الدبور – دخلت ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي تعتبر أحد أكبر الولايات الأمريكية في الحجر الكامل وشبه حظر تجول في الولاية إلا للضرورة لمواجهة فيروس كورونا، فقد قرر حاكم كاليفورنيا غايفن نيوسوم، مساء الخميس، فرض حجر على الولاية بكاملها وعلى سكانها البالغ عددهم 40 مليون نسمة، وذلك لتعزيز جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد.
وقال الحاكم في مؤتمر صحافي: ”حان الوقت لنا جميعا، أفرادا ومجتمعا، أن ندرك أنه يجب علينا بذل مزيد من الجهد لوقف انتشار كوفيد-19“. وأضاف أنه يطلب من السكان ”على مستوى كامل الولاية البقاء في منازلهم“، مشيرا إلى أن هذا الإجراء يصبح ”ساري المفعول الليلة“.
بدوره كان رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي أمر مساء الخميس بفرض حجر على جميع سكان المدينة البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، طالبا منهم الامتناع عن أي تنقل غير ضروري، وذلك في محاولة لكبح تفشي فيروس كورونا المستجد.
وكتب غارسيتي على تويتر أنه أصدر أمرا طارئا بفرض حجر يلزم ”جميع سكان مدينة لوس انجليس بأن يبقوا في منازلهم وبأن يحدوا على الفور من التحركات غير الضرورية“. وأضاف: ”نتخذ هذا الاجراء الطارئ من أجل الحد من انتشار كوفيد-19 وإنقاذ أرواح“.
وفي نيويورك، سجلت الولاية 4 آلاف و152 إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فضلا عن 27 وفاة. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الخميس، بيل دي بلاسيو، عمدة مدينة نيويورك.
كما سجلت ولاية واشنطن يوم الخميس 8 حالات وفاة جديدة بسبب فيروس كورونا مما رفع عدد الوفيات بها إلى 74 حالة وفاة، وهو أكبر عدد في أي ولاية أمريكية. وحدثت معظم الوفيات في منطقة سياتل وتركزت حول منشأة لرعاية المرضى على الأمد الطويل بضاحية كيركلاند التي ظهر بها هذا المرض لأول مرة في الولايات المتحدة.
وأكدت ولاية واشنطن إصابة أكثر من 1300 شخص بفيروس كورونا على مستوى الولاية مما دفع الحاكم جاي إنسلي إلى توقيع تشريع هذا الأسبوع يوافق على تخصيص 200 مليون دولار من أموال الطوارئ لإبطاء انتشار المرض.
وفي السياق، قدم زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل، الخميس، مقترحات للتحفيز الاقتصادي بقيمة تريليون دولار بهدف مواجهة تأثير فيروس كورونا المستجد.
وقال ماكونيل إن ”النص يتضمن إجراءات طموحة تتعلق بأربع أولويات ملحة جدًا“ تتمثل في تقديم ”مساعدة مالية مباشرة للأمريكيين“ و“مساعدة سريعة للشركات الصغيرة وموظفيها“ و“خطوات مهمة للحفاظ على استقرار اقتصادنا وحماية الوظائف“ و“دعم العاملين الشجعان في المجال الصحّي والمرضى الذين يكافحون فيروس كورونا المستجدّ في الخطوط الأمامية“. وسيكون هذا النص الآن موضوع تفاوض مع الديموقراطيين في مجلس الشيوخ.
ولاحقًا، يتوجب أن تقَر هذه الإجراءات أيضًا في مجلس النواب ذي الغالبية الديموقراطية، قبل أن يحال إلى الرئيس دونالد ترامب. وقال ماكونيل: ”نتطلع إلى العمل“ مع الديموقراطيين والبيت الأبيض ”للقيام بهذا العمل الهام وخدمة البلاد“.
وستبدأ المفاوضات مع الديموقراطيين الجمعة، لكنّها قد تستغرق بعض الوقت. وارتفعت وفيات فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، الخميس، إلى 154، فيما تجاوزت حصيلة الإصابات 10 آلاف.
جاء ذلك بحسب أرقام غير رسمية جمعتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وأحصت الدراسة وفاة 154 شخصا حتى الخميس في البلاد، وإصابة 10 آلاف و755، بسبب فيروس كورونا.
وعلى خلفية الانتشار السريع للفيروس، أعلنت بعض الولايات الأمريكية حالات الطوارئ، ومنعت التجمعات وأغلقت المدارس والجامعات.
وحتى أمس الأربعاء، أصاب كورونا قرابة 217 ألفا في 172 بلدا وإقليما، وتوفي أكثر من 8900، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة.