الدبور – قال متحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا، اليوم الثلاثاء، إنهم أبلغوا الجانب الروسي بشكل واضح أن أنقرة أجرت التحضيرات العسكرية اللازمة لإعادة النظام السوري إلى حدود اتفاق سوتشي بإدلب في حال لم ينسحب منه، في ظل حديث الأمم المتحدة عن مقتل 100 مدني منذ بداية فبراير الجاري، بالإضافة لنزوح هائل.
وأوضح عمر جليك، المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية”، في تصريحات صحفية أن الوفد التركي الذي يزور موسكو “عرض بشكل واضح وجلي أطروحات تركيا بخصوص التطورات في محافظة إدلب السورية”.
وبيّن أنه “في مواجهة هذا العدوان للنظام بإدلب أبلغنا الجانب الآخر (روسيا) بشكل واضح وصريح أنه في حال عدم انسحاب النظام إلى الحدود السابقة، فإننا أجرينا التحضيرات العسكرية اللازمة لإرغامه على ذلك”. وأضاف: “نهجنا هذا ضروري من أجل مكافحة الإرهاب، وأمننا القومي، ومنع وقوع كارثة إنسانية، وسيقدم الوفد تقريراً شاملاً لدى عودته (من موسكو)”.
وفي سياق متصل، قالت روسيا في وقت متأخر أمس الاثنين، إن تركيا استأنفت الدوريات المشتركة مع الجيش الروسي في شمال شرق سوريا بعد توقف دام أسبوعين. وقال مصدر أمني تركي، في السابع من فبراير الجاري، إن الدوريات المشتركة بين بلاده وموسكو تأجلت بسبب الأحوال الجوية، لكن توقف الدوريات المشتركة تزامن مع تصاعد التوتر بين البلدين بسبب التطورات في إدلب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: “الدورية الروسية التركية المشتركة الأحدث تم تنفيذها”، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وكانت تركيا وروسيا قد بدأتا تسيير دوريات مشتركة في سوريا قرب الحدود التركية في أكتوبر 2019، لكن القوات التركية توقفت عن المشاركة فيها في الثالث من فبراير الحالي. من جانبها، قالت مسؤولة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت: إن “سوريا تشهد حالياً أكبر حركة نزوح منذ بداية الحرب”، محمّلة النظام السوري والأطراف الداعمة له مسؤولية ذلك.
إقرأ أيضا: في السعودية فقط: مسجد عمره أكبر من عمر الإسلام، وقرية دخلت الإسلام قبل النبي!
وأضافت، في بيان صادر عنها، أن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا “يدعو للدهشة”، مؤكدة أنه وبحسب معطيات الأمم المتحدة فقد نزح 900 ألف مدني سوري منذ مطلع ديسمبر 2019. وبينت أنه “حتى الآن 80% من النازحين هم من الأطفال والنساء”، مشيرة إلى أنها أكبر حركة نزوح منذ عام 2011، بداية الحرب الداخلية في البلاد.
وتطرقت إلى تصعيد النظام السوري، والأطراف الداعمة له، الهجمات في محافظتي حلب وإدلب شمال غربي البلاد، منوهة إلى أن الهجمات البرية والجوية للنظام، بين 1 – 16 فبراير الحالي، أودت بحياة 100 مدني على الأقل، 18 منهم من النساء، و35 من الأطفال.
ووصفت ” باشيليت” استهداف النساء والأطفال ممن يكافحون في أجواء البرد والصقيع” بـ”الخطوة الظالمة”، مبينة أن الوضع الإنساني في المنطقة “يدعو للدهشة”، وأعربت عن خشيتها من مقتل المزيد من المدنيين السوريين في حال واصل النظام هجماته.
هذا ويعاني آلاف المدنيين صعوبات في العثور على أماكن تؤويهم من جراء امتلاء المخيمات في إدلب، وعدم وجود بنى تحتية، إضافة إلى النقص في المساعدات، وينتظرون تقديم العون لهم.