الدبور – فيروس كورونا يغزو دول الخليج بشكل قوي وخلال فترة قصيرة بين ظهور الحالات في عدة دول خليجية، ومع غنها حالات معدودة ولكنا بالنسبة لحجة تلك الدول تعتبر كثيرة وخطرة، وخصوصا دولة مثل اليمن التي تعيش أصلا حالة من تفشي الأمراض نتيجة الحرب القذرة التي تقودها السعودية و الإمارات على شعبها، وما نتج عنها من تدمير البنية التحيتة لكل شيء.
و تتصاعد المخاوف بالطبع من تفشي فيروس “كورونا” في منطقة الخليج، بعد تسجيل حالات إصابة في كل من الإمارات والكويت وعمان والبحرين والسعودية.
ومع ارتفاع عدد الوفيات الإجمالي في الصين، منشأ الفيروس، إلى أكثر من 2600 شخص، بينما وصلت الإصابات إلى نحو 80 ألفا، يبدو أن العالم أمام خطر انتشار وباء عالمي.
وتتجه السلطات الحكومية في عدد من العواصم الخليجية، إلى اتخاذ تدابير احترازية لمنع تزايد معدلات الإصابة بالمرض. حيث يبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة المكتشفة في دولة الإمارات العربية المتحدة حسب البيانات الرسمية 13 حالة، تم شفاء 3 حالات منها.
أما الكويت، فقد سجلت ثماني إصابات، وقالت إنهم قيد الحجر الصحي، بعد إجلاء 700 شخص من مدينة مشهد، شمال شرقي إيران. وأكدت وكالة الأنباء البحرينية، تسجيل ست إصابات جديدة بالفيروس لسعوديين وبحرينيين قادمين من إيران. وأعلنت سلطنة عمان، تسجيل أول حالتي إصابة بفيروس “كورونا” لمواطنتين قادمتين من إيران.
وعلى الرغم من النفي السعودي ، لوجود أي إصابات على أراضي المملكة، فإن إصابة سعودي بالمرض في الكويت، بعد عودته من إيران، يعني أن المرض طال جميع دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء قطر حتى الآن. وتعد الدعوة لاجتماع طارىء لمجلس التعاون الخليجي، بمشاركة وزراء الصحة الخليجيين؛ لبحث مواجهة فيروس “كورونا”، إشعارا بأن المخاطر تزداد، وقد تخرج عن السيطرة.
وتفرض قطر قيودا على دخول البلاد، تشمل فحص جميع السفن القادمة إلى موانئها، وإلزام الركاب القادمين من إيران وكوريا الجنوبية البقاء في منازلهم أو في منشأة للحجر الصحي لمدة 14 يوما؛ ووقف الرحلات من وإلى بكين وشنغهاي وغوانزو.
كذلك أوقفت الكويت الرحلات من وإلى إيران وكوريا الجنوبية وتايلاند وإيطاليا، وألغت كل فعاليات الأعياد الوطنية الشعبية حتى إشعار آخر. وقررت الإمارات تعليق جميع الرحلات المتجهة والقادمة من إيران، بما فيها طائرات الركاب والشحن.
إقرأ أيضا: قاضي سعودي أعجب بإمرأة فطلقها من زوجها ثم تزوجها مسيارا!!
وفرضت البحرين إجراءات فحص في منافذها الرئيسية، مع متابعة جميع القادمين من الدول الموبوءة لمدة 14 يوما، وتعليق جميع الرحلات القادمة من مطار دبي الدولي ومطار الشارقة الدولي لمدة 48 ساعة.
وأعلنت هيئة الطيران المدني العمانية، وقف رحلات الطيران بين السلطنة وإيران، كما أوقفت السعودية سفر مواطنيها والوافدين إلى إيران.
وقد يتسبب انتشار الفيروس في دول الخليج في اتخاذ إجراءت أكثر تشددا بالنسبة لحركة السفر والنقل، وقد تصل إلى مرحلة إغلاق الحدود، ما يهدد حركة التجارة البينية.
وحال تفشي الفيروس على نطاق واسع، فإن الأمر ينذر بارتفاع أسعار السلع، مع اتساع أمد الإغلاق، وتوقف حركة الشحن والبضائع. ومن المتوقع تكبد البورصات الخليجية، خاصة السعودية والإماراتية، خسائر فادحة، وسط هلع في الأسواق، دفع بأسعار النفط إلى المزيد من الهبوط.
