الدبور – تتصاعد في اليمن وفي عدة دول خليجية حملات الكترونية تشهد تفاعلاً يمنياً وخليجيا كبيراً معظمها ينتقد التدخل الإماراتي في الشأن اليمني ودعمه لانقلاب المجلس الانتقالي على الحكومة الشرعية ودعمها العسكري له خلال المواجهات التي شهدتها ثلاث مدن جنوبي البلاد، غير تدخلها في دول جيرانها قطر و سلطنة عمان.
وسيطرت مليشيات مدعومة إماراتياً على العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين بعد تدخل الطيران الإماراتي في المواجهات فيما تمكّنت القوات التابعة للحكومة الشرعية من فرض سيطرتها على محافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، وردا علي الممارسات التخريبية التي تمارسها الامارات قام ناشطون بإطلاق حملات علي مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا على موقع “تويتر”، تندد بجرائم الامارات وممارساتها العدوانية فضلاً عن نشر وسوم بكثافة وإيصالها إلى الأكثر تداولاً في أكثر من بلد ، في مسعى منهم لإيصال رسالة إلى العالم لرفض ما اعتبروه “تدخلاً سافراً ” لأبوظبي في الشأن اليمني ودعم مليشيا مسلحة تسعى لتقسيم البلاد.
ومن بين الحملات الالكترونية الدعوى الي طرد الامارات وسياستها في اليمن كان من ابرز التغريدات وسوماً “#طرد_الإمارات_مطلب_شعبي”، و”#مقاطعة_طيران_الإمارات” و”#مقاطعه_طيران_الإمارات3″، و”#مقاطعه_المنتجات_الإماراتيه”، و”#boycott_emirates_airline” (يتعلق بالطيران أيضاً)، و”#جيش_اليمن_الإلكتروني”.
كما وعلق صحفيون وناشطون علي سياسة الامارات في اليمن، كان أبرزهم: الصحافي حمدي البكاري في تغريدة على تويتر “خلال أيام قلائل صار عدد #اليمنيين في #تويتر يفوق التوقعات.. أمر جدير بالالتفات بعد غياب.. هذا وعي بأهمية الحضور وفي الوقت نفسه تعبير عن استماته في الدفاع عن #اليمن.. الأحداث في #شبوة كان لها أيضا تأثير وقبلها #عدن.. فضاء لرفع الصوت وانتظار إيجابي لصداه”.
وكتب علي السياغي “البعض يستخف بالنصر الذي حققه اليمنيون في تويتر. وهذا نتيجة لقصر النظر ودليل على العجز عن استنباط المعنى الكبير من تلك الأشياء التي تلوح بسيطة”. وتابع “هذا النصر يخبرنا شيئين هامين للغاية : مشكلة هذا الشعب في نخبته ، هذا أمر. الأمر الثاني أن اليمني ينتصر دوماً في أي ميدان “.
وغرد محمد سعيد الصبري “بدأ معظم اليمنيين حديثاً على تويتر، ولكن عدالة قضيتهم جعلت أصواتهم مسموعة للجميع. سندافع كيمنيين عن بلدنا حتى لو خذلتنا الشرعية، حتى لو وقف العالم كله ضدنا، حتى لو وقفت المليشيات في الشمال والجنوب والشرق والغرب ضد مصالح الوطن”.
أما غازي المحيرسي فكتب “لم يكن اليمنيون يعيرون تويتر أي اهتمام بقدر اهتمامهم بالفيسبوك وعندما أظهرت الإمارات وجهها القبيح وارتكبت جريمتها… دخل اليمنيون كسيل عرم حتى أصبحت الإمارات وذبابها في هذيان، لقد انتصر اليمنيون في حرب تويتر وسينتصرون في حرب الميادين”.
وكتب السياسي السعودي سليمان العقيلي “اليمنيون ينتقلون جماعات وفرادى من فيسبوك إلى تويتر لمشاركة الخليجيين نفس الوسيلة؛ ولإضرام الاشتباك مع من يعتبرونهم خصوم بلدهم ووحدتهم !”.
في هذه الاثناء يواصل اليمنيون نشر تغريداتهم علي توتير للمطالبة بطرد الإمارات من البلاد، وفضح مساعيها لتحويل اليمن إلى ساحة اقتتال أهلي عبر دعم المجلس الانتقالي وتشكيلاته المسلحة، علاوة على مهاجمة دور التحالف وقائدته السعودية.
