الدبور – كشفت والدة الطفل السوري الذي تعرض لاغتصاب في لبنان وأثار صدمة لدى الرأي العام، تفاصيل جديدة عن الحادثة الصادمة التي تعرض لها طفلها محمد البالغ من العمر 13 عاماً، وذلك في وقت تواصل فيه قوات الأمن اللبنانية البحث عن بقية الجناة المتورطين في الانتهاك الذي تعرض له طفل، فيما تم اعتقال واحد منهم.
كان مقطع فيديو مُسرب قد نُشر قبل أيام على شبكات التواصل بشكل واسع، وأظهر قيام عدد من الأشخاص بتعذيب والاعتداء جنسياً على الطفل السوري محمد، الذي كان يعمل في إحدى معاصر الزيتون، وعلى الرغم من أن الحادثة تعود إلى عامين ماضيين، فإن الفيديو سُرب حديثاً وتكشَّفت معه التفاصيل الصادمة.
فاطمة، والدة الطفل السوري، قالت الأحد 5 يوليو/تموز 2020، إن 8 أشخاص متورطون في الجريمة، مشيرةً إلى أن 7 منهم فروا من البلدة الواقعة في البقاع الغربي بلبنان، وذلك بعدما انتشر فيديو فِعلتهم على وسائل الإعلام.
أشارت الأم إلى أن “عائلات الجناة تبرأت منهم بعدما شاهدوا الفيديو، هم أنكروا في البداية فِعلتهم، إلا أن الفيديو ثبّت جُرمهم”، مضيفةً: “لا أطلب سوى إحقاق الحق وإنزال أشد العقوبات بهؤلاء؛ ليكونوا عبرة لغيرهم”.
لم تستطع فاطمة مشاهدة الفيديو المؤلم عن ابنها، إلا أنها علِمت “بفظاعته” من جيرانها وأصدقائها، قائلة: “يا ويلهم من الله! لماذا كل هذا الإجرام بحق طفل يصرخ ويبكي؟!”.
وروت فاطمة أيضاً تفاصيل عن عمل ابنها في المعصرة، وقالت إنه “عمِل فيها لمدة شهرين فقط في صيف عام 2018، وعندما كان يعود إلى المنزل كنت أجده حزيناً والدمعة بعينيه، وفي بعض الأحيان باكياً، لأنه كان يتعرض للضرب على يد هؤلاء كما أخبرني، فطلبت منه التوقف عن الذهاب إلى المعصرة”.
إقرأ أيضا: ضربة تركية جديدة على رأس بن زايد، لن تفلت الإمارات من تركيا (فيديو)
https://youtu.be/jWFAYZ9Po3I
كان الطفل محمد مضطراً إلى السكوت عما يتعرض له، وفقاً لما قالته والدته، التي أوضحت أن “الجناة كانوا قد هددوه بالقتل”، وأوضحت أنها ذهبت في أحد الأيام إلى المعصرة لتسأل الشباب عن سبب ضربهم لمحمد، فقالوا لها: “إنه لا يعمل كما يُطلب منه؛ وهو صبي بشع يستحق الضرب”.
الأم نقلت عن ابنها محمد اعترافه بعد انتشار الفيديو عن الحادثة، بأن ثمانية أشخاص في المعصرة، جميعهم أقرباء من بلدة سحمر، كانوا يقومون بهذا الفعل، وأضافت أنه بعد انتشار الفيديو ذهبت هي وابنها محمد إلى النيابة العامة في مدينة زحلة (قرب بلدة سحمر)، وتم رفع دعوى ضد الجناة، لكنها أشارت إلى خوفها الآن من أن يتعرض ابنها للقتل، بسبب كشف الانتهاك الذي تعرض له.
كذلك نقلت الأم عن قاضي التحقيق قوله إن “الفيديو جريمة موصوفة بكل ما للكلمة من معنى، وابنك محمد بريء، والمجرمون سينالون عقابهم”.
تملك الأم فاطمة الآن محلاً لبيع البقالة في بلدة سحمر البقاعية، بعدما وجدت نفسها منذ 13 عاماً، أماً وأباً في الوقت نفسه، لأن زوجها السوري هجرها عندما كان محمد لا يزال رضيعاً.
غضب واسع: أثار انتشار فيديو حادثة الاغتصاب والاعتداء على محمد غضباً واسعاً بشبكات التواصل، وانتشر وسم “#العداله_للطفل_السوري” على نطاق واسع، وانخرط في الحملة عدد من الأسماء المعروفة، والفنانين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات بالجناة.
وسائل إعلام لبنانية كانت قد ذكرت بأن سبب تسريب الفيديو في هذا الوقت، يعود إلى خلافٍ نشب بين المعتدين؛ وهو ما دفع أحدهما إلى نشره؛ من أجل تصفية حسابات شخصية.
من جهتها تواصل قوات الأمن بلبنان بحثها عن بقية المتورطين في الاعتداء على الطفل، وقررت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلبنان، إيداع أحد الموقوفين لدى مكتب مكافحة الاتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية، فيما تم تعميم بلاغات بحث عن الأشخاص الآخرين المتهمين.