الدبور – إنشغلت وسائل الإعلام العالمية بقضية جورج نادر، مستشار ولي عهد أبوظبي بن زايد و المقرب من ولي عهد السعودية بن سلمان، خصوصا بعد صدور حكم مخفف بعد إعتراف نادر بما أنسب إليه، وهو السجن ١٠ سنوات، و المراقبة المستمرة لمدى الحياة بعد خروجه من السجن، لان المحكمة إعتبرته خطرا على المجتمع، لان القضية التي حكم عليه بها تخص المجتمع كله بشكل كامل، حيث كان يستغل الأطفال جنسيا ويتاجر بهم ويستعبدهم لقضاء شهوته المريضة.
ولكن ما علاقة جورج نادر الشاذ بولي عهد أبوظبي، وولي عهد السعودية؟ ولماذ يختار بن زايد بالعادة شخصيات مشبوه ومريضة وقاتله لتقريبهم منه، وكذلك يفعل ولي عهد السعودية بن سلمان، فأقرب المقربين منه هو وزير الذباب السعودي القحطاني، المتورط بعملية إغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مقر قنصلية بلاده وتقطيعه بالمنشار بطريقة متوحشة خلت من الإنسانية.
الحكم الذي صدر على جورج نادر هو لقضية واحدة من قضايا يحاكم فيها، وهو حكم يخص تداوله مواد إباحية لاطفال، وجلب طفل قاصر من الخارج لممارسة الشذوذ معه، أي الحكم يخص مرضه النفسي وشذوذه فقط، ولكن هناك قضية أخرى يحاكم عليها، قد تجر بن زايد وبن سلمان معه ويورطهم بشكل كبير.
القضية تخص ضخ أموال من الخارج لحملتي ترامب وكلنتون، وهذه الاموال بالطبع مصدرها الإمارات و السعودية، ومن بن زايد شخصيا لكي يصل ترامب لسدة الحكم، وهذه قضية أخطر من قضية الشذوذ، وعقوبتها أكثر وقد تجر من تورط معه لعقوبات أمريكية كبيرة.
#جورج_نادر، مستشار سابق لولي عهد أبو ظبي وعرّف نفسه لدائرة ترمب ب2016 بأنه أيضا مستشار ولي العهد السعودي:
— Wajd Waqfi وجد وقفي (@WajdWaqfi) June 26, 2020
* السجن 10 سنوات بعد اعترافه بحيازة افلام اباحية لأطفال والسفر مع قاصر واستغلاله جنسيا
* قضية أخرى يحاكم عليها: ضخ أموال من الخارج لحملتي ترمب وكلنتون https://t.co/xOXEgEvYAS
في القضية الثانية، لا تزال المحاكمة جارية بانتظار الحكم وهي وليدة تحقيقات مولر الذي اكتشف تحويل نادر الأموال من “جهة خارجية” لتمويل اللجنة الجمهورية لتنصيب ترمب وحملة كلنتون.
ويشير تقرير نشرته مجلة “بوليتيكو”، إلى أن نادر، وهو الشاهد في تحقيق روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، عمل بصفته قناة تواصل غير رسمية بين مستشاري الرئيس دونالد ترامب والمصالح في الشرق الأوسط.
وتفيد المجلة بأن نادر عرف بعلاقاته مع الحلقة المقربة من ترامب، لافتة إلى أنه استخدم غطاء التبرعات لإيصال مساهمات مالية لحملة هيلاري كلينتون، بحسب ما أعلنت عنه وزارة العدل الأمريكية يوم الثلاثاء.
إقرأ أيضا: جورج نادر لماذا تركت بن زايد وحيدا بدون أطفال؟ الدبور يرصد التعليقات بعد الحكم عليه
وتنوه المجلة إلى أن من بين الذين تعامل معهم نادر المدير التنفيذي لشركة تقوم بمعالجة المدفوعات المالية، أحمد (آندي) خواجة، بحسب ما ورد في البيان الذي صدر عن وزارة العدل، الذي فصل القرار الذي توصلت إليه هيئة محلفين في محكمة منطقة كولومبيا.
كما وجه الادعاء الأمريكي اتهامات لـ 8 أشخاص بينهم جورج نادر، بضخ ملايين الدولارات لدعم الرئيس دونالد ترامب، بطريقة غير شرعية. وقال الادعاء العام إن نادر وأحمد خواجه و 6 آخرين، أدخلوا 3.5 مليون دولار إلى الولايات المتحدة، لدعم ترامب في الانتخابات الرئاسية بطريقة غير شرعية.
وتلفت المجلة إلى أن نادر عمل وسيطا بين مستشاري ترامب وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وكذلك ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن نادر التقى في آب/ أغسطس 2016 بدونالد ترامب، ليعرض عليه الخدمة في حملته مع مؤسس شركة التعهدات الأمنية “بلاكووتر” إريك برينس، والإسرائيلي جويل زامل، وهو صاحب شركة متخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي.
واتهم رجل الأعمال اللبناني آندي خواجة، السعودية والإمارات بدفع ملايين الدولارات بشكل غير قانوني، لدعم حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة 2016. اتهامات خواجة، الذي يحمل أيضا الجنسية الأمريكية لكنه يعد الآن فارا من العدالة، جاءت في مقال للكاتب بول وود، نشره موقع سبيكتاتور، بعنوان: “آندي خواجة: المخبر”.
وحسب خواجه، الذي التقى بكاتب المقال في بيروت، فإن “السعوديين والإماراتيين دفعوا عشرات أو حتى مئات ملايين الدولارات لحملة ترامب الرئاسية عام 2016”. وأضاف “للحفاظ على سرية الأمر بدت التبرعات وكأنها قادمة من الأمريكيين، وتمت باستخدام بطاقات هوية مسروقة، وبطاقات ائتمان افتراضية، أو بطاقات تبرع تقل قيمتها عن 200 دولار حتى لا ينكشف الأمر للجنة الانتخابات الفيدرالية”.
وبيّن خواجه أنه “يعرف كل تلك التفاصيل لأنه باع النظام التقني الذي يسهل عمليات الدفع تلك إلى وسيط السعوديين والإماراتيين جورج نادر، وهو أيضا لبناني يحمل الجنسية الأمريكية”. وقال خواجة: “نادر أخبرني عن حاجة الإمارات لنظام الدفع المالي، لتوسيع الدفعات الصغيرة عبر الإنترنت لحملة ترامب، وطلب مساعدتي لإنجاح ذلك، ودفع لي 5 ملايين دولار من أصل 10 ملايين متفق عليها لقاء نظام الدفع المالي”.
وحول سبب سعي نادر، الذي سبق وعمل مستشارًا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، لتمويل حملة الرئيس الأمريكي في انتخابات 2016، نقل خواجه عن نادر قوله آنذاك: “التقيت بمسؤولي حملة ترامب.. وتوصلنا إلى صفقة مع ترامب”.
ويضيف نادر: “سيدي ومعاليه (في إشارة لترامب) أبرم اتفاقا معنا إذا ساعدناه في الفوز، سيكون صارما تجاه إيران، وسيخرج من الاتفاق النووي، الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، حتى يشل الاقتصاد الإيراني، وكي لا تتمكن من التنافس في سوق النفط، لهذا السبب لن نسمح لهيلاري كلينتون (منافسة ترامب في الانتخابات) من الفوز مهما كلفنا ذلك”.
وحتى يقنع خواجه بإمكانية فوز ترامب بالانتخابات، قال نادر له “التقيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسبقا وأعطانا الضوء الأخضر (لدعم حملة ترامب)، لأنه يتفق معنا ويريد خسارة هيلاري كلينتون”.
ويتذكر خواجه أن نادر أبلغه بأن “أول زيارة خارجية لترامب بعد فوزه في الانتخابات ستكون الرياض ليحتفل مع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد كونهما ساهما في فوزه، وأبلغه أيضا بأن السعودية والإمارات سيعلنان حصار منافستهما قطر، وترامب سيدعم ذلك”.
وأضاف “هذا ماحصل فعلا، فأول زيارة خارجية لترامب كانت للرياض في مايو / آيار 2017، كما أنه دعم حصار قطر، الذي بدأ في يونيو / حزيران من العام نفسه”.
ولدى سؤال الكاتب لخواجه ما إذا كان الدعم المالي لحملات ترامب مستمر، أجاب الأخير “بكل تأكيد”.
وحسب المقال، “تُظهر السجلات التي نشرتها لجنة الانتخابات الفيدرالية أن خواجة يقدم تبرعات سياسية كبيرة ، معظمها للديمقراطيين، ولكنه يقدم أيضًا للجمهوريين”.
واتهم خواجة الإمارات بمحاربته، وأنها أنفقت ما بين 25 إلى 30 مليون دولار للضغط عليه في وزارة العدل، لافتا أن البيت الأبيض كذلك يعمل مع الإماراتيين، هم يخافون مما أعرفه، لأنني يوما ما قد أشهد ضدهم”.