شاهد الكاريكاتير لـ “جورج فلويد الأردني” الذي تم حذفه بعد إثارة حالة من الجدل و خوفا من الإعتقال!

الدبور – حذف رسام الكاربكتير الأردني رأفت الخطيب الرسم الذي نشره على صفحته بعدما انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، و أثار جدلا واسعا بالمملكة، بعدما صور حال المواطن الأردني القابع تحت وطأة الضغوطات الاقتصادية، على طريقة حادثة المواطن الأمريكي الشهيرة جورج فلويد.

ويظهر في الكاريكاتير رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، وهو يضغط بركبته على رقبة مواطن أردني، بالطريقة نفسها التي قُتل فيها الأمريكي فلويد في حادثة أدت إلى اندلاع احتجاجات كبيرة في أمريكا.

واللافت أيضا في الرسم الكاريكاتوري لوحة السيارة، والتي كُتب عليها كلمة ”النهضة“، في إشارة إلى مشروع النهضة الذي طالما تحدث عنه الرزاز وحكومته.

ويبدو أن الكاريكاتير حاول التعبير عن الاستياء الشعبي الأردني من قرارات حكومية اقتصادية صاحبت أزمة التصدي لفيروس كورونا، والتي كان آخرها أمس الأحد، وسمح بتخفيض أجور عمال في عدة قطاعات اقتصادية مختلفة بنسبة تصل إلى 60%، إضافة إلى إمكانية الاستغناء عن خدمات بعضهم.

راسم الكاريكاتير، الشاب رأفت الخطيب، الذي ينشر أعماله عبر صفحته الشخصية في ”فيسبوك“ وعلى موقعه الإلكتروني، قرر حذف الكاريكاتير ”درءا للمساءلة القانونية“، على حد قوله. وكتب رأفت عبر حسابه في ”فيسبوك“: ”الأصدقاء الأعزاء، على إثر الخلاف المتعلق حول الرسم الأخير وما تضمنه من التباس وسوء فهم فقد تم حذف العمل لدرء المساءلة القانونية“.

وأضاف: ”هذا ليس منشورا لتبرير الموقف أو لشرح العمل الفني فالكثير ممن يتابعني هنا وعلى دراية بأعمالي يعلم بطلان التهم التي تم توجيهها حول العمل وحول شخصي، أطلب من الأصدقاء الأكارم أيضاََ تفهم الموقف، مع الاعتذار لهم، والقيام بمسح الكاريكاتور الذي تم نشره من غير خيار المشاركة لما فيه من حماية لي ولهم، شكرا لكم، كل الحب“.

حذف الكاريكاتير لم يوقف موجة الجدل والغضب التي اجتاحت مواقع التواصل، فيما وصف الكاتب الأردني ماهر أبو طير في مقال نشرته يومية ”الغد“، الاثنين، الرسم الكاريكاتوري بأنه ”غير لائق“.

وقال أبوطير في مقاله: ”يأتي أحدهم ويعبر بطريقة غير لائقة أبدا، عن موقفه من تعديلات أمر الدفاع رقم 6، والتي تسمح بخفض أجور العاملين، وتمنح القطاع الخاص صلاحيات واسعة بشأن موظفيه.. يستدعي صورة الشرطي الأمريكي، الذي خنق بقدمه أمريكيا آخر، ليرسم رئيس الوزراء عمر وهو يضغط بقدمه بذات طريقة العسكري الأمريكي، على عنق مواطن أردني، والذي يصيح أيضا قائلا إنه لا يستطيع التنفس“.

واعتبر أبوطير أن ”هذه الإسقاطات غير جائزة مهنيا ولا أخلاقيا، ولا من حيث المقارنات ولا المقاربات، بمطابقة الصورتين معا“.

ونوه المقال إلى أن ”إسقاط الوضع في الولايات المتحدة على الوضع في الأردن، أمر غير مقبول أبدا، ويحمل دلالات تحريضية من حيث الغاية النهائية المطلوبة بسبب مطابقة الحالتين“.

وأضاف أن ”إسقاط دلالات قصة الأمريكي جورج فلويد، الذي خسر حياته بسبب تصرفات ضابط شرطة أمريكي، وتسبب بثورة غضب بين الأمريكيين، على رئيس الوزراء والإنسان الأردني، يوحي أيضا بأن عليكم أيها الأردنيون الخروج تعبيرا عن الغضب، واستباحة الشوارع والمؤسسات، والتكسير والتخريب، بسبب القرارات الاقتصادية“. وتابع أن ”الإسقاط هنا لا يقف عند اللحظة، بل يمتد إلى ما بعد اللحظة، وتداعيات الوضع في الولايات المتحدة“.

ونقل موقع ”السوسنة“ الأردني عن مصدر أن رئيس الوزراء امتنع عن مقاضاة رسام الكاريكاتير رأفت الخطيب. وقال المصدر إن الرزاز ”رفض نصيحة قانونية بمقاضاة الرسام“.

وعلى مواقع التواصل، تناول أردنيون بشكل واسع الكاريكاتير، معبرين عن رفضهم له ورفضهم لما وصفوها بـ“الإساءة“ لرئيس الوزراء عمر الرزاز.

وقالت ناشطة: كاريكاتير لحاله تنم على العنصريه رفضتها وترفضها شعوب في دول عده لا ابداع فيه وانما تم فيه اقتباس الحاله والاساءة لرئيس وزراء الاردن لا اعتقد ان هذا شيء مقبول اي كان رئيس الوزراء فالموقعه الاحترام كما ان شخص الرزاز لا يستحق مثل هذه الاساءه كوبي بيست دون ادراك الابعاد للاسف

كاريكاتير لحاله تنم على العنصريه رفضتها وترفضها شعوب في دول عده لا ابداع فيه وانما تم فيه اقتباس الحاله والاساءة لرئيس وزراء الاردن
لا اعتقد ان هذا شيء مقبول اي كان رئيس الوزراء فالموقعه الاحترام
كما ان شخص الرزاز لا يستحق مثل هذه الاساءه كوبي بيست دون ادراك الابعاد للاسف

— Lina O. Kreishan (@lina_krieshan) June 1, 2020

تم إزالة الصورة التي يظهر بها الرزاز على شكل كاريكاتير بعدما تبين لي أن الرسام يعمل لدى قناة الميادين وهي قناة تمويل إيراني تديرها أجهزة اعلام حزب الله اللبناني من بيروت!#الأردن

— 𝕲𝖊𝖓𝖊𝖗𝖆𝖑 𝕴𝖓𝖘𝖕𝖊𝖈𝖙𝖔𝖗 (@GeneralInspect2) May 31, 2020

وأصدر رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، الأحد، قرارا يسمح لأصحاب العمل بتخفيض أجور العمال في عدة قطاعات اقتصادية مختلفة بنسبة تصل إلى 60%، إضافة إلى إمكانية الاستغناء عن خدمات بعضهم، وهو ما أثار الجدل عبر مواقع التواصل فور صدور البلاغ.

وبحسب القرار فإن هذه الخطوة ”جاءت في سياق المراجعة المستمرة للمستجدات ومراعاة لظروف أصحاب العمل، وخصوصا في القطاعات والأنشطة الأكثر تضررا من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا“.