الدبور – كشفت تقارير ودراسات حديثة أن هناك حملات ممنهجة وممولة من قبل الإمارات لتشويه المرشحين المسلمين في الولايات المتحدة.
وأن تلك الحملات الإلكترونية حصلت على دعم وتمويل من شخصيات مرتبطة بدولة الإمارات، ووصل لعدة جمعيات معادية للمسلمين أموالا ضخمة بشكل تبرعات لدعم تلك الحملات لتشويه سمعة المرشحين المسلمين في أي إتخابات في أمريكا، في محاولة لمنع أي مسلم من الوصول الى أي منصب، الأمر الذي تقول الدراسة عنه سيضر بمصالح الإمارات و السعودية في أمريكا.
و خلصت دراسة لـ”مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية” الأمريكي (SSRC)، إلى وجود حملات مصطنعة على وسائل التواصل بصفة عامة، وعلى موقع “تويتر” خصوصا، لتغذية خطاب الإسلاموفوبيا والكراهية في أمريكا، شهّرت بالمرشحين المسلمين في انتخابات التجديد النصفي عام 2018.
وفحصت الدراسة الحملات الانتخابية للنائبتين المسلمتين في مجلس النواب، النائبة عن ولاية مينيسوتا “إلهان عمر”، والنائبة عن ولاية ميتشغان “رشيدة طليب”، خلال انتخابات عام 2018.
الأمر الذي اعتبرته الإمارات قد يضر بمصالحها في الولايات المتحدة وقد يدمر اللوبي الذي صنعته وصرفت عليه المليارات لسنوات طويلة داخل أروقة صناع القرار في أمريكا.
كما فحصت الدراسة أيضا، الحملات الانتخابية لعدد آخر من المرشحين المسلمين، بلغ عددهم 166 مرشحا، منهم من ترشح في الانتخابات التمهيدية لانتخابات الكونغرس، وعدد منهم ترشح في الانتخابات المحلية على مستوى عمدة مدينة أو كونغرس الولاية.
إقرأ أيضا:
من هو بدر العساكر؟ اليد القذرة لولي عهد السعودية بن سلمان
وتعرض المرشحون المسلمون، لحملات عنصرية منظمة تستهدف التشويه والتخويف، عن طريق بث خطاب كراهية معادٍ للإسلام في وسائل التواصل الاجتماعي، طبقا للدراسة التي جاءت في 97 صفحة.
كما أوضحت الدراسة أن مجموعة عمل مدعومة بشبكة عالمية من الحسابات الآلية “automated bots”، عملت على تضخيم الحملة وصناعة جملة من التغريدات الأكثر تداولا (تريند) على “تويتر”، تم التقاطها من بعض المواقع المحافظة على شبكة الإنترنت، ومن ثم إعادة تغريدها آلاف المرات، فيما كشف نمط إعادة نشر تلك الأكاذيب وقوف شبكات منظمة وفعالة خلفها.
وتبين في تحقيقات منفصلة أن تلك الحملات إنطلقت أيضا من دبي الإمارات العربية المتحدة، وهناك حملات قوية داخل دول الخليج خاصة لنقل مكتب تويتر من دبي، حيث يعتقد أن المكتب تحت تحكم حكومة الإمارات، ويوجد به الكثير من الجواسيس، كما تم الكشف عن ٣ جواسيس مؤخرا عملوا لصالح السعودية.
واعتمدت الحملات بحسب الدراسة، على التشهير باستخدام ادعاءات كاذبة تتعلق بالشريعة الإسلامية، وبأن المرشحين المسلمين يستهدفون تطبيقها، وأن بعضهم يهدف لفرض الحجاب على نساء الولايات المتحدة؛ هذا فضلا عن ادعاءات تتعلق بمفهوم التقية والعداء للسامية وكره “إسرائيل”.
وأعادت مواقع محافظة نشر تلك التغريدات المصطنعة، وعلى رأسها موقع “برايتبات” المقرب من البيت الأبيض، والذي كان يديره في السابق المستشار الاستراتيجي للرئيس “دونالد ترامب” ومدير حملته الانتخابية 2016، “ستيفن بانون”.
وتبنت تلك المواقع خطابا مؤيدا لـ”ترامب” خلال حملته الرئاسية عام 2016، ودعمت خطابه المعادي للإسلام والمسلمين، وهو ما سمح بنشر خطاب كراهية معاد للمسلمين التف حوله الكثير من أنصار “ترامب”، الذي غذاه بنفسه عبر إساءات دائمة لـ”إلهان عمر”.
ولم تتردد مواقع أخرى في إعادة نشر الادعاءات والأكاذيب، ومنها مواقع إخبارية مثل “باور لاين”، و”ديلي كولر”، و”بي جي ميديا”، ومواقع جماعات كراهية يمينية منها “أكت فور أمريكا”، و”أمريكان فريدوم”.
وركزت الدراسة على ما تعرضت له النائبتان المسلمتان خلال حملتهما لانتخابات الكونغرس 2018، من خطابات مغذية للكراهية وتهديدات جاء الكثير منها من حسابات إلكترونية مصطنعة.
وشملت الدراسة تحليل 113 ألف تغريدة استهدفت المرشحين المسلمين، وتضمن بعضها وصف المرشح أو المرشحة بعبارات غير لائقة ومسيئة.
كما تضمنت اتهامات باطلة حول بعض السلوكيات غير الحقيقية، و”أن كل المسلمين إرهابيون”، وأن “المرشحين المسلمين يريدون فرض قيم العقيدة الشريرة على الأمريكيين”.
وكشفت الدراسة أن النائبة “إلهان عمر” -ذات الأصول الصومالية والتي أصبح يُنظر إليها كنموذج للطموح السياسي لمسلمي أمريكا- نالت النصيب الأكبر من التهديدات وعبارات الكراهية، التي أعيد نشرها والتغريد بها آلاف المرات.
وجمعت الدراسة 1600 مصطلح يتم استعمالها من جماعات اليمين المتطرف ومواقع نشر الكراهية المعادية للمسلمين، واعتبرت أن نشر الأكاذيب “يعمل مثل الفيروسات، وتنتشر بسرعة غير متوقعة”.
ويأتي ما كشفته الدراسة عن الحملات السياسية من خلال “تويتر”، في وقت يمر فيه الموقع بأزمة الكشف عن جواسيس عملوا لصالح السعودية وسربوا معلومات لسلطات الرياض؛ أدت لاعتقال وتعذيب وقتل ناشطين سعوديين.
إشترك في قناتنا على تطبيق تليجرام ليصلك كل ما هو مميز من موقعنا… لسعات خاصه..