الدبور – أعلنت سلطنة عمان عن وفاة الشاعر العماني سيف بن ناصر الخروثي عن عمر يناهز ٦٢ عاما.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية، على حسابها في تويتر: ”الموت يغيب الشاعر سيف بن ناصر الخروصي عن عمر ناهز الـ 62 عامًا وعمل الخروصي صحفيا بجريدة عُمان وقد صدرت له مجموعة من القصائد الوطنية والاجتماعية وله ديوان صدر هذا العام بعنوان (مجد ..ووفاء ) تضمن العديد من القصائد المقفاة .“.
الموت يغيب الشاعر سيف بن ناصر الخروصي عن عمر ناهز الـ 62 عامًا وعمل الخروصي صحفيا بجريدة عُمان وقد صدرت له مجموعة من القصائد الوطنية والاجتماعية وله ديوان صدر هذا العام بعنوان (مجد ..ووفاء ) تضمن العديد من القصائد المقفاة . pic.twitter.com/IULjSM5SN5
— وكالة الأنباء العمانية (@OmanNewsAgency) June 16, 2020
وكانت آخر إطلالة له في نهاية شهر رمضان حيث كتب قصيدة بعنوان وداعا رمضان، ولم يعلم ان هذا هو الوداع الاخير لشهر رمضان، وان هذا الرمضان هو آخر رمضان يشهده بحياته، وكأنه شعر به، فنظم قصيدو بعنون وداعا رمضان.
إقرأ أيضا: حالة من الغليان في الشارع العماني ضد الإمارات.. دم العماني غالي (فيديو)
إقرأ أيضا: شاهد ماذا فعل أمريكي مقيم في قطر في مقطع فيديو أبكى كل من شاهده.
وكتب الكاتب العماني حمود بن سالم السيابي ينعي الشاعر بمقال بعوان وهل تموت السيوف، جاء فيه: على نفس الذرى التي خرج منها يوماً ليمشي في مناكب الأرض عاد لينزرع من جديد فالشموخ يشاغله الحنين إلى الشموخ.
ومن نفس حقل الليمون الأخضر الذي غرسه الوارث بن كعب خرج الشيخ سيف بن ناصر الخروصي ذات فجر ليتتبع رائحة الليمون فعاد هذا الصباح الحزيراني اللاهب “ليُوَلِّمَ صِوَار َ” السواقي بمسحاته لآخر نوبة يشرب فيها الليمون من يديه ليزهر في جنائن التاريخ.
ولعل الذين تسابقوا لنعي الشيخ سيف بن ناصر الخروصي تملَّكهم الاستعجال فقد تناسوا حقيقة أن السيوف لا تموت بل تتقارع ، وقد تُغمد بين صلاة وصلاة لتتوضأ للنزال التالي .
وأن السيوف سيعود إليها الوطن مع كل أذان ليتوشحها فتومض في سجلات وقائعه وتصنع أجمل خياراتها بين النصر أو النصر.
ورغم أن التزامات الوظيفة اضطرت الشيخ سيف الخروصي بأن يتنقل من سفح إلى سفح إلا أن الوتد الذي احتزه من جذر ليمون الوارث ظل مكانه يساهد الأغماد.
ومع كل عودة للوادي الراعف بآباء التاريخ تصطخب الأوتاد والأغماد فيتوزع الشيخ سيف الخروصي بين لوم النفس بابتعاده عن الوادي وشوقه لفرح العودة للوادي وأهل الوادي.
ولقد أراد بمجيئه هذه المرة إلى الهجار ليحسم التنازع الشديد بين اللوم والشوق إلى الأبد فانتصر قرار البقاء بجوار القمم الشامخة وحقول الليمون الأخضر و”مجز” الإمام الشهيد الوارث بن كعب الخروصي ليكمل القصيدة التي لم تتسع لها صفحات ديوانه الأول “مجد ووفاء”.
لقد عاد الشيخ سيف الخروصي ليتفيأ ظل نخلة فسلها ذات يوم فحان وقت “الخراف” ليحمل لفراديس الجنة رطيبات من فراديس الدنيا ، وأي فراديس لدى سيف الخروصي أجمل من فراديس ستال والهجار والعلياء.
وعلى كثرة ترددي على وادي بني خروص كان الشيخ سيف بن الخروصي رفيق الذاكرة والخطوات. وبعينيه رأيتُ الوادي وشممتُ الليمون. ومن بياض مصره تتبعتُ العمائم البيضاء وهي تسجد في محراب الشيخ الرئيس جاعد بن خميس.
ومن ثرائه المعرفي تفسرتْ لي نقوش الأوائل على الصخر الصلد.
ولقد أضاف قراره البقاء في الوادي محفزات جديدة لتكرار الزيارات ، واستجدَّ شاهد جديد سيزهر في ذاكرة المكان.
ورغم أن الشيخ سيف بن ناصر الخروصي في ترحُّله بين الأمكنة من ميابين إلى حي البيضاء حمل وادي بني خروص معه بستاله وهجاره وعليائه وعمائمه ومحاريبه وكتبه ونخيله وليمونه وأمباه ، إلا إن الشوق ظل يلح لأن تعود السواقي إلى المنابع والظل للنخل لتتجاور المضاجع وتتناجى شواهد الراقدين.
قد عاد ليخطَّ بطرف عصاه حقلا جديدا سيزهر غدا ليمونا أخضر. ولأن السيوف لا تموت بل تغمد إلى حين فلن أرثيه. ولأن الشموخ يتعشق الشموخ فقد استقر في مكانه فذلك استحقاقه فلن أنعيه.