الدبور – لا يوجد شيء اسمه كورونا، بل هو قضاء وقدر، هكذا تعامل الكثير من اليهود المتطرفين مع إنتشار الفيروس، ومع الإجراءات التي إتخذتها حكومتهم للحد من إنتشاره، ووصلت لحد المواجه مع قوات الامن.
و تعكس إصابة وزير الصحة الإسرائيلي يعقوب ليتسمان وزوجته بعدوى كورونا تورط مجموعة المتدينين اليهود المتزمتين (الحريديم) نتيجة استخفافهم بها والتعامل معها بمفاهيم غيبية تسلم بأن كل شيء قضاء وقدر.
وتعد هذه المجموعة نحو مليون نسمة (10 ٪ من السكان) وتنتمي لليهود الشرقيين والغربيين، وممثلة بحزبين في الكنيست) شاس ويهدوت هتوراه) ويعتبرون الأكثر فقرا وتخلفا من ناحية العلم والعمل في إسرائيل.
وتبلغ أزمة استشراء عدوى كورونا لدى «الحريديم» ذروتها في مدينة بني براك المجاورة لتل ابيب من ناحية الجنوب، وتبين أمس أن ثلث سكانها الذين يعدون 220 ألف نسمة مصابون بالعدوى.
وفي محاولة لمحاصرة العدوى التي تهدد بالانتشار في تل أبيب ومنطقتها وسائر البلاد فرضت حكومة الاحتلال حصارا على المدينة، ومنعت مغادرتها إلا لحالات الضرورة القصوى ووفقا لتصريح رسمي.
بالتزامن بدأت السلطات الإسرائيلية أمس بإخراج المرضى من المدينة لمراكز إشفاء معزولة كي تحول دون تفشي العدوى بكل أنحائها. وتوجه أوساط إعلامية وسياسية على رأسها رئيسا الحكومة السابقان إيهود أولمرت وإيهود باراك انتقادات قاسية لحكومة نتتياهو لتلكئها في مواجهة الخطر مبكرا ومعالجتها بتردد وببطء.
كما توجه انتقادات قاسية لوزير الصحة ليتسمان المنتمي للحريديم لجهله وسوء إدارته. وواصل وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان مهاجمة ليتسمان ونعته بالوزير المتقادم من القرن التاسع عشر. وتخشى السلطات الإسرائيلية من تفشي العدوى في بلدات الحريديم خاصة في منطقتي تل ابيب والقدس، علما بأنها أصابت نحو 7000 إسرائيلي حتى الآن.