوفيات كورونا في إربد”.. تبدو عبارة قاسية نسبيا وإن كانت واقعية، خصوصا عندما يقولها مسؤول الطب الشرعي في المدينة الأردنية الدكتور عدنان عباس.
عباس يستجيب لبروتوكول تم إعداده سابقا صحيا وشرعيا للتعامل مع حالات الدفن الخاصة بوفيات الفيروس. فيما كان خبير منحنيات الوباء الرقمية البروفيسور معتصم سعيدان يطلق تحذيره الأشد وقعا على الأردنيين. بعنوان “استعدوا لوفيات بالعشرات في الأسبوع الأول من الشهر المقبل والسيناريو المقبل سيء جدا”.
تبرز هذه الآراء العلمية فيما أعلنت السلطات، مساء السبت، أعلى نسبتي إصابة ووفيات في يوم واحد يشهدهما الأردن منذ مارس/ أذار الماضي. وسط “صدمة وصمت” الحكومة التي توقفت عن التحدث للرأي العام فجأة.
بلغت إصابات السبت 850 إصابة دفعة واحدة، وسجل بعدها العشرات أيضا حتى منتصف ليلة الأحد. أما عدد الوفيات فبلغ 4 وفيات وهو أعلى رقم في يوم واحد فعلا. وقد تجاوز عدد الإصابات 8 آلاف في تطور مرعب خلال أقل من شهر واحد.
ولا يوجد رواية حكومية تشرح للناس ماذا ولماذا حصل ذلك؟
الاستثناء الوحيد إطلالة سريعة لوزير الصحة الطبيب سعد جابر على التلفزيون الأردني في جملة “تلاوم” على صيغة تنتقد التخالط وعلى أساس “الحكومة قالت لكن الشعب يصر على المخالطة”.
لم تقل الحكومة أيضا كيف سجلت كل هذه الأعداد بينما أغلقت المساجد والمدارس والجامعات والمطاعم والمقاهي منذ عشرة أيام تقريبا إضافة لمنع التجمعات لأكثر من 20 شخصا.
قصة “عودة” فيروس كورونا للانتشار في الأردن منقوصة ولم ترو بعد.
وصرح البوفوسور سعيدان أن الأردن في طريقه للسيناريو الأسوأ بنسبة “65%”.
وأعادت منابر محلية نشر ما قاله سعيدان على صفحته التواصلية حيث الحديث عن تضاعف هندسي واضح في أعداد الاصابات، واصفاً ما يتجه إليه الأردن بسيناريو “سنلحق بالركب”، وذلك بعد خسارة الأردن للنموذج الأسترالي.
وأشار الخبير المختص إلى أن نسبة وصول الأردن إلى السيناريو الأسوأ تبلغ 65%، ويتمثل السيناريو بعشرات الوفيات باليوم الواحد في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول، وليس تسجيل ألف أو ألفي اصابة كورونا باليوم الواحد كما يشرح.
كن عبارة “الالتحاق بالركب” لا أحد يفهمها حتى اللحظة خصوصا وأن الوزن النوعي للحكومة الحالية مفقود سياسيا بانتظار حسم القصر الملكي لمصير مجلسي الأعيان والنواب في غضون أقصر وقت قبل مضي يوم الأحد، حيث تنتهي الولاية الدستورية للمجلسين ويحتاجان لقرارات باتجاه تجديدها أو حل المجلس النيابي.
في الأثناء، بدأ الفيروس يلتهم إلى جانب مصداقية الحكومة، الأجندة السياسية المرحلية، وسط غموض في مصير ومسارات النظام الصحي الذي بدأ بتخصيص المقابر قبل أي إعلان عن تجهيز المزيد من غرف العناية الحثيثة.