الدبور – رفض طبيب الغلابة المشهور في مصر بمساعدته للفقراء عن طريق عيادته المشهورة في حي شعبي لا يتقاضى كشفية في أغلب الحالات، ولا تزيد كشفيته عن ١٠ حنيهات لمن يقدر عليها، رفض مساعدة غيث الإماراتي الذي يقوم بعمل برنامج ترويجي لمساعدة الفقراء عن طريق تصويرهم وهم يتلقون المساعدة.
وخلال برنامج “قلبي اطمأن”، الذي يقدمه مواطن إماراتي يُعرف نفسه بـ”غيث”، كان الطبيب المصري “محمد عبدالغفار مشالي” بطلا لحلقة يوم الجمعة، التي حظيت بمتابعة وإعجاب الكثيرين عبر الشبكات الاجتماعية.
من هو طبيب الغلابة؟
وفي مدينة طنطا، بدلتا مصر، يُعرف الطبيب “مشالي” منذ سنوات بأنه “طبيب الغلابة”، فلديه عيادة يقصدها الفقراء ورقيقو الحال، ويتقاضى أجرًا يعتبر متواضعًا لدرجة كبيرة مقارنة ببقية الأطباء في بلاده.
وقال مقدم البرنامج، الذي اعتاد إخفاء هويته، ولكنه يعرف نفسه على إنه إماراتي، إن ردة فعل الطبيب تجاه عرضه بالمساعدة أدهشه، مُضيفا: “توجهنا إلى منزله، لكنه لم يأت، فذهبنا إلى عيادته وانتظرناه ساعات، لكنه لم يهتم، استغرق منا الكثير حتى نتمكن من إنزاله (من العيادة) بمساعدة أحد الأشخاص في الشارع”.
وحاول مقدم البرنامج اختباره، بقوله: “أنا جاي من الإمارات، وليس معي غير 5 جنيه وتكلفة الكشف 10 جنيهات، هل يمكنني أن آتي بعد أن يهذب المرضى وأدفع الخمس جنيهات”، وحينها أكد الطبيب إمكانية ذلك.
وعندما عرض “غيث” الإماراتي تقديم مساعدة مالية له، رفض الطبيب، قائلا: “جميلك على رأسي، الناس غلابة وأنا نشأت فقير، والدي أوصاني بالفقراء خيرًا، وأنا مش عايز عربية 10 متر ولا عايز بدلة بمليون و10 آلاف، أنا زاهد، أنا أي حاجة بتكفيني، سندويتش فول وسندويتش طعمية بيكفيني”.
إقرأ أيضا: شاهد فتاة سعودية عارية تدوس علم فلسطين.. هذه النوعية التي تحارب فلسطين!!
ولما أصرَ مقدم البرنامج على تقديم المساعدة بقوله “إزاي ممكن أساعدك نساعد الفقراء”، عندها رد الطبيب: “ممكن تروح تعمل تبرع في جمعية خيرية أو تتبرع لمؤسسة الملاجىء في شارع بورسعيد.. أنا مش موافق، أنا مش هنتقل من العيادة دي إلى أن يتوفاني الله، أنا ممكن أعمل عيادة تانية بس أنا سعيد بهذه.. بتقرب إلى الله بعمل الخير”.
وأعطى طبيب الغلابة درسا له وللإمارات التي تروج إنسانيتها من خلال برنامج تلفزيوني بينما تقتل الأطفال في اليمن و ليبيا وتحاصرهم في غزة وتطبع مع الإحتلال، وتحاصر جارتها قطر، وتحارب تركيا لأنها دولة مسلمة.
و البرنامد يعرض على الفضائيات ويحصل على إعلانات بملايين الدولارات، وايضا يعرض على موقع يوتيول الذي ينشر ايضا من خلاله الإعلانات التي تصل لملايين، حيث وصل عدد المشاهدات لهذه الحلقة فقط لأكثر من ٢ مليون مشاهدة خلال ٢٤ ساعة فقط، مقابل مبالغ صغيرة يتم تقديمها للفقراء وإستخدامهم للدعاية فقط، وهو أمر إتبعه بعض النشطاء في أمريكا وعدة دول، حيث يتم تقديم بضع دولارات مساعدة بقالب درامي بسيط يجمع صاحبه ملاين المشاهدات لتحصيل الإعلانات التي قد تصل لميلايين الدولارات.