الدبور – أمير سعودي معارض فجر قنبلة جديدة كقنابل الرئيس التركي أردوغان عندما كان يكشف كل فترة تفاصيل جديدة عن إغتيال الصحافي جمال خاشقجي الذي تمر الذكرى السنوية الأولى له اليوم دون الكشف عن مكان الجثة ولا محاسبة القنلة.
الأمير السعودي المعارض خالد بن فرحان آل سعود أكد أن عناصر الحرس الملكي تتلقَّى تدريبات نفسية عالية المستوى في ضبط النفس وكيفية التصرف، وبالتالي تساءل في الوقت نفسه بالقول: ”كيف لعنصر في الحرس الملكي كممدوح أن يطلق النار على زميله الفغم، ومن ثمّ يبادر بإطلاق النار على رجال الأمن ويشتبك معهم بطريقة عشوائية، رغم تلقيه العديد من الدورات في الخارج على كيفية ضبط النفس”.
وقال إنّ السلطات السعودية أجبرت عائلة اللواء عبدالعزيز الفغم على تبني الرواية الرسمية، وعدم مخالفة الرواية الرسمية التي تمّ تناقلها في وسائل الإعلام الرسمية وعبر الحسابات المحسوبة عليها في مواقع التواصل الاجتماعي.
والأمير بن فرحان كشف عن أن لديه معلومات بأن الأمير محمد سلمان هو من يقف وراء اغتيال الفغم، شارحاً أسباب قيامه بذلك، وكيف تم التخلص من حارس الملك سلمان الشخصي.
وبحسب الأمير السعودي كان “الفغم” يمثل مشكلة في وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك بسبب علاقته القوية مع الأمراء المناهضين لسياسات محمد بن سلمان، ما دفع الأمير للتخلص من الحارس الشخصي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وقائد قوة الحرس الخاص بالحرس الملكي السعودي.
وفي هذا السياق يقول الأمير خالد بن فرحان آل سعود، إنّ حادثة قتل الحارس الشخصي للملك سلمان هي من تدبير وتخطيط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان يعتبره حجر عثرة في وجهه.
وأضاف «لم يكن هناك رضا ولا قبول عن الفغم، باعتباره من الحرس القديم الذي لا يتبع منظومة محمد بن سلمان وجناحه المؤيد له، وهذا يعود إلى أنَّ والده بداح الفغم كان قد خدم مع العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله أكثر من 30 سنة.
الأمر الذي يجعل من ولائه لمحمد بن سلمان مسألة مشكوكاً بها؛ لأنه محسوب على أبناء الملك عبدالله، بحكم خدمته هو ووالده مع الملك عبدالله، وبعد وفاته ظلَّ على الوفاء لأبناء الملك عبدالله، وعلى رأسهم الأمير متعب، الذي كان يتولى منصب وزير الحرس الوطني السعودي سابقاً.
إقرأ أيضا:
الأمير محمد بن نايف ذهب لتعزية عائلة عبد العزيز الفغم وفي قدمة سوارا إلكترونيا “فيديو”
يقول بن فرحان إنّ أوامر وتحذيرات مسبقة كانت قد صدرت للفغم، باحتمالية قتله أو استبعاده بأي طريقة، مشيراً إلى أنّ الملك سلمان كان أكبر داعم له في منصبه، إلا أنّه لم يعد قادراً على مجابهة سطوة نجله محمد، الأمر الذي دفعه للتغاضي عن سياسة ابنه وأفعاله، باعتبار أنّ نجله الشاب يدرك تحالفات المنطقة ومتغيراتها، وأنّ السلطة الفعلية والحقيقية للسياسة الداخلية والخارجية بيده.
ولكن هذا الوضع حفَّز محمد بن سلمان على التفكير بأي طريقة ممكنة لاستبعاده أو تصفيته، بعد أن فشلت كل المساعي السلمية في إبعاده من محيط الأسرة الحاكمة والقصر الملكي، حسبما تقول هذه المصادر.
استعان الأمير محمد بن سلمان بعناصر «بلاك ووتر» لتصفية الفغم، حسبما يقول الأمير بن فرحان، وجاء استخدام هؤلاء المرتزقة بعد أن فقد الأمير محمد الثقة في أقرب الناس حوله، وقام باستبدال حراسه الشخصيين التابعين للحرس الملكي بمقاتلين من «بلاك ووتر».
تجدر الإشارة إلى أن هذه العناصر أشرفت على حملة الاعتقالات التي أمر بها محمد بن سلمان، والتي استهدفت أمراء ومسؤولين، وهذا ما أكدته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، التي كشفت في وقت سابق أنّ مرتزقة «بلاك ووتر» هم من يتولّون التحقيق مع هؤلاء المعتقلين داخل فندق «الريتز-كارلتون».
ويقول الأمير خالد بن فرحان: أصبح الأمير محمد يستأجر مرتزقة بلاك ووتر لحمايته، عوضاً عن الحرس الملكي، الذي كان يتبع في وقت سابق وزارة الحرس الوطني، والتي كان يرأسها الأمير متعب بن عبدالله، قبل أن يصدر الملك سلمان أمراً ملكياً بإعفائه.
يقول خالد بن فرحان: وبطبيعة الحال فإنّ محمد بن سلمان يدرك جيداً طبيعة التحالفات داخل العائلة الحاكمة في السعودية، ومنها أن الحرس الملكي وقيادته، الذي كان جزءاً من الحرس الوطني، كان محسوباً على الملك عبدالله وابنه متعب.
ولذلك مازال الأمير محمد لا يثق في الحرس الملكي، حسب بن فرحان، بعد نقل اللواء الخاص من الحرس الوطني المكلف بحراسة الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد، ودمجه بالحرس الملكي، وتمّ فصل الحرس الملكي عن وزارة الدفاع، وأصبح قطاعاً مستقلاً، وبميزانية مستقلة، وتمّ توحيد اللباس والتجهيزات، وأصبح رئيس الحرس الملكي مرتبطاً ارتباطاً مباشراً بالملك.