الدبور – في امر جديد حتى إمارات الشر خجلت أن تقوم به، على الأقل بهذا الشكل العلني، قضت محكمة يونانية على زعيم ديني مسلم في منطقة تراقيا الغربية بالسجن لمدة 80 يومًا بتهمة اغتصاب السلطة.
وأوضح “إبراهيم شريف”، وهو المفتي المنتخب في كوموتيني التي تعد واحدة من المدن الرئيسية الثلاث في تراقيا الغربية، أن محكمة في ألكساندروبولي، شمال شرقي اليونان، أدانته، يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، على خلفية مشاركته في صلاة الجمعة بإحدى قرى مقاطعة إفروس في مارس/آذار 2016، وفقا لما أوردته صحيفة “حرييت” التركية.
وشارك “شريف” نسخة من استدعاء المحكمة له، عبر تويتر، مشيرا إلى أن محاميه استأنف قرار حبسه في المحكمة العليا.
وسبق لـ “شريف” أن ربح دعوى قضائية عام 1999 على خلفية اتهامه بذات التهمة بعد استئنافه أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وتضم كوموتيني أقلية تركية تقدر بحوالي 150 ألف شخص، وانتخب “شريف” مفتيا لها عام 1990 من قبل الجالية المحلية المسلمة.
وظل انتخاب المفتين في تراقيا الغربية مثار خلاف بين الجالية التركية والسلطات اليونانية منذ عام 1991، حيث يتمتع المفتي بسلطة اتخاذ قرار بشأن شؤون الأسرة والميراث للمسلمين المحليين.
إقرأ أيضا:
نيويورك تايمز: خلية التجسس السعودية بتويتر تثبت ان بن سلمان هو قاتل خاشقجي
وتم تنظيم انتخاب المفتيين من قبل المسلمين في اليونان بمعاهدة أثينا لعام 1913 بين اليونان والإمبراطورية العثمانية، التي أدرجت لاحقًا في القانون اليوناني عام 1920.
لكن اليونان ألغت هذا القانون في عام 1991 واستحوذت على سلطة تعيين منصب مفتي المسلمين المحليين.
ولا يعترف غالبية الأتراك المسلمين في كوموتيني بالمفتي المعين، وينتخبون بديلا له، لا تعترف به الدولة اليونانية.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أصدرت بيانا، أمس الخميس، أكد فيه أن أنقرة لم تنس مظالم اليونان عبر التاريخ بحق الأتراك وباقي المواطنين الذين كانوا يعيشون تحت مظلة الدولة العثمانية.
وذكر المتحدث باسم الوزارة “حامي أقصوي”، في البيان، أن اليونان تواصل الوقوف إلى جانب الجهات التي تخاصم تركيا، وتدعم مواقف وتوجهات تلك الجهات، مضيفا: “محاولات اليونان لمحو الأتراك والمسلمين بشكل منتظم، منذ الإمبراطورية العثمانية، مرورا بمرحلة استقلال الجمهورية التركية والفترة التي تلتها، حقيقة معروفة جيدا”.
ونوه “أقصوي” إلى أن اليونان تواصل ممارساتها غير الإنسانية بحق الأقلية التركية في البلاد، وتعاقب المفتين بالسجن لأدائهم صلاة الجمعة، في إشارة إلى “شريف”.
يذكر أن العلاقات التركية اليونانية يشوبها التوتر على خلفية ملفات تاريخية، بينها النزاع بين شطري جزيرة قبرص، وأخرى حالية، أهمها الصراع على التنقيب عن الغاز بمنطقة شرقي البحر المتوسط.
إشترك في قناتنا على تطبيق تليجرام ليصلك كل ما هو مميز من موقعنا… لسعات خاصه..