الدبور – علق الشيخ فيصل بن جاسم آل الثاني على الجهل الإماراتي المستشري في عقولهم، حتى إذا صرفوا ملايين على عمل فني لتكون لهم مكانة ما، او لمهاجمة الدول التي عجزوا عن مهاجمتها على أرض الواقع وفشلوا في شيطنتها، يكون هجومهم بجهل يضعهم في مواقف محرجة.
وجاء تعليق الشيخ على تغريدة نشرها ياسر حارب مدير الشركة الإماراتية المنتِجة لمسلسل ضخم كما قالوا لهدف تشويه وشيطنة تركيا، أطلقوا عليه ممالك النار، ونشر التغريدة على حسابه على “تويتر” ، حيث كتب: “فخور بالإعلان عن مسلسل “ممالك النار” الذي نأمل في جينوميديا أن نبدأ به مرحلة جديدة في الدراما العربية. وفخور أيضا أن يبدأ عرضه على شبكة إم بي سي. السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، في مواجهة المحتل العثماني سليم”.
فخور بالإعلان عن مسلسل #ممالك_النار الذي نأمل في جينوميديا أن نبدأ به مرحلة جديدة في الدراما العربية. وفخور أيضا أن يبدأ عرضه على شبكة إم بي سي.
— Yasser Hareb (@YasserHareb) November 2, 2019
السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، في مواجهة المحتل العثماني سليم الأول@KingdomsOfFire @mbc1 @genomediatv
العرض 17 نوفمبر pic.twitter.com/nu9gmZTznj
ليرد الشيخ فصل بن جاسم آل الثاني عليه ويحرج جهله وجهل من صرف الملايين عليه بقوله كما لسع الدبور: “الأخ يقول (المحتل العثماني)! الجهل مصيبة، خصوصاً إذا رافقه حقد يا عزيز طومان باي، والمماليك أتراك، كما أن العثمانيين أيضاً أتراك، يعني صراع بين الأتراك بعضهم ببعض، فإن اعتبرت الحكم العثماني احتلالاً فيلزمك أن الحكم المملوكي احتلال، يقول الشاعر: لكل داء دواء يُستطب به إلا الحماقة أَعْيَتْ من يُداويها”.
الاخ يقول المحتل العثماني
— فيصل بن جاسم ال ثاني (@althani_faisal) November 2, 2019
الجهل مصيبة خصوصا اذا رافقه حقد
يا عزيز طومان باي والمماليك اتراك
كما أن العثمانيين أيضا أتراك
يعني صراع بين الأتراك بعضهم ببعض
فإن اعتبرت الحكم العثماني احتلال
فيلزمك ان الحكم المملوكي احتلال
يقول الشاعر
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها https://t.co/cPfmnelJFA
إقرأ أيضا:
عندما يحاضر عراب التنسيق الأمني بالوطنية، دحلان: أردوغان بنى علاقات قوية مع إسرائيل!
ويأتي هذا المسلسل، الذي يحظى بترويج واضح في سياق الحملة الإعلامية السعودية والإماراتية، وحتى المصرية المستمرة منذ سنوات ضد تركيا وضد رئيسها رجب طيب أردوغان بشكل خاص. وإلى جانب التهجمات المرتبطة بالتطورات السياسية والأمنية مثلما حدث في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي استهدفت أردوغان في 2016، أو مؤخرا مع عملية “نبع السلام” التركية في شمال سوريا، فإن التهجمات أخذت مؤخرا أبعادا تاريخية، واتهامات للسعودية والإمارات بمحاولة النبش في التاريخ للنيل من الدولة العثمانية، وتصويرها أنها ليست دولة خلافة إنما احتلال، وأنها عنصرية معادية للعرب.
وذهبت قناة “روتانا” السعودية مثلا لمحاولة ترويج أنه لم يسبق أن زار سلطان عثماني بيت الله الحرام للحج أو العمرة، وذهبت حتى لمهاجمة مسلسل “قيامة أرطغرل”، الذي حقق نجاحا عربيا وحتى عالميا، وزعمت أن أرطغرل بن سليمان شاه (والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية) ليس بطلاً تاريخياً، إنما مقاتل مأجور.
واللافت أن الأمر لم يتوقف عند وسائل الإعلام فقط، بل انخرط فيه مسؤولون، مثلما حدث مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي اتهم القائدَ العثماني فخر الدين باشا بسرقة أموال المدينة المنورة.
وقد أثارت جدلاً واسعاً وتوتراً بين البلدين، وانبرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرد بعنف على الوزير الإماراتي قائلاً: “أيها البائس، يا من تفتري علينا، أين كان جدّك عندما كان فخر الدين باشا يحمي المدينة المنورة؟”.
وفي الصيف الماضي احتفل مغردون سعوديون يتقدمهم أمير من الأسرة المالكة بما وصفوه “انتهاكات” الدولة العثمانية في السعودية، ونشروا على موقع “تويتر” صورا لما قالوا إنها مناهج دراسية معدلة تكشف ذلك.
وعبر عدد من المغردين السعوديين عن سعادتهم بـ”فضح” الدولة العثمانية، التي اكتشفوا أنها لم تكن دولة خلافة إسلامية، إنما دولة محتلة غازية، و اعتبر بعضهم أن المناهج الجديدة هدمت ما بناه الإخوان والصحوة من طمس للحضارة السعودية.
وتقدم الأمير سطام بن خالد آل سعود المحتفين بهذا “الكشف”، حيث كتب على صفحته على تويتر: “المناهج الجديدة تضع الأمور في نصابها الصحيح بالحديث عن تاريخنا وكشف الوجه الحقيقي للدولة العثمانية المغولية التي كانت توصف بأنها خلافة مع أنها حاربت أجدادنا والدعوة فهذا الأمر يفرح كل مواطن ونشكر وزارة التعليم والدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم على هذا العمل”.
وكان تقرير نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، كشف عن وثيقة مسربة من مركز إماراتي حول خطة لإسقاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإشغاله في أزمات داخلية لتقييد نفوذه الإقليمي.
وقال محرر الموقع الصحافي ديفيد هيرست إن المملكة العربية السعودية بدأت في تنفيذ “خطة استراتيجية” لمواجهة الحكومة التركية، بعد قرار من ولي العهد محمد بن سلمان الذي اعتبر أنه كان “صبورا للغاية” إزاء أردوغان في أعقاب فضيحة مقتل الصحافي جمال خاشقجي.