الدبور- كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتصالات متقدمة تجريها الحكومة الإسرائيلية مع النظام الحاكم في دولة الإمارات للإعلان قريبا عن تدشين علاقات دبلوماسية علنية بعد سنوات من التعاون والتطبيع السري بين الجانبين.
وقال معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي جاكي حوكي إنه لن يكون مستغربا إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية قريبا عن فتح ممثلية دبلوماسية لإسرائيل في أبوظبي.
وذكر حوكي في تقرير نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، أن السؤال الذي ظل يحتاج إلى جواب هو موعد الإعلان عن تدشين العلاقات الدبلوماسية: هل سيحدث هذا قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقرر في آذار/مارس المقبل أم بعدها؟.
واعتبر أن مظاهر الغزل العلنية بين قادة الإمارات وإسرائيل دللت على أن أبوظبي باتت جاهزة لتدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ولفت الأنظار إلى أن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد بادر الأسبوع الماضي إلى مغازلة إسرائيل علنا من خلال نشر تغريدة على حسابه على تويتر، تتضمن رابط مقال نشر في إحدى الدوريات البريطانية يتحدث عن العلاقات المتطورة بين إسرائيل ودول الخليج؛ حيث جاء المقال بعنوان “تحالف عربي إسرائيلي يتبلور في الشرق الأوسط”.
ونوه إلى أن تل أبيب فسرت ما أقدم عليه الوزير الإماراتي على أنه لفت الأنظار إلى حرص بلاده على تدشين علاقات سلام معها.
واستدرك حوكي قائلا إن تغريدة بن زايد لم تفاجئ أحدا في تل أبيب، منوها إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغلها، وأشار إلى أنها تدلل على “الاتصالات والجهود الكثيرة التي تبذل من أجل تطوير العلاقات مع العالم العربي، وهي الجهود التي يُفضل أن يتم، في هذه الأثناء، الحفاظ على سريتها”، على حد تعبيره.
ونوه إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس سارع إلى شكر بن زايد، ودعاه إلى المباشرة بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب.
وأوضح أن الإمارات وإسرائيل ترتبطان بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية، ناهيك عن سماح القيادة الإماراتية لعدد من الوفود الإسرائيلية، تحديدا الأكاديمية والرياضية بزيارة أبوظبي والمشاركة في فعاليات ومنتديات تنظم هناك.
وأعاد للأذهان حقيقة أن الإمارات وافقت على مشاركة إسرائيل في معرض “إكسفو 2020″، الذي سينظم في “أبوظبي”، حيث تقرر أن تدشن وزارة الخارجية الإسرائيلية زاوية خاصة بها في المعرض.
وذكر حوكي أن كلا من إسرائيل والإمارات تربطهما علاقات خاصة مع الولايات المتحدة ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ مشيرا إلى أن هناك “تحالفا رباعيا”، يضم تل أبيب وأبوظبي والقاهرة وواشنطن.
كما لفت إلى أن التحالف “الرباعي” يستند إلى مصالح مشتركة، تتمثل في مواجهة إيران والحركات الإسلامية السنية.
وأوضح أن إسرائيل من خلال تعزيز علاقاتها مع الإمارات ستتمكن من الحصول على “بطاقة دخول للسوق الاقتصادي الغني والواسع في الخليج”؛ في حين أن قادة الإمارات يرون في العلاقة مع إسرائيل مكسبا إستراتيجيا على اعتبار أنهم باتوا يرتبطون بقوة إقليمية كبيرة؛ في إشارة إلى إسرائيل.
وشبه حوكي حرص من أسماهم “ممثلي عائلة آل نهيان” في أرجاء العالم على إرسال التهاني لإسرائيل و”الشعب اليهودي” بعيد الأنوار” بحرص الجنود على الانضباط وطاعة قادتهم في الجيش”، لافتا إلى أن السفارات الإماراتية في كل من واشنطن وباريس ولندن وممثلياتها في نيويورك قدمت تهانيها بالعيد من خلال نشر الصورة التي ترمز لعيد الأنوار.
ويتخذ النظام الحاكم في دولة الإمارات خطوات متقدمة بشكل تدريجي لتكريس واقع التطبيع مع إسرائيل على حساب تصفية القضية الفلسطينية.
وسجل النظام الإماراتي خلال الأعوام الأخيرة تصعيدا غير مسبوق في التعاون العسكري والسياسي والأمني مع إسرائيل.
واستضافت الإمارات بشكل دوري وفودا حكومية ورياضية إسرائيلية، كما وجهت دعوة رسمية لإسرائيل من أجل المشاركة في معرض اكسبو الدولي المقرر العام المقبل في دبي.
لكن الجديد في مسار التطبيع الأخذ بالتصاعد رغبة الإمارات في فتح أبواب الدولة أمام الإسرائيليين ومن دون أي قيود في خطوة غير مسبوقة على مستوى دول الخليج.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يعتزمون زيارة الإمارات فور إتاحة الفرصة أمامهم لذلك.
وبهذا الصدد أجرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية استطلاعا للرأي بين قرائها وسألتهم عما إذا كانوا سيقضون عطلة في دبي إذا فتحت أبوابها أمام الزوار من إسرائيل. قال 94.6٪ من 15،000 إسرائيلي شملهم الاستطلاع أنهم يودون السفر لدبي.