وكتب حساب مصطفى “أجمع اليمنيون وحينما يجمع اليمنيون على شيء فإن إجماعهم لا رجعة فيه ولا تفاوض.. لا يستغل صبرهم فصبرهم ينفد، ولا يستهان بضعفهم فضعيفهم يشتد، وحينما ينفد صبرهم ويشتد ضعيفهم فلا قوة تقف أمامهم ولا سبيل أمام معاول الهدم والخراب إلا التبخر”.
وغرد الصحافي جمال حسن “عند الهجمات الإماراتية على القوات الحكومية تجاهلت السعودية الرئاسة والحكومة اليمنية. تزعمت السعودية التدخل العسكري عند سقوط عدن بيد الحوثيين وتركت للإمارات هذا الدور عندما أرادت الحكومة استعادتها من الانفصاليين لم يواجهوا إيران إنما اغتنموا الفرصة لتقسيم #اليمن. هذا هو التحالف”.
كما كتب أستاذ علم الفلسفة في جامعة صنعاء معن دماج “مع تدفق السلاح الثقيل إلى عدن واستعراض الطيران.. القرار الإماراتي واضح سنقاتل حتى آخر انتقالي، السعودية – التي تدعم الجيش – ما زالت تراهن – رغم الغضب – على حل بدون قتال!!”.
وقال محمد صلاح “كان #اليمن عشية تدخل #التحالف العربي الذي جاء لإنقاذه، وإعادة الشرعية التي تمت إزاحتها من العاصمة صنعاء، منقسمة بين شرعية وانقلاب، بعد مرور خمسة أعوام من #التدخل، غدا البلد مقسماً بين انقلابيين ومليشيات متعددة، يقف التحالف خلفها، هدفها الأول تفكيك الكيان الوطني”.
ولم يقتصر التفاعل على اليمنيين، إذ أبدى مغردون عرب تضامنهم مع اليمن ونشروا تدوينات تهاجم الإمارات وتطالبها بالكف عن التدخل في الشأن اليمني ودعم التشكيلات العسكرية خارج إطار الحكومة المعترف بها دولياً.
كما وابدى ناشطون وقيادات إماراتيين انزعاجهم وغضبهم من الحملات التي دشنها اليمنيون على تويتر، وإطلاق وسوم للمطالبة بمقاطعة الطيران والمنتجات الإماراتية في رد على ما اعتبر حرباً إماراتية على اليمن.
وأطلق المغردون الإماراتيون والموالون للمجلس الانتقالي وسم “#طيران_الامارات_فخرنا” رداً على الوسوم التي أطلقها الناشطون اليمنيون لمقاطعة طيران الإمارات.
ورد صحافيون ومغردون إماراتيون بالهجوم على الناشطين اليمنيين، فضلاً عن مهاجمة الحكومة والتأكيد على دعمهم للتمرد الذي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكتب رئيس تحرير موقع بوابة العين الإماراتية “بعد صدور #البيان_السعودي_الاماراتي هل من المعقول ان هؤلاء الأشخاص ولهم صفة رسمية يشنون حملة بالإنكليزي تحت هاشتاغ #UAEDESTROYINGYEMEN، إضافة إلى توجيه رسائلهم إلى مجموعة من الحسابات الإنكليزية النشطة باهتمامها في الموضوع اليمني ولا يكون هناك موقف حازم منهم”.
وقبل أيام أدان تقرير لفريق خبراء شكله مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مسئولي دولة الإمارات بارتكاب جرائم حرب مروعة في اليمن.
وتضمن التقرير إجراء أكثر من 600 مقابلة مع الضحايا والشهود ومراجعة مواد وثائقية، وخلص إلى اتهام الإمارات بارتكاب جرائم حرب مروعة بحق المدنيين .
وأكد التقرير أن الإمارات وباقي أطراف النزاع في اليمن استفادوا من “غياب المساءلة” حول انتهاكات القانون الدولي
وأدان التقرير الأممي غارات الإمارات والقصف العشوائي والاحتجاز التعسفي والتعذيب
وطالب التقرير الدول بالامتناع عن توفير الأسلحة التي يمكن استخدامها في نزاع اليمن.
كما تضمن إدانة تجنيد الأطفال وانتهاك الحريات الأساسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية
وحدد فريق الخبراء الأفراد المسؤولين على الأرجح عن الجرائم الدولية، وقُدم قائمة سرية محدثة بأسماء الأفراد إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وأدان تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية بسبب أثر الهجمات الشديد والمستمر على البنية التحتية المدنية، مؤكدا أن أطراف النزاع في اليمن استخدموا الجوع كوسيلة حرب.