وهوى المؤشر العام للبورصة السعودية بنسبة 2.95%، ليغلق عند مستوى 8652.1 نقطة، حيث تراجعت أسهم 186 شركة، بينما لم تصعد سوى 8 شركات من إجمالي 199 شركة مدرجة في السوق. وتراجع المؤشر العام لبورصة أبوظبي بنسبة 2.2%، كما هبط المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 0.79%.
وانخفض المؤشر العام لبورصة الكويت بنسبة 1.6%، بينما تراجع المؤشر العام في بورصة قطر بنسبة 1.3%، وانخفض مؤشر بورصة مسقط بنسبة 0.97 %، وهوى المؤشر في البحرين بنسبة 0.5%.
وهبطت أسعار النفط بنسبة تزيد عن 3%، وسط مخاوف المستثمرين بشأن تراجع الطلب على الخام بشكل أكبر، بعد اتساع نطاق الدول المتضررة من “كورونا” (30 دولة).
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بقيمة 2.20 دولار بما يعادل 3.8% ليتحدد سعر التسوية عند 56.30 دولار للبرميل. وانخفضت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بقيمة 1.95 دولار أو 3.7% لتغلق على 51.43 دولار للبرميل.
وتعد اقتصادات دول الخليج التي تعاني أساسا من الركود، المتضرر الرئيس من “كورونا”، جراء تراجع الطلب على النفط، وارتباطها بالصين كشريك تجاري رئيسي ومستورد مهم للنفط.
وحققت التجارة غير النفطية بين بكين ودول مجلس التعاون الخليجي نموا من عدة مليارات قبل عقدين من الزمن لتصل إلى 200 مليار دولار، العام الماضي.
ومن المتوقع، وفق مؤسسة “كابيتال ايكونوميكس” المالية الاستشارية، أن يؤدي الفيروس إلى حدوث انكماش اقتصادي كبير في منطقة الخليج، وأن يكون عقبة أمام النمو في 2020، مع انخفاض أسعار النفط.
وتبدو الدول المنتجة، تحديدا السعودية والإمارات، أكثر المتضررين، من انخفاض الأسعار إلى جانب خفض الإنتاج، ما سيؤثر على الإيرادات الإجمالية لكل دولة.
لكن التوقعات أكثر تشاؤما بالنسبة لسلطنة عمان التي تواجه مخاطر اقتصادية أشد هذا العام، بسبب انكشافها على الصين، حيث تتجه حوالي 45% من صادراتها، والتي يشكل النفط معظمها، إلى بكين.
على صعيد آخر، من المرجح أن يتسبب “كورونا” في ضربة للسياحة الخليجية، حيث زار أكثر من 1.6 مليون سائح صيني دول الخليج في العام 2018.
وتعد مدينة دبي، التي استقبلت وحدها مليون سائح صيني، في 2018، أكثر المتضررين من الفيروس، وسيكون قطاع الضيافة لديها الأكثر تعرضا للمخاطر في منطقة الخليج بسبب قيود السفر المرتبطة بتفشي الفيروس. وهناك مخاوف إماراتية من انخفاض عدد الزائرين المتوقع حضورهم معرض إكسبو دبي 2020، الذي يستمر لستة أشهر ويبدأ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويعد “إكسبو 2020” أكبر معرض في العالم، يحتفي بالابتكارات والاختراعات الحديثة، ويتم تنظيمه كل 5 سنوات، ومن المتوقع أن يفد إليه أكثر من 25 مليون زائر، لكن “كورونا” قد يعصف به.
ويهدد الفيروس، موسم العمرة في السعودية، خلال شهور رجب وشعبان ورمضان (مارس/آذار، أبريل/نيسان، مايو/آيار)، وهي أكثر الشهور ازدحاما بالمعتمرين، وقد يطال التهديد موسم الحج (نحو 3 ملايين حاج سنويا)، أغسطس/آب المقبل.
عمان إذن، تليها، الإمارات، ثم السعودية، هم أكثر المتضررين في بلدان الخليج، حال استمرار تفشي “كورونا” لفترة أطول، حيث ينذر الفيروس بفاتورة خسائر باهظة تشمل قطاعات النفط والسياحة والسفر، وغيرها.