الدبور – شاب مصري قصته غريبة وكأنها مسلسل مصري يعرض في رمضان، بل ربما قصته طغت على قصة مسلسل محمد رمضان في البرنس الذي شغل الناس هذا الشهر بما حصل معه.
فقد هزت قصة الشاب محمد نادي الشارع المصري، بعد أن فقد حياته إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، عقب مقطع فيديو صوّره دعا فيه إلى عدم الخوف من الفيروس، داعماً نظرية المؤامرة التي تقول إنه صُنع في مختبر.
وكان محمد نادي قد نشر مقطع فيديو على صفحته في «فيسبوك»، قال فيه إن «الولايات المتحدة هي من صنعت (كورونا) لضرب الصين»، داعياً المصريين إلى «عدم الخوف من مرض يشبه الانفلونزا».
كما انتقد الشاب محمد نادي إغلاق الصالات الرياضية وإقبال الناس على شراء وتخزين مستلزماتهم، محذراً من تأثير ذلك على الاقتصاد، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى اتخاذ الاحتياطات الضرورية لعدم الإصابة بالمرض.
وأعاد ناشط مصري نشر الفيديو الذي نشره محمد نادي على صفحته قبل أن يصاب بالفيروس يوم 16 مارس الماضي، وعلق عليه بقوله ما نصه: “ده محمد نادي الله يرحمه كان مؤيد ل #بلحه وبيهلل لإنجازاته، وفي الفيديو ده بيقول إن كورونا وهم وليه بوست على صفحته بيشيد بواقعة “فين المدني اللي هنا” وله فيديو على صفحته بيستنجد وهو في مستشفى ١٥ مايو وبيصرخ عايز دكتور وده قبل ما يتوفى بالكورونا إمبارح الله يرحمه وينتقم من #السيسي“
ده محمد نادي الله يرحمه كان مؤيد ل #بلحه وبيهلل لإنجازاته، وفي الفيديو ده بيقول إن كورونا وهم وليه بوست على صفحته بيشيد بواقعة "فين المدني اللي هنا" وله فيديو على صفحته بيستنجد وهو في مستشفى ١٥ مايو وبيصرخ عايز دكتور وده قبل ما يتوفى بالكورونا إمبارح الله يرحمه وينتقم من #السيسي pic.twitter.com/iyaEt25Fk2
— محمد أبو سويلم (@K010764) May 12, 2020
إقرأ أيضا: قطر لن ترحم من يتهاون، قرار جديد صادم بما يخص فيروس كورونا
وفي الثالث من مايو، نشر محمد نادي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، ويقيم في قرية طه شبرا بمدينة قويسنا محافظة المنوفية رسالة أعلن فيها أنه في العناية المركزة نتيجة إصابته بـ«كورونا»، وقال: «كلمتين أول ما قدرت أكتبهم كتبتهم. أنا بقالي أسبوع في العناية المركزة لأنه عملّي (كورونا) مضاعفات كتير في جسمي، خصوصاً الكلى والرئة».
وتابع: «ياما اتقالي خليك في بيتك بلاش خروج وأنا ولا حياة لمن تنادي ذلاً مني وراء لقمة العيش الكاذبة… أرجوكم بلاش استهتار لأنه مرض مش سهل وقاتل وبيدمر كل حتة فيك، محدش بيموت من الجوع متغامرش بحياتك، المرض منتشر جداً».
وأوضح أيضاً أنه نقل العدوى لإخوته، وأضاف: «ابق في بيتك إنه قاتل لعين، وادعوا لي من قلبكم بنية الشفاء العاجل من هذا الفيروس اللعين، فضلاً وليس أمراً جزاكم الله خيراً».
وبعد أيام، نشر الشاب قبل رحيله، رسالة تدعو متابعيه للدعاء لوالده نادي وهدان الذي يرقد في مستشفى الصدر لإصابته بـ«كورونا» أيضاً.
ثم توالت مقاطع الفيديو التي نشرها لتوثيق تدهور حالته الصحية، مستنجداً بكل من يستطيع مساعدته لينتقل من المستشفى الموجود فيه.
وكانت آخر فيديوهات نادي، مقطع يحاول فيه التحدث بصعوبة بكلمات غير مفهومة، موثقاً قوله الشهادتين.
https://youtu.be/GHwL0bJl5L0
ويقول أصدقاء لمحمد بقريته إن والد محمد تم احتجازه بمستشفى الصدر بشبين الكوم، فيما احتجز شقيقه بهاء في مستشفى آخر، وحالتهما شبه مستقرة، ولم يعلما حتى الآن بوفاة محمد، مؤكدين أن الشاب الرياضي الراحل كان يطالب من غرفته بمستشفى 15 مايو، بالاهتمام بحالة والده وشقيقه لشعوره بالمسؤولية الكاملة في إصابتهما بالمرض.
وأضافوا أن محمد كان يواصل الكتابة على صفحته على الفيسبوك خلال تواجده في المستشفى، يشكو من الإهمال، وكان يصرخ ويستغيث، بسبب الارتفاع الشديد في درجة حرارته، حتى توفي تاركا وراءه زوجة وطفلة صغيرة.