الدبور – قالت خطيبة المغدور الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتلته وقطعته السلطات السعودية في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول، السيدة خديجة جنكيز، الباحثة التركية ، إن العالم فشل في تحميل السعودية مسؤولية مقتل الصحافي الذي كان يكتب في صحيفة “واشنطن بوست”، بل “شجعها على القيام بما يحلو لها”.
واعتبرت جنكيز، في مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن غياب أي عقوبات جدية ضد السعودية، بعد أكثر من عام على وقوع الجريمة في السفارة السعودية بإسطنبول، كان بمثابة رسالة إلى المملكة أنه بإمكانها الإفلات من أي شيء تقوم به.
وتتواجد جنكيز حالياً في واشنطن، إذ دعاها النائب الديمقراطي، جيري كونولي، لحضور خطاب “حالة الاتحاد”الذي من المقرر أن يلقيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مساء اليوم الثلاثاء. واعتبر كونولي: “شجاعة جنكيز في الحضور للكونغرس، ستكون بمثابة دعوة إلى الرئيس لضرورة تحمل المسؤولية تجاهها وتجاه جريمة مقتل الصحافي المحترم والإصلاحي، الذي كان مقيما بالولايات المتحدة”. وأفاد بأن الكونغرس قام بما يجب عليه فيما يخص جريمة خاشقجي، والآن جاء الدور على ترامب للقيام بما يجب عليه.
وشددت جنكيز أن غياب الرد الدولي على الجريمة قد شجع السعودية، معتبرةً أنه في حال “حصل شيء لي، أو لأي شخص، ماذا سيشعرون (المجتمع الدولي)؟ العالم سيكون المسؤول، مسؤول مرتين (عن مقتل خاشقجي وأي جريمة سعودية أخرى)”.
وتذكر الصحيفة البريطانية أنه بينما يرى العالم جنكيز كشريكة في حداد مستمر على خطيبها، إلا أن المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء، أغنيس كالامارد، تصفها بأنها تملك “شخصية قيادية”، متابعةً أنه عند لقائهما الأول قامت جنكيز بمساءلة المحققة الفرنسية حول خلفيتها ونواياها “لمدة 20 دقيقة”. وتابعت كالامارد: “شعرت وكأنه يجب أن أنجح في الاختبار في حال أردت إجراء مقابلة معها. وخضنا اجتماعا مثمرا بعدها، كان بأهمية كبيرة بالنسبة للتحقيق”. واعتبرت كالامارد أن “جنكيز ليست فقط ضحية أو مجرد خطيبة خاشقجي. إنها ذكية وشجاعة، وتتحدى المعتاد”.
إقرأ أيضا: جريمة هزت المجتمع الكويتي: خطف مراهقة كويتية وإحتجازها في منزل وإغتصابها!
وكانت “الغارديان” قد كشفت، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة قد حذرت السلطات البريطانية في الصيف الماضي من نوايا محتملة للسعودية بمراقبة جنكيز في بريطانيا. وأكدت جنكيز أنه لم يتم إخبارها بالتهديد المحتمل، ولكن مخاوفها حول أمنها باتت دائمة، وقالت: “ألا تعتبر الملاحقة التي تعرضت لها هجوما على حياتي الخاصة؟ لأن ذلك يمنعني من أن أكون إنسانا طبيعيا”.
وكشفت جنكيز أن خاشقجي لم يكن يشاركها تفاصيل عمله، ولكنها تذكر أنه كان على إدراك بالحملات التي كانت تقام ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، والهجمات عليه نتيجة انتقاداته للمملكة السعودية في مقالاته بصحيفة “واشنطن بوست”. وذكرت أنها تفاجأت عندما علمت أن هذه الحملات كانت تؤذيه، وقال لها: “إنهم يستطيعون فعلاً إيذاءك على المستوى النفسي والعاطفي”. وفي حين لم يحصل بينهما أي كلام حول اختراق محتمل لهاتفه، إلا أنها تذكر أن خاشقجي كان يتحدث مع عدد من الأمراء والمسؤولين السعوديين عبر تطبيق واتساب.
إقرأ أيضا: إمارات الشر فصلت أكاديمية إماراتية لمجرد تغريدة بسيطة بعيدة عن شيطان العرب
وفي هذا الإطار، يذكر أن الناشط المعارض السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا، والذي رفع دعوة على شركة “إن إس أو” الإسرائيلية بتهمة أنها اخترقت هاتفه للتجسس عليه لصالح السعودية، تبادل في فترة تزامنت مع اختراق هاتفه مئات الرسائل مع خاشقجي عبر الواتساب.
وقالت جنكيز: “إن هناك بوضوح حاجة دولية لمنع استخدام برامج التجسس”، مضيفةً: “يمكننا أن نرى كيف تستخدم الحكومات هذه التقنيات لدواع مضرة، أليست هذه جريمة دولية؟”.
ورفضت جنكيز نتائج التحقيق السعودي بجريمة قتل خاشقجي جملة وتفصيلاً، قائلةً: “إذا كان بن سلمان فعلا مسؤولاً، كما قال، لماذا لم يقدم شرحاً لحكم الإعدام الذي أطلقه على هؤلاء الخمسة؟ من هم وماذا حصل للآخرين؟ هل ظنوا أننا سنقبل بهذه النتائج دون أي توضيحات؟” وتابعت: “من جهة يقبل بن سلمان المسؤولية، ومن جهة أخرى يهرب منها”.
إشترك في قناتنا على تطبيق تليجرام لتصلك اللسعات أول بأول.. https://t.me/Dabboor