الدبور – كيف تسير إجراءات عزل الرئيس الامريكي ترامب وإلى أين ستصل؟ وهل سيتم فعلا عزله أم ان الامر يعد من المستحيلات؟
هذا ما نشره الناشط محمد الاحمد على صفحته، وشرح ما يجري بطريقة مبسطة للفهم وإلى أين ستصل كل هذه الإجراءات بعد كل ما حصل في الأيام الأخيرة.
حيث قال في سلسلة تغريدات لسعها الدبور: تحدثت في بداية التحرك لعزل ترامب بشكل عام عن الموضوع، لكن القضية تسارعت ووصلت مرحلة حساسة تحتاج مزيدًا من الضوء، واستعراض الاحتمالات، وتأثيرها على أمريكا وعلينا.
بعد أن أنهت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب جلساتها، وحصلت على ما تحتاجه في إثبات أن ترامب اقترف ما يستدعي العزل من خلال الاستجوابات والوثائق، ستبدأ اللجنة القانونية بمقابلة خبراء دستوريين عن تكييف أفعال ترامب طبقًا للدستور، وكيف يجب أن تصاغ بنود الاتهام التي سترفع لمجلس الشيوخ.
لال هذه المدة؛ تسرب للإعلام الأمريكي المزيد من المعلومات التي لم تذكر في جلسات الاستجواب، ولكن من المرجح أن يستفيد منها مجلس النواب لتقوية بنود الاتهام، كما صدرت أحكام فيدرالية تلزم الشهود بالحضور، ما يعني تريث المجلس حتى يحضر كل الشهود الذين رفضوا الاستجواب.
من الشهود المهمين الذين لم يحضروا. المحامي الشخصي للرئيس جولياني، ورئيس موظفي البيت الأبيض جالفيني، ورئيس مجلس الأمن القومي المستقيل بولتون، وغيرهم ممن لديهم معلومات أخطر بكثير من الشهود السابقين، وأكثر دلالة على إدانة الرئيس، وبما أنهم تحت القسم فلن يتمكنوا من الكذب أو التضليل.
وطبقًا لكلام المحللين، فإن الأدلة المتوفرة كافية لإدانة الرئيس واتخاذ القرار بعزله طبقًا للدستور، لكن المشكلة أن الذي سيحاكم الرئيس ويقرر عزله ليس مجلس النواب بل مجلس الشيوخ، وبخلاف مجلس النواب، إذ يتكوّن أغلبية جمهورية موالية للرئيس، ولم يبدِ أحد منهم رغبة في التصويت لعزله.
ويعتقد الديموقراطيون أن استكمال الاستجوابات سيضع الجمهوريين في موضع حرج، بحيث إن لم يصوتوا لعزل الرئيس سيكونوا خونة، كما يراهنون على أن إدراة رئيس المحكمة العليا لمداولات مجلس الشيوخ ستُسحب منهم الحيل الإجرائية التي يستطيعون فيها تغطية جرائم الرئيس.
وطبقًا للمسؤولين في الكونغرس، فإن مجلس النواب سوف يعد بنود الاتهام خلال شهر ديسمبر، ثم تبدأ مداولات الشيوخ بعد ذلك، فهل سيراهن ترامب على حماية الجمهوريين، أو يقدم على عمل يربك فيه كل المعادلة، ويتهور بما ليس في الحسبان، خاصة وأن شخصيته تسمح بمثل ذلك.
الأسلوب الذي يتعامل به ترامب هو الالتصاق بجمهوره الذين هم ناخبو النواب والشيوخ الجمهوريين، وذلك بالمهرجانات الانتخابية والنشاط الإعلامي الذي يناسب هذه الفئة، إضافة لإصدار القرارات التي تشبع تطلعاتهم، خاصة القرارات الاقتصادية والاجتماعية والمبالغة في التصهين وزعم القرب من الكنيسة.
ومن خلال كسب هذا الجمهور، يجعل أي نائب أو عضو مجلس شيوخ جمهوري قلق من عدم إعادة انتخابه إن قصّر في الوقوف مع ترامب، ويبدو أن هذه السياسة مجدية، حيث صار انتقاد ترامب داخل الحزب الجمهوري بمثابة عيب، كما لم يبرز أي جمهوري في منافسته بالترشح للرئاسة.
لكن إذا تمكن الديموقراطيون من الوصول إلى مرحلة يحرجون فيها الجمهوريين فعلاً في قوة الأدلة وصراحتها، فإن شخصية ترامب لن تقبل بالمجازفة والاستجواب في مجلس الشيوخ، وعلى الأرجح سيلجأ لتحرك كبير يربك الأوضاع، ويعطل المشروع كله.
• الاحتمال الأول: أن يشعل حربًا خارجية، سواءً مع إيران أو فنزويلا أو كوريا، ثم يطالب بتجميد إجراءات العزل إلى أن تنتهي الحرب.
• الاحتمال الثاني: أن يطالب جمهوره بالتحرك، فيتسببون في فتنة داخلية تعطل دور المؤسسات الفيدرالية، ويرتبك الوضع بالكامل.
هل شخصية ترامب وتركيبة مؤسسات أمريكا تسمح بمثل ذلك؟ – نعم، والدليل أن مسؤولي وزارة الدفاع والعدل والمالية والطاقة والداخلية كلهم يعاملون ترامب معاملة الملك المطاع، وليس رئيس دولة ديموقراطية، وقد صدرت منهم الكثير من التصرفات والتصريحات التي تؤكد ذلك.
وختم سلسلة تغريداته بقوله: سوف تتضح ملامح مستقبل إجراءات العزل نهاية هذا الشهر على الأرجح، وسوف يتبين إن كان ترمب سيكتفي بالاعتماد على الجمهوريين، أو يسعى لخطوات يعرقل فيها المسار بتحرك فوقي خطير، ولكل احتمال تداعيات قوية مرتبطة بمنطقتنا نتركها لتغريدات لاحقة.
https://twitter.com/M_BinA7mad/status/1200334254766469120?s=20