الدبور – نشر موقع عماني قصة أول عماني أصيب بفيروس كورونا ورحلته مع هذا المرض الخطير الذي جنن العالم وأوقف الحياة في الكرة الأرضية، وكيف وصل اليوم خلال هذا المشوار الذي قد يبدو مخيفا للكثير من البشر من الاخبار التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الإجتماعي خاصة، لان الكثير منها يحمل قصص خيالية.
أن تكون أنت الرقم “1” في قريتك أو ولايتك فهو أمرٌ جيدٌ ويسعى الكل إلى الوصول إليه، لكن ماذا لو كنت أنت المُصاب الأول – لا سمح الله- بفيروس كورونا الجديد في محافظتك بالكامل؛ ماذا سيكون شعورك حينها أيها القارئ الكريم؟
من المؤكّد أنه شعورٌ مُخيفٌ لا يتمناه أحدٌ، في ظل هذا الفيروس الذي لا نراه إلا بأفعاله، ولا نحسّ به سوى بأرقامه التي تتصاعد يومًا تلو الآخر، ليبقى السؤال الأهم: متى سيختفي؟
لكن، ماذا لو استمعنا لمن جرّب الشعورين معًا؛ شعور الإصابة بهذا الفيروس غير المرغوب فيه، وشعور الشفاء منه واختفائه من الجسد أعراضًا، ومن العقل تفكيرًا! في السطور القادمة هناك حكايةٌ حقيقيةٌ عن ذلك أنت مدعوٌ للاطلاع عليها أيها القارئ الكريم.
تبدأ الحكاية للشاب العُماني (ح.م) ذي الـ 38 ربيعًا، بعد عودته من إحدى الدول المجاورة بأسبوع، حيث أحسّ بحمّى وآلام في المفاصل، وإسهال، فما كان منه سوى الذهاب للمستشفى، وهناك كانت المفاجأة؛ قِيل له بأنه مشكوك بإصابته بفيروس كورونا، فأصابه الذهول، وغلبته الصدمة، وهو الذي لم يتخيّل يومًا أن يكون أحد أرقام كورونا التي يسمع عنها في الإعلام، بل الرقم 1 في المحافظة التي يقطنها.
إقرأ أيضا: باحث عماني يحذر من وصول منطقة في سلطنة عمان إلى مستوى إيطاليا، عليكم بالحذر!
بإيمان الواثق بالله، بدأ الشاب مرحلة العزل الصحي، فليس في اليد حيلة سوى اليقين بالقضاء والقدر، وعمل على إيجاد أجواءٍ إيجابيةٍ له تخللها قراءة القرآن، وحفظ ما تيسّر منه، والتحصّن بالأدعية، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع أهله وأصدقائه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأ ذهوله يتلاشى، والصدمة تنسحب عنه وهو يرى جسده يتسارع في الشفاء، إلّا أن أمرًا أزعجه كثيرًا، هو الإشاعات؛ فهناك من قال “فلان في حالة حرجة”، وآخر “فلان منقول للمستشفى”، وغيرها الكثير، يقول عن ذلك لـ “أثير” : لَكَ أن تتخيل الشعور وأن تقرأ اسمك في “الواتساب” مصحوبٌ بإشاعة ليس لها أساس من الصحة”!
انقضت الـ 14 يوم أمس الجمعة 27 مارس 2020م، وأصبح الشباب (ح.م) شخصًا غير الذي كان قبل هذه الأيام؛ فقد تعلّم أهمية الحذر والحرص في وقت انتشار الأوبئة، وضرورة الصبر عند الإصابة، وعدم الضعف أمامه، والتوكل على الله في كل حين، موضحًا ” لو عاد بي الزمان قبل إصابتي لكنت أكثر حذرًا مما كنت عليه”.
الشاب الذي يتمنّى أن يتم تعديل أرقام محافظته في برنامج “الترصّد” التابع لوزارة الصحة من “إصابة واحدة” إلى “صفر” بعد شفائه، وسلامة فحوصات كل المختلطين معه، دعا الجميع إلى الالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية، وبالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية “حتى لا يجربّوا الشعور الذي مرّ فيه”. كما وجّه عبر “أثير” شكرًا خاصًا لكل من وقف معه من أهله وأصدقائه، وفريق التقصي الصحي بولايته الذين أكّد بأن لهم الدور الأبرز في تهيئته النفسية والمعنوية.
عن موقع أثير العماني