الدبور – وباء كورونا رغم بشاعته وما جلبه للعالم من أحزان ومصائب وموت ودمار، إلا إنه كشف الكثير من الامور، كشف عن هشاشة دول عظمى، وقوة دول صغيرة بالحجم، كشف عن هشاشة أمريكا مثلا وعدم إستعدادها لمثل تلك الأحداث، وعن إستعداد دول أصغر منها حجما وتعدادا بكثير، وتصرفهم بحكمة أكبر وإمكانيات أكثر لمواجهة الوباء، كما فعلت دولة قطر و دولة الكويت وسلطنة عمان و الأردن الأقل من حيث الموارد.
ومن المزايا إن صح التعبير التي جلبها وباء كورونا أيضا هو إظهار بعض الدول لقدرات ربما لم تكن تعلم عنها او ربما لم ترد أن تمشي يهيه الطريقة أو تلك لحسن نية أو لحسن أخلاق، تماما كما حصل مع سلطنة عمان و الإمارات.
فقد كشفت أزمة كورونا عن وهم كبير كان يدعى ميناء “جبل علي”، بعد أن استغنت عنه سلطنة عمان إثر إغلاقه، ونجحت في خلق خطوط ملاحية جديدة جلبت لها أفضل البضائع بسرعة وبأقل الأسعار.
وقال رجل الأعمال يوسف البوسعيدي – على حسابه بتويتر – “بدأنا اليوم الاستيراد المباشر من ميناء مومباسا في كينيا وذلك بعد إغلاق منطقة جبل علي في إمارة دبي، والملفت أن مدة الرحلة من ميناء مومباسا إلى ميناء صلالة خمسة أيام فقط ، كما أن تكلفة البضاعة أقل من السابق . سنمضي قدمًا بإذن الله في الاستيراد المباشر . وشكرا شركة أسياد.”
تغريدة البوسعيدي وجدت صدى كبيراً لدى المغردين العمانيين، والذين أشاروا إلى نجاح الإدارة العمانية في الاستيراد المباشر وتوفير الوقت والمال، مؤكدين أن لدى السلطنة إمكانيات كبيرة وبخاصة مع قرب ميناء صلالة من القرن الأفريقي والمحيط الهندي.
إقرأ أيضا: بسبب الأحضان رقم قياسي في الكويت بعدد الإصابات بفيروس كورونا
وتحت عنوان “وداعاً جبل علي”، كتب ناشطون عمانيون أن أزمة كورونا أخرجت الإمكانيات العمانية الهائلة في صناعة الموانئ، والتي ستستمر ما بعد أزمة كورونا للحصول على أفضل سلع .
هذه التفاعلات أيضاً، أشارت لها صحيفة “عمان” اليومية ، لافتة إلى أن تداعيات الأزمة المترتبة عن جائحة فيروس كورونا، كشفت حجم الإمكانيات التي تتمتع بها السلطنة وقدرتها على استغلال هذه الامكانات في إحداث نقلة لوجستية ومجتمعية على حد سواء ..
وأضافت أن شركة “أسياد” العمانية انتفضت لتعلن أن الموانئ العمانية ترتبط مع 86 ميناءً تجاريًا في 40 دولة بواقع 200 رحلة أسبوعية مباشرة، لتعزيز التصدير والاستيراد المباشر من مختلف دول العالم للسلع والبضائع وخاصة الخضراوات والفواكه واللحوم، وتوفير أفضل الخيارات للتجّار والمستوردين للاستيراد من بلد المنشأ، والاستفادة من خطوط الشحن الدولية المباشرة إلى السلطنة من مختلف الموانئ الخليجية والإقليمية والعالمية.
كما أشارت الصحيفة إلى استفادة التجار والمستوردين العمانيون الاستفادة من الخطوط المباشرة والمزايا والتسهيلات المتوفرة في الموانئ العمانية والتي تشتمل على تخفيضات في رسوم الشحن ومناولة وتفريغ البضائع.
يذكر أن قطر سبقت سلطنة عمان في الاعتماد على ميناء حمد الدولي بدلاً من جبل علي والذي وفر الوقت والجهد ووفر أفضل خيارات للسلع بجودة أعلى وأسعار أقل .
وكان ميناء جبل علي يلعب دور بوابة دول المجلس التعاون البحرية، إلا أنه قد تخلّى عن هذا الدور بعد حصار دولة قطر وإغلاق مياهه البحرية أمام السفن القادمة من الموانئ القطرية، أو الذاهبة نحوها مهما كان العلم الذي تحمله، ما زعزع صورة الإمارات أمام شركات النقل البحري العالمية ودفعها للتقليص من اعتمادها على ميناء جبل علي في إيصال مختلف السلع إلى الأسواق الخليجية.