الدبور – الشجرة العجيبة و الغريبة في سلطنة عمان، نموها سريع وأزهارها بيضاء، تجدها في السهول الخضراء منتشرة هنا وهناك، تمتاز ساقها باستقامتها ولها أعناق على هيئة أوراق طويلة حلزونية متجانسة مع الورود البيضاء التي تنمو من تحت إبطها.
إنها “البابايا، فاسكونسيليا زغبية، بَاو باو الجبلية، كاريكا زغبية، الباباظ أو الفافاي”، كثرت المسميات لشجرة ذات عدة فوائد والتي تعد من أهم محاصيل الفاكهة التي تنتشر زراعتها في محافظة ظفار.
“الباباظ” شجرة عشبية دائمة الخضرة سريعة النمو وقصيرة العمر وثنائية المسكن ، يبلغ طولها ما بين 2 و 10م حسب صنفها .
ساق الباباظ اسطوانية مجوفة ذات نسيج هشّ ورفيعة مستقيمة غير متفرعة ويبلغ طولها بين 30سم عند قاعدتها و 5سم عند قمتها . وتوجد على الساق آثار الأوراق الساقطة أثناء نمو النبات . وتخرج من قمة الساق النامية أعناق أوراق طويلة متتابعة ومرتبة حلزونيًا ، وأوراقها كبيرة مفصصة ، ويصل طول الورقة إلى 60 سم. ومن آباط هذه الأوراق تنمو أزهار بيضاء تختلف بين الأزهار المذكرة والمؤنثة.
تنتشر زراعة الفافاي في السهول الساحلية لمحافظات السلطنة وتنفرد محافظة ظفار بزراعة وإنتاج محاصيل الفاكهة التقليدية كالنارجيل والموز ومحصول الفافاي، حيث يعد من أحد محاصيل الفاكهة الاستوائية التي تجود زراعتها في السلطنة خصوصًا الشريط الساحلي لسهل “صلالة” و”طاقة” الأكثر انتشارًا وإنتاجًا لهذا المحصول.
وتقدر المساحة الكلية لمحصول الفافاي بـ200 فدان والإنتاجية أكثر من 700 طن على مستوى السلطنة
ويُلاحظ أن هناك تذبذبًا واضحًا في المساحة والإنتاج من عام لآخر ، ويقدر متوسط الإنتاج في ظفار بين 1.6 – 2.9 ألف طن يُستهلك معظمه محليًا ويصل الفائض منه إلى حوالي 40% سنويًا ، ولكن لوحظ انخفاض في عام 2010م بسبب تزايد إصابة المحصول بالآفات الزراعية في السنوات الأخيرة مثل عفن الجذور وفيروس التفاف الأوراق وديدان تعقُد الجذور.
ولأن التكاثر بالبذرة هي الطريقة الشائعة في إكثار الفافاي تجاريًا ولكثرة التلقيح الخلطي في أشجار الفافاي فإنه لا يوجد إلا القليل من أصناف هذه الشجرة التي يعود موطنها الأصلي في جبال الأنديز، في الشمال الغربي لقارة أمريكا الجنوبية وتكثر زراعتها في هاواي والهند أيضًا ، ومن أهم أصنافها : سولو ، وايمانالو ، هجنز ، واشنجطون ، فيرشليد والأصناف المحلية.
ويعد الصنف المحلي هو الأكثر انتشارًا في الحيازات الزراعية التقليدية ولذلك يعاني المحصول ضعف العناية ويفتقر إلى الطرق الحديثة في الزراعة. وهناك إمكانات كبيرة ومقومات بيئية ومناخية ملائمة للتوسع في زراعة وإنتاج هذا المحصول الاقتصادي المهم وتحسين صفاته وتنويع أصنافه ومضاعفة إنتاجه الحالي.
ويُعدّ الفافاي واحدًا من أهم محاصيل الفاكهة بالمناطق الاستوائية وتستهلك ثماره عادة طازجةً. كما تدخل في عمل سلطة الفواكه والمخللات والمربات والجلي والايسكريم وبعض المشروبات .
ويستعمل البعض الثمار الخضراء غير مكتملة النمو للطبخ مثل الخضر ولعمل الفطائر. فثمار الفافاي غنية بفيتامينات (أ) و(ج)، وتعد مصدرًا جيدًا لفيتامين (ب)، كما تحتوي على نسبة مقدرة من الكالسيوم والبوتاسيوم وعناصر معدنية أخرى ونسبة بسيطة من البروتين وهي قليلة السعرات الحرارية.
وتحتوي ثمار الفافاي وأجزاء أخرى من النبات على مادة لبنية تستخدم في عمليات نضج اللحم أو تسريعه لاحتوائها على إنزيم هاضم يسمى البابين. فالأوراق تحتوي على نسبة عالية من هذا الإنزيم الذي ينتقل منها للساق ثم إلى الثمار فالجذور، و يتم إنتاج هذه المادة تجاريًا من الثمار الخضراء غير الناضجة حيث يتم استعمالها لبعض الأغراض الطبية والصناعية.
ولثمار الفافاي خصائص علاجية عديدة فهي تساعد على الهضم والتخلص من الغازات وتخفيض نسبة السكر في الدم ، كما تنفع في معالجة قرحة المعدة وطرد الديدان من البطن والأمعاء وتخفيف أعراض تضخم الكبد والطحال، ويدخل لب الثمار في صناعة بعض مواد التجميل كأساس لصناعة بعض انواع شامبو الشعر وكريم الوجه والصابون والمنظفات وصناعات أخرى.وأوراق وجذور النبات يستخدمها بعض ممارسي الطب البديل لمعالجة بعض الأمراض ولتضميد الجروح وشفائها وذلك لاحتوائها على مادة قلوية تساعد على التئام الجروح. وفي بعض الدراسات وجد أن مستخلص بذور الفافاي يؤثر سلبًا على خصوبة الرجال مما فتح الباب واسعًا لإجراء دراسات مكثفة خاصة بالهند لتقييم نتائج تلك البحوث.
عن ريما الشيخ موقع أثير.