الدبور – اللوبي اليهودي الإسرائيلي الذي قيل عنه إنه لا يقهر في أمريكا، ولن يقهر، ولا يوجد قوة لها القدرة على قهره، قهرته إنتخابات نيويورك لاول مرة بفوز الديمقراطي التقدمي “جمال بومان” (44 عاما) على النائب اليهودي المخضرم “إليوت إنجل” في الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات مجلس النواب على أحد مقاعد نيويورك.
لم يكن الفوز بالأمر الطبيعي، فقد ظل “إليوت” عضوا في الكونجرس لمدة 31 عاما، وهو معروف بدعمه المطلق لـ”إسرائيل”.
وتتزامن هزيمته مع التقاعد المتوقع للنائبة اليهودية “نيتا لوي”، التي كانت تقود معقلا لصنع السياسة الديمقراطية الموالية لـ”إسرائيل” في أمريكا. إذ كانت “لوي” ترأس لجنة الاعتمادات في مجلس النواب من أجل ضمان التمويل العسكري الأمريكي السنوي لـ”إسرائيل”.
وأعلن “بومان”، هو مدير مدرسة سابق، انتصاره على “إليوت” بعد فرز أكثر من 90% من الأصوات في الدوائر الانتخابية بمدينة نيويورك؛ الأمر الذي بدد خرافة أن “اللوبي اليهودي الإسرائيلي لا يُقهر”.
من جانبه، قال “إليوت”، في بيان، إنه لا يجب أن يعلن “بومان” النصر قبل فرز بقية الأصوات الباقية، مضيفا أن بيان إعلان نتيجة الانتخابات سابق لأوانه، ويقوض العملية الديمقراطية.
Jamaal Bowman, who has a lead in his primary against Eliot Engel, just spoke to supporters. "Our movement is designed to restore that faith, to restore that hope, to bring back the belief in what is possible, to root our values in everything we do." pic.twitter.com/wkt0E0gd6Z
— Spectrum News NY1 (@NY1) June 24, 2020
ووصف محللون أمريكيون، يؤيدون القضية الفلسطينية، أخبار خسارة “إليوت” بأنها “ليست فقط انتكاسة للوبي اليهودي الأمريكي، بل انهيار ضخم لهذا اللوبي”.
ولدى “إليوت” سجل حافل منذ أكثر من 3 عقود في تنفيذ رغبات وسياسات مجلس العلاقات الإسرائيلية الأمريكية (إيباك)، أكثر من أي مٌشرع ديمقراطي في مجلس النواب؛ حيث قام بتمرير العشرات من مشاريع القوانين والقرارات الهادفة لتعزيز الدعم الإمريكي القاطع للاحتلال الإسرائيلي.
وعمل “إليوت” في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب منذ عام 2013 إلى عام 2019، ورئيسا لها خلال العامين الماضيين، وكان له نفوذ في تحديد التشريعات ذات الصلة بالشؤون الخارجية الأمريكية.
كما كان له دور في منع تشريعات لصالح الفلسطينيين، بما في ذلك التشريع الذي قدمته النائبة “بيتي ماكولوم”؛ لتعزيز حقوق الإنسان للأطفال الفلسطينيين.
وأكد محللون أن هزيمة “إليوت” الأولية قد تمثل فرصة لمواءمة الديمقراطيين بشكل أفضل لصنع سياسة عادلة تجاه الشعب الفلسطيني، خاصة مع تزايد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين في الحزب الديمقراطي.
ولاحظ الكاتب “جوش روبتر” أن الطبيعة الانتهازية للوبي الإسرائيلي لعبت دورا في الهزائم الانتخابية لعدد كبير من المرشحين في الفترة الأخيرة.
ومن المنتظر أن تجرى انتخابات مجلس النواب المقبلة